mena-gmtdmp

نصائح الأمهات في التعامل مع مرحلة العناد عند الأطفال بشكل إيجابي وفعّال

صورة عناد طفلة
نصائح الأمهات في التعامل مع مرحلة العناد عند الأطفال

كثيراً ما تصل إلى مسامعنا شكوى الأمهات في وصف طفلهم ببعض السمات التالية: عنيد، متمرد، لا يقبل الرفض، لا يستمع، يتجاهلني، يفرض رأيه، متسلط، فهم يواجهون ردود الفعل المبالغ فيها والتعبير بغضب شديد لأنه يرفض لمجرد الرفض . يصر الطفل العنيد على السلوك الخطأ حيث تتكون لدى الطفل رغبة الاستيلاء على أي شيء لكي يحقق هدفه في النهاية. فالطفل العنيد دائماً يرى نفسه على حق وصواب والباقي على خطأ لذلك يرفض تماماً أن يتنازل عن رأيه. وحسب رأي الأهالي، أنهم جربوا كل شيء ولم يُفلح شيء، حتى يصلوا إلى درجة الإرهاق والإنهاك من المحاولة، فما الحل.
إليك تجارب 5 أمهات من بلدان مختلفة، تصرفن وبطرق مختلفة، وخرجن بهذه النصائح، التي يطلبن منك تجريبها.

تجربة الأم الأولى: لا تتصرفي بغضب أمام الجميع

تجد الأم الأولى أن أفضل علاج للموقف هو أن تعرضي على الطفل خياراً آخر، في حال امتنع عن ارتداء القميص مثلاً، وتتابع: "عادة ما أعطيه خيارين. إذا لم يلتزم الطفل بالقواعد، فسيحتاج إلى استراحة، ربما عليه إخراج القمامة، أو كنس أرضية المطبخ، قفي هناك بينما يفعل ذلك. لا تغيري رأيك أبداً. دائماً، قولي ما تعنيه، واعني ما تقوليه عندما يسيء التصرف، خذي دقيقة لتقرري ما ستفعلينه. لكن لا تقدمي على أي تصرف في نوبة الغضب، دعيه يتعلم احترامك، كأم تفي بكلمتها. القواعد للجميع. إذا غضبوا، فليذهبوا إلى غرفتهم، إما بأنفسهم أو بمساعدتك. لا تعرضي غضبك أمام الجميع، أو في الأماكن العامة، بل اصطحبي طفلك مباشرة إلى السيارة، في صمت. أنت المسؤولة. أي شيء يفعله بطريقة مرضية، كافئيه دائماً بابتسامة. من المهم جداً أن تُمدحي عندما يستحق طفلك ذلك، ولا تعتقدي أنه من الصعب أن تكوني أماً فقط، بل ومن الصعب أيضاً أن تكون طفلاً".
هل يمكن تأديب طفل عمره سنة واحدة؟ ابدئي والنتائج مذهلة

تجربة الأم الثانية: قدمي هدايا رمزية

تجربة الأم الثانية: قدمي هدايا رمزية


تنصح الأم الثانية بعدم الصراخ، وهو أول ما يتبادر إلى ذهن كل أم، وتتابع: "موقف العناد هو أشبه بمباراة شطرنج، يجب أن تخططي لبعض الخطوات مسبقاً، التعزيز الإيجابي للطفل وليس الرشوة، هناك فرق، يجب عليك أو على الجميع إعداد أطفالك للنجاح دائماً، وخاصة المهام التي يمكن تحقيقها. في بعض الأحيان، عليك أن تبدئي بتربية الطفل على القواعد، وهو صغير لتبني مهمة أو عملاً سهلاً يمكن تحقيقه حتى تتمكني من الثناء على إنجازه إذا انتهى بنجاح. عادة ما أقوم بناء ثقتي بنفسي واحترامي لذاتي أولاً، صحيح أنني أقدم هدايا مالية أيضاً، لكنها هدايا صغيرة و ليست رشاوى، بمجرد إنشاء نمط أو بروتوكول، يجب أن تكون الأمور أسهل، يجب أن يشعر طفلك بالرضا عن نفسه وإنجازاته، سواء كانت أعمالاً مدرسية أو واجبات منزلية أو أعمالاً منزلية أو موسيقى أو رياضة أو أن يكون أكثر لطفاً مع الأشقاء وما إلى ذلك، من تجربتي أجد أن الطفل يقدر الثناء على القيام بشيء جيد من أمه أو معلمته، إنها طبيعة بشرية نكافئ السلوك الجيد ويمكن كسب معظم الأشياء، بالنسبة لي أفضل أن أحصل على مجاملة بدلاً من أن يُقال لي إنني لا أفعل أي شيء بشكل صحيح أو إنني كسولة أو إنني مخطئة".

تجربة الأم الثالثة: شاركي طفلك الأنشطة

تجربة الأم الثالثة: شاركي طفلك الأنشطة


تسرد الأم قصتها مع عناد الأطفال قائلة: "قبل سنوات عديدة، زرتُ الصين مع مجموعة من المحاميات في جولة شبه رسمية. كان ذلك في وقتٍ كانت فيه الصين تنفتح على الأجانب. ما رأيته هناك حفّزني على التطوع للقيام بشيءٍ ما في بلدي.
عند عودتي إلى وطني، قررت التدرب تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك كضابط مراقبة متطوع. أثناء خدمتي، تم تعييني لرعاية طفلين مراهقين تم وضعهما تحت المراقبة بعد تجاوزهما الحدود الأخلاقية، في التدريب، قيل لنا من خلال تجربة المدرب، أن الفتيات العنيدات أسوأ من الأولاد.
وبالفعل تعرفت إلى عائلتين اضطرتا إلى إخضاع ابنتيهما لبرنامج علاج نفسي، حيث لم يعد بإمكان الوالدين تحملهما. بالطبع، خضعتا للإجراءات اللازمة لذلك، لكن هناك نورٌ في الظلام، إحدى الفتيات خرجت من تلك التجربة وهي الآن متزوجة ولديها عائلتها، لا أعرف ماذا حدث للأخرى، لكنني على يقين أن زيارة مثل هذه العلاجات للفتيات والتحدث إليهن يمكن أن يساعدهن على الانفتاح ويساعدنا على تعلم كيف يمكن تحويلهن للأفضل، وذلك بإلهائهن بأمور ممتعة، مثل دروس الخبز، والبولينج وما إلى ذلك. لكن لا تُهددي طفلك أبداً بعواقب أسوأ من السلوك غير الاجتماعي والصعب. حاولي استمالته أولاً، مثلاً بالقيام بأنشطة معاً، أو دعوته لتناول وجبات يحبها".

تجربة الأم الرابعة: الطفل لا يتحمل السلطة التي قد تمنح له!

تجد الأم الرابعة أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع عناد الأطفال هي عدم الدخول في صراع. وتتابع: " لا يمكنكِ أبداً الانخراط في ألعاب القوة مع الأطفال. تذكري أنك أنتِ الراشدة، وأنكِ تسيطرين على الأمور. لا أقصد أن تكوني مهووسة بالسيطرة. من الأفضل دائماً محاولة الحصول على تعاون طفلكِ طوعاً. لكن هناك بعض الأطفال الذين يحوّلون الأمور إلى صراع على السلطة. ومن السهل جداً الانغماس في صراع على السلطة مع طفل من دون أن تدركي حتى ما يحدث.
يجب أن تذكّري طفلك بأنك الأم، والأهم من ذلك، يجب أن تكوني فعلاً الأم. فالأطفال الذين يُمنحون سلطةً مفرطةً لا يُؤهّلون لتحمل هذه المسؤولية، فهم يُدركون ذلك ولا يستطيعون تحمّله. يشعرون بعدم الأمان عندما يُمنحون سلطةً مفرطةً. إنهم بحاجة إلى حدود دائماً، والتعامل مع طفل عنيد ليس بالأمر السهل، خاصةً إذا كنتَ أنت عنيدة. ستُدركين أنك في لعبة قوة مُرهِقة، ويجب أن تتوقفي، حيث لا يُمكن أن تتوقفي إلا عندما يتوقف أحد اللاعبين عن اللعب. لا بد أن تكوني أنت ذلك الشخص.

تجربة الأم الخامسة: هل يتعرض طفلك للتنمر؟

تجد الأم الخامسة، أن تصنيف الأطفال بهذه الطريقة ليس صحيحاً، فبرأيها أنه لا يولد أي طفل بهذه الصفات، إلا أولئك الأطفال غير الطبيعيين، الذين يولدون بتركيبة دماغية خاطئة، تتابع قائلة: "الأطفال العاديون، وخاصة الأطفال الصغار وفوق هذه السن بقليل، إذا كان سلوكهم عدوانياً أو عنيداً، فيرجى فهم أن السبب يكمن في مكان ما في المحيط، هل هو المولود الأول الذي رُزق مؤخراً بأخت أصغر؟ يشعر الأشقاء الأكبر سناً بالإهمال عندما يضطر الوالدان إلى منح اهتمامهما لأخيهم الأصغر.
هل يواجه مشاكل في تلبية رغباته؟ هل يتعرض للتنمر؟ هل يعاني الطفل من مشاكل صحية؟ لاحظي ذلك على طفلك، اعطيه الحب، كوني معه، فكري بعقليته، وتأكدي فقط من أنه يثق بك كأم عليك أن تكتسبي ثقته أولاً.
إن الاستسلام لمطالبه عندما يظهر العدوان أو في إحدى نوبات الغضب هو أمر غير مقبول على الإطلاق. اخبربه بوضوح أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لإنجاز الأمور. لا تكوني بجانبه إذا كان يثور غضباً. طفلك كالطين الخام بين يديك. أنت كأم، أنت من يحدد الشكل الذي تريدينه له.

الرأي التربوي والنفسي

احسني تربية أبنائك أولاً


برأي الأطباء والاختصاصيين أن كل طفل يتميز بشخصيته، لذلك يكون عناده مختلفاً عن الطفل الآخر، وعلى هذا تختلف طريقة علاجه أيضاً، وهم يوافقون على ردة فعل الأمهات، من هذا المنطلق، الذي لا ينطبق على جميع الأطفال، لكنهم يؤطرون بعض النصائح التي يأملون أن تفيد الأمهات، وينصحوهن بالتصرف حسب الموقف، كالآتي:

  • احسني تربية أبنائك أولاً، لأن الطفل يعتقد أن سلوكه يُجدي نفعاً. هم لا يُغيّرون سلوكهم إلا عندما لا يعود مُناسباً لهم.
  • تأكدي من أن الطفل يُدرك تماماً ما هي التوقعات ولماذا يُتوقع منه سلوك مُعين، فعرفي طفلك بما سيحدث إذا لم يُلب التوقعات، عليه أن يكون قادراً على التنبؤ بيقين تام بالعواقب.
  • نفذي ما تقولينه، ورسخي عواقب ذات معنى، وتساءلي ما الذي يُقدّره طفلك؟ هل تُحرمينه من لعبته المُفضّلة؟ هل تُحرمينه من ألعاب الفيديو؟ هل عليه أن يُفوّت نشاطاً أو حدثاً كان يرغب حقاً في حضوره؟ يجب أن تكون العواقب دافعاً للامتثال للتوقعات.
  • نفذي العواقب بغض النظر عن رد فعل الطفل. ولا تستسلمي لنوبات الغضب والبكاء والتوسّل وانتقام الطفل.
  • كوني والدته، وليس صديقته، الأمر لا يتعلق بأن يكون الطفل عنيداً. بل يتعلق الأمر بعدم ثبات الوالدين. واعلمي أن طفلك سيختبر دائماً حدودك. وسيراقب إذا ما كنت ستفشلين.
  • ازرعي الثقة في نفوس أطفالك، وكوني صادقة معهم، فهم يحتاجون لذلك، هذا يعني أنه يجب عليك الالتزام بجميع العواقب التي ستحدث، بمجرد بناء الثقة والثبات، ستلاحظين تغييراً في السلوك.


*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص