قدوم عام جديد في عيون غالبية الأمهات؛ يعني أحلاماً موفقة أكثر، استقراراً لحياة أسرية أكبر، سعادة لأبنائها، دوام صحتهم وعافيتهم، توفيقاً دراسياً ومستقبلاً أفضل، وأن يمنحها الله عمراً أطول؛ لتحقيق كل هذه الأحلام حتى تصل بأبنائها لبر الأمان. ولتحقيق هذه الأحلام الجميلة الحانية، على كل أم اتخاذ أسلوب جديد في التربية؛ يجمع بين القديم والحديث، مع وعي وإدراك لخطوات الانتقال بينهما، وأساليب التمهيد لها.
اللقاء مع الدكتورة سلمى المدني، استشارية الطب النفسي للطفل، لتقييم أحلام الأمهات لعام 2026، وتوضيح خطوات التنفيذ، مع التوصية بالتعامل مع أسس الانتقال من القديم إلى الجديد.
أحلام الأمهات لعام 2026:

- أن يتمتع الأبناء بالصحة والسعادة في حياتهم.
- أن تتحقق طموحاتهم في الدراسة والعمل.
- أن يمر العام الجديد هادئاً مستقراً للأسرة.
- أن يدوم الخير لأولادها وأن يبارك الله في رزقهم.
- أن تسجل بعام 2026 ذكريات جميلة، وأن تمضي أوقاتاً سعيدة وسط أولادها.
- أن تتحول هذه الأمنيات والدعوات الصادقة في نهاية العام إلى حقائق تجدد الأمل لمستقبل أفضل.
- أن يعطيها الله الصحة والعافية والثبات لرعاية أبنائها، والسعي لإدراك خطوات تنفيذ أحلامها.
أولى الخطوات: التغيير في أسلوب التربية

هناك ضرورة لتغيير أساليب تربية الأمهات مع مرور الوقت، ومع قدوم العام الجديد -ليس بالضرورة تغييراً جذرياً- كنوع من التكيف والتطور لمواجهة تحديات جديد العصر.
على الأمهات اليوم أن يتبنين نهجاً أكثر وعياً بالصحة، ويستفدن من التكنولوجيا في التربية، ويُركزن على بناء شخصيات الأبناء، أكثر ثباتاً ووعياً، مع إضافة خبرات جديدة عن العام السابق.
على الآباء أن يصبحوا قدوة في تحقيق التوازن بين التربية وأساليب الحياة، والعام الجديد يعدّ فرصة لتعزيز هذه الأهداف، ووضع قرارات تربوية جديدة ومواكبة للتغيرات المجتمعية.
مظاهر التغير الشامل في أساليب الأمهات:
- التركيز على الأسلوب الصحي؛ بمعنى تشجيع الأبناء على الأكل الصحي والرياضة، والآباء يكونون قدوة في ذلك.
- استخدام التكنولوجيا بحكمة؛ بمعنى الاستفادة من التكنولوجيا لتعليم الأطفال وتنمية مهاراتهم، مع وضع ضوابط.
- بناء الشخصية والقدوة؛ بالاهتمام بتنمية القيم والأخلاق، وتوجيه الأبناء نحو نماذج إيجابية، وتكون الأم أو الأب هما القدوة.
- تقسيم الأدوار وتحديات العمل، فدخول الأمهات لسوق العمل يزيد الضغط، مما يتطلب منهن مهارات جديدة في إدارة الوقت والموازنة بين العمل والأسرة.
- التخطيط للمستقبل؛ فكل عام جديد يعد فرصة لتقييم العام الماضي وتحديد أهداف تربوية جديدة؛ مثل تطوير الذات، وتعلم مهارات جديدة، والتركيز على الصحة النفسية والجسدية للأسرة.
ثاني الخطوات: العمل على مواجهة التحديات الجديدة

مع قدوم عام جديد، على الأمهات أن يتطورن؛ ليصبحن أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، مستفيدات من تجارب الماضي، ومتطلعات لتربية أجيال واعية ومواكبة لجديد المستقبل.
التربية التي تتناسب مع العصر، هي التربية الحديثة المتوازنة التي تدمج بين القيم الأصيلة والأساليب العصرية، مع التركيز على الحوار، بناء الثقة، الاستماع العميق، وتنمية المهارات الرقمية.
التكيف مع تحديات التكنولوجيا، والتي تتطلب وعياً، وتعلماً مستمراً من الآباء؛ لغرس المرونة والقدرة على التكيف لدى الأبناء، من دون الانهماك والجلوس طويلاً أمام الشاشات.
تجربتي: تعليم طفلتي الموسيقى طّور قدراتها العاطفية والتعبيرية والاجتماعية تابعوا التفاصيل بالتقرير
مبادئ التربية التي تتناسب مع العصر:
- الدمج بين القديم والجديد: المزج بين صلابة التربية التقليدية وغرس القيم، مع المرونة والحوار في التربية الحديثة.
- التربية الإيجابية: استخدام أساليب تشجيعية وداعمة؛ تركز على الثقة بالنفس والصحة النفسية للطفل، كما تؤكد الدراسات.
- المهارات الحياتية والتقنية: تعليم الأبناء السلامة الإلكترونية، والتحكم في وقت الشاشات، وتنمية التفاعل الاجتماعي الحقيقي لمواجهة تحديات العصر الرقمي.
- الاستماع والحوار: الاستماع العميق للأبناء قبل إصدار الأحكام، لتعزيز التواصل وبناء علاقات قوية.
- التوازن: تحقيق التوازن بين توفير الحب والحنان، ووضع الحدود والقواعد الواضحة، وتجنب الدلال الزائد، والتركيز على نمو الطفل الطبيعي.
- التعلم المستمر للآباء: تربية الأبناء مهارة تحتاج لتنمية مستمرة وتدريب للأبوين؛ لمواكبة التطورات.
وفي النهاية، التربية المتوافقة مع العصر هي التي تُخرج جيلاً قادراً على الإبداع والتكيف، مع الحفاظ على هويته وقيمه، وهذا يتطلب وعياً وحكمة من الآباء.
ثالث الخطوات: المزج بين القديم والحديث
التربية بين الماضي والحاضر، هي رحلة البحث عن التوازن، أو محاولة مزج الماضي والحاضر؛ وهي من أهم أسس التربية الحديثة وبناء علاقات أسرية ناجحة.
لا يمكن تفضيل أحد الأسلوبين على الآخر؛ فالتربية القديمة تميزت بالصرامة وغرس القيم، بينما التربية الحديثة تتطلب مواجهة الآباء لتحديات كبيرة؛ نتيجة تطور المجتمع وتغيراته السريعة.
الحل الأمثل هو المزج بينهما؛ من أجل الحفاظ على القيم الأصيلة والاحترام، بجانب تبني أساليب تربوية عصرية تراعي احتياجات الطفل النفسية وتطوره العقلي.
وفي النهاية، التربية مسؤولية مشتركة بين الآباء والأجداد، لكنها تبدأ أولاً من الوالدين، والتربية الحديثة لا تعني التخلي عن الأصالة، بل التكيف مع متغيرات العصر؛ لتنشئة جيل واعٍ، متوازن، ومسؤول.
رابع الخطوات: طرق توجيه الطفل مع التغيرات

- تأهيل الطفل للتغيير قبل حدوثه: يعد التحضير النفسي للطفل قبل التغيرات خطوة أساسية، على سبيل المثال: عند الانتقال إلى مدرسة جديدة؛ ينصح بأن يصطحب الوالدان الطفل قبل اليوم الأول؛ للتعرف إلى المعلمين والأصدقاء، ما يمنحه شعوراً بالاطمئنان والأمان.
- الاستماع لمشاعره: من المهم السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره من دون مناقشتها أو التقليل من أهميتها؛ لأن الاستماع الفعال يعزز شعوره بالقيمة والدعم.
- الحفاظ على الروتين اليومي: فرغم التغيرات، يجب المحافظة على عادات الطفل المعتادة؛ مثل: النوم، ووجبات الطعام، وأوقات اللعب والمذاكرة؛ لأن الروتين يضفي شعوراً بالاستقرار النفسي.
- دعم التعبير الإبداعي، ويتم بتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره من خلال الرسم، أو الكتابة، أو الموسيقى، ما يساعده على تفريغ المشاعر السلبية بطريقة صحية وبنّاءة.
- إشراك الطفل في اتخاذ القرارات بعد التغيرات الجديدة؛ إذ ينبغي تمكين الطفل من المشاركة في بعض القرارات المرتبطة بالتغيير؛ مثل: اختيار الأدوات المدرسية عند الانتقال إلى مدرسة جديدة، ما يعزز شعوره بالسيطرة والتمكين.
- التكيف بعد حدوث التغيرات: حيث يحتاج الطفل إلى صبر ودعم مستمر؛ حتى يشعر بالاطمئنان والراحة. وفي ظل التغيرات الجديدة، تأخذ عملية التكيف وقتاً.
- التغيرات الحياتية التي يمر بها الطفل قد تكون طبيعية وضرورية لتكوين شخصيته، إذ تمنحه القدرة على التعامل مع مختلف الظروف المستقبلية.
- مع الدعم النفسي الصحيح، والاستماع، والحفاظ على الروتين، يمكن للأطفال التكيف مع التغيرات بثقة وسلاسة؛ ما يسهم في بناء شخصية متوازنة ومستقرة نفسياً.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






