أكثر ما يُسعد قلب الأم أن تشاهد طفلها ينمو يوماً بعد يوم، وتحسّه يتطور حركياً وينمو عقلياً، بشكل لا يختلف عن أقرانه ممن هم في نفس عمره، ولكن يحدث أن يتأخر نمو الطفل لسبب ما؛ قد يكون أنه لا يحصل على ما يكفي من الطعام، أو لأن الطعام لا يحتوي على ما يكفي من العناصر الغذائية؛ كالبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، والتي يحتاج إليها الطفل ليتطور نموه، وقد يرجع تأخر نمو الطفل إلى مشاكل وراثية في العائلة أو مشكلة مرضية لدى الطفل ذاته.
"سيدتي" التقت مع الدكتور محمود أحمد الصاوي، أستاذ طب الأطفال؛ للتعرف إلى مظاهر النمو، وفقاً لعدد سنوات الطفل، وعلامات تأخر النمو عند الأطفال كذلك، مع توضيح الأسباب.
ماذا يعني تأخر النمو عند الأطفال؟

تأخر النمو عند الأطفال مصطلح طبي، يستخدم لوصف عدم مطابقة مظاهر النمو الطبيعي المتفق عليها طبياً؛ فيما يخص معدل النمو الجسدي والعقلي، وتطور المهارات الفكرية والذهنية لدى الطفل.
قصر قامة الطفل مثلاً، أو تأخر تطوير مهاراته الحركية، أو وجود مشاكل بالنطق والكلام والتواصل وغيرها، كلها تشير إلى تأخر بالنمو الجسدي عند الأطفال.
وقد تظهر مشكلة تأخر النمو بوضوح بعد الولادة؛ إذا كان حجم أو وزن الطفل صغيراً بشكل غير طبيعي بالنسبة لعمره، أو إذا لم يكتمل نموه بالمعدل نفسه لأقران في نفس عمره، رغم مرور عدة أشهر.
في أحيان كثيرة، تحدث تأخيرات النمو في عدة مظاهر لدى الطفل، وليس في نموه الجسدي فقط، وهنا يطلق عليه "تأخر النمو العام"، مع مراعاة أن بعض الأطفال ينمون بشكل أبطأ من غيرهم؛ لأنه أمر وراثي في العائلة.
ولكن قد يعاني الطفل من تأخر فعلي في النمو عندما لا يزداد طوله بما يتناسب مع عمره، وغالبية هؤلاء الأطفال لديهم أب أو أم قصيري القامة، وقليل منهم يعاني من مشكلة طبية تؤثر في النمو ويمكن علاجها.
طفلي لا يأكل جيداً.. متى يصبح الأمر خطراً على الصحة والدماغ؟تعرفي إلى الجواب.
متى يعتبر الطفل متأخراً في النمو؟

تأخر النمو يعني عدم تحقيق معدلات النمو المعروفة طبياً قبل الخامسة من عمر الطفل:
- إذا كان حجم الطفل أصغر من الأطفال الآخرين في سنه.
- إذا كان الطفل أصغر من 95% من الأطفال في سنه وكان معدل نموه بطيئاً.
إذا لم يحقق الطفل معدلات النمو التالية قبل وصوله لعمر خمس سنوات:
- يجب أن يزداد طول الطفل، ويكون بمعدل 25.4 سنتيمتر، مقارنةً بطوله عند الولادة بحلول نهاية العام الأول.
- من سنة إلى سنتين، في هذا العمر، ينمو الأطفال بمعدل 12.7 سنتيمتر في العام.
- من 2-3 سنوات، ينمو الأطفال في هذا العمر بمقدار 8.89 سنتيمتر.
الأرقام السابقة هي نسب متوسطة؛ بمعنى أن الطفل قد يقترب منها ولا يحققها بالضبط ويظل نموه طبيعياً.
تجربتي للتأكد من علامات نمو طفلي هل تودين تفاصيل أكثر؟
علامات تأخر نمو الطفل من 1-3 سنوات

- يمرّ الشهر الأول بسلام، ولكن في الشهر الثاني: لا يستطيع المولود رفع رأسه إن كان نائماً، ولا يستطيع لف جسده بعض الشيء إن كان مستلقياً على ظهره.
- في الشهر الثالث: لا يتواصل مع من يلاعبه، لا يلتفت نحو الصوت والضوء، لا يرفع رأسه جيداً، ولا يستطيع التحكم به.
- وفي الشهر الرابع: لا يضع الأشياء في فمه، ولا يستطيع رفع نفسه والتحرك.
- في الشهر الخامس: لا يستطيع التحرك في أثناء النوم، لا يثني رقبته، ولا يستطيع الجلوس حتى مع مساعدة الوسائد، ولا يتقلب أو يتدحرج على السرير.
- وبين الشهر السابع والتاسع: لا يتحكم في رأسه وثباته، ولا يتحكم في هيئة الجلوس.
- وفي الشهر العاشر: لم يبدأ الزحف أو الحبو، أو بدأ بهما، لكنه غير متزن، ولا يستطيع التحكم بساقيه ويديه، أو بإحداهما بعد.
- بعد تمام العام الأول: لم يستطع المشي حتى بمساعدة، يمشي بضعف شديد، وليس لديه أي ثقة، لم يستطع التكلم بأي كلمة ولا يردد كلمات صغيرة.
- بعد تمام العام الثاني: يقع بشكل متكرر، يمشي بعدم اتزان، غير قادر على الإمساك بالأشياء الصغيرة، لم يستطع التكلم بعبارات مفهومة.
- في بداية العام الثالث وصولاً لتمامه: لا يستطيع استخدام الدرج صعوداً ولا هبوطاً، حتى مع المساعدة، لا ينمو طولاً ووزناً بطريقة جيدة وملائمة، كلامه لا يزال غير مفهوم.

- يكون الرضيع صغيراً بشكل غير طبيعي بالنسبة للحجم المتوقع.
- يبدو الطفل أصغر من زملائه في الفصل، وعادةً ما تظهر غالبية الأعراض عند الأطفال بعد سن الخامسة.
- ينمو الطفل بمعدل أقل من 5 سنتيمترات في السنة بعد ميلاده الثالث، وتعد من الملامح الأساسية التي تشير إلى وجود مشكلة في النمو.
- التطور البطيء للمهارات الجسدية، مثل: الجلوس والوقوف والمشي، بجانب تأخر المهارات الاجتماعية والعقلية.
- حجم ذراعي الطفل أو ساقيه غير متناسب مع حجم جذعه، من العلامات التي تشير إلى تقزم الطفل.
- إذا كان الطفل يعاني من انخفاض في مستوى هرمون النمو، فقد يؤثر ذلك في ملامح وجهه، فيبدو أصغر من عمره الحقيقي حتى مع تقدمه في السن.
- يظهر لديه دم في البراز، أو يعاني من الإسهال أو الإمساك أو القيء أو الغثيان، إذا كان تأخر النمو عند الطفل ناجماً عن مرض في المعدة أو الأمعاء.
- إذا كانت لديه مستويات منخفضة من هرمون (الغدة الدرقية)، فقد يعاني -إلى جانب صغر حجم الجسم- من فقدان الطاقة، والإمساك وجفاف الجلد، والشعور بالبرد دائماً، وبرودة الأطراف.
أسباب طبية واضحة لتأخر نمو الطفل
مشكلات الغدد الصماء
ينظم جهاز الغدد الصماء إنتاج وتوزيع الهرمونات في جميع أنحاء الجسم، لهذا يمكن لمشكلات الغدد الصماء أن تؤثر في الهرمونات المهمة لنمو الطفل، يمكن أن تؤثر أيضاً في الغدة النخامية في الدماغ، المسؤولة عن إنتاج هرمون النمو.
تقييد النمو داخل الرحم
وهي مشكلة خلقية لا ينمو فيها الجنين بمعدله الطبيعي في أثناء وجوده في رحم الأم، وهي سبب شائع لتأخر النمو عند الأطفال فيما بعد.
الاضطرابات الوراثية
ترتبط بعض المتلازمات الوراثية بتأخر النمو، ومنها متلازمة تيرنر وداون، وهناك أمراض عظام مختلفة تؤثر في الطول والنمو، والعديد منها وراثي، وأكثرها شيوعاً هو التقزم؛ ويكون فيه ذراعا وساقا الطفل قصيرتين، بما لا يتناسب مع طول جسمه.
البلوغ المبكر
يتميز هذا الاضطراب بحدوث البلوغ في وقت أبكر مما ينبغي، قد يُظهر الطفل معدلات نمو سريعة في البداية، ولكن يتوقف النمو بعدها في سن صغيرة.
التاريخ العائلي
قد يكون معدل نمو الطفل أبطأ من الأطفال الآخرين في نفس عمره؛ إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب قصير القامة نتيجة عوامل وراثية.
تأخر النمو البنيوي
عادةً ما ينمو الأطفال المصابون بهذه الحالة بمعدل طبيعي، لكنهم قِصار، أو طولهم أقصر من المتوسط؛ بسبب أن نضج العظام يحدث بمعدل أبطأ من عمر الطفل.
الفشل في النمو
تحدث هذه الحالة عندما ينمو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات بشكل أقل من المعدلات المتوقعة في الوزن والطول، عادةً ما يكون سببها مشكلة في التغذية أو سوء التغذية.
عوامل أخرى تؤثر على نمو الطفل
- الضغوط النفسية الشديدة، وسوء التغذية.
- أنواع معينة من فقر الدم، مثل فقر الدم المنجلي.
- الأمراض المزمنة؛ مثل: أمراض الكلى أو القلب أو الرئة والسكري والتليف الكيسي.
- بعض حالات تأخر النمو عند الأطفال لا يُعرف السبب وراءها.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.