رعاية المولود الجديد ليست بالمهمة السهلة، خاصةً للأمهات اللواتي يُجبرن على إرضاع أطفالهن عن طريق الرضاعة الطبيعية، وذلك بعد الولادة. فبينما لا تزال أجسامهن في مرحلة التعافي، تشعر العديد من الأمهات بالإرهاق أثناء الرضاعة الطبيعية، جسدياً ونفسياً؛ لذا تأتي أهمية تلبية احتياجات الأم المرضعة النفسية؛ لمساعدتها في الحفاظ على صحتها وصحة رضيعها. إليكِ وفقاً لموقع "هيلث" أسباب إصابتكِ باضطرابات الصحة النفسية وكيفية التغلب عليها.
تلبية الاحتياجات النفسية للأم المرضعة
الأمهات اللواتي يعانين من أعراض الاكتئاب أو القلق أقل احتمالاً لبدء الرضاعة الطبيعية، فتكون مدة الرضاعة الطبيعية أقصر 6، 7 أشهر، ويواجهن المزيد من صعوبات الرضاعة الطبيعية مقارنة بالأمهات اللواتي لا يعانين من أعراض الاكتئاب أو القلق، إضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تمنح الأم مجموعة من الفوائد التالية:

- تحسين الصحة العقلية: تشير الأبحاث في مجلة Cureus إلى أن فوائد الرضاعة الطبيعية يمكن أن تعمل على تحسين الصحة العقلية للأم، وتحمي الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة.
- ثقة أكبر: تميل الأمهات المرضعات إلى أن يكون لديهن ثقة أكبر في أنفسهن، وبالتالي يلعب ذلك دوراً مهماً في حماية الصحة النفسية للأم.
- تطوير الذكاء العاطفي للطفل: ليس هذا فحسب، بل تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً أيضاً في تطوير الذكاء العاطفي للطفل؛ لأنها يمكن أن تكون مصدراً للراحة والهدوء عندما يعاني الطفل من التوتر.
أسباب اضطرابات الصحة النفسية
يمكن أن تُصاب الأم المرضعة باضطرابات الصحة النفسية نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك ما يلي:
- اكتئاب ما بعد الولادة: يمكن أن تبدأ هذه الحالة أثناء الحمل أو بعد الولادة، وتؤثر على ما يقرب من 13% إلى 19% من النساء.
- صعوبات الرضاعة الطبيعية: الأمهات اللواتي يعانين من مشاكل في الرضاعة الطبيعية، مثل انخفاض إنتاج الحليب، أو التهاب الضرع، يمِلن إلى الشعور بانخفاض الحالة المزاجية وزيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- التصورات السلبية عن الرضاعة الطبيعية:. قد تشعر الأمهات بعدم الرضا عن تجربة الرضاعة الطبيعية، وقد يعانين من انخفاض تقدير الذات، مما قد يؤثر سلباً على صحتهن النفسية.
- نقص الدعم الاجتماعي: قد يؤدي نقص الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو الأطباء إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية لدى الأمهات المرضعات.
- التوتر وقلة النوم: قلة النوم وارتفاع مستويات التوتر لدى الأمهات المرضعات قد يُسببان الاكتئاب.
لذلك، فإن العلاج الفعال لتحسين الصحة النفسية للأم مهم جداً لدعم عملية الرضاعة الطبيعية المثلى.
تعرفي إلى المزيد حول هل تؤثر الحالة المزاجية للأم على الطفل عند الرضاعة الطبيعية؟
كيفية الحفاظ على الصحة النفسية للأم المرضعة
يُعد الحفاظ على الصحة النفسية للأم المرضعة مهماً لصحة الأم والطفل، فهناك عدة طرق يمكن القيام بها للحفاظ على احتياجاتك النفسية وتلبيتها، والتي تشمل ما يلي:
تقديم الدعم
يمكن أن يساعد الدعم من العائلة والأصدقاء والمتخصصين في الرعاية الصحية الأمهات المرضعات على التعامل مع التوتر وتلبية احتياجاتهن العقلية.
يتضمن هذا الدعم التثقيف حول تقنيات الرضاعة الطبيعية الصحيحة؛ للتغلب على التحديات أثناء الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى تقديم الدعم العاطفي، ويمكن للعائلة والأقارب أيضاً مساعدة الأمهات في رعاية الطفل والعناية به؛ حتى تتمكن الأمهات من الراحة والنوم لفترة أطول.
تجنب التوتر والقلق

التحكم في التوتر والقلق يُزيد ثقة الأم، وذلك لأن الحالة النفسية السيئة قد تؤثر على الأم أثناء عملية الرضاعة الطبيعية.
إذا لزم الأمر، يمكن أيضاً تطبيق علاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الشخصي؛ لأنها أثبتت فعاليتها في علاج الاكتئاب والقلق لدى الأمهات الجدد.
اهتمي بنفسك
تخصيص وقت لنفسكِ، مثل الراحة وممارسة الأنشطة التي تستمتعين بها، يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية للأم، كما أن ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، أو التنفس العميق، أو اليوجا يمكن أن تساعد الأمهات أيضاً في التحكم في التوتر وتحسين الصحة العقلية.
الاستعداد عقلياً ونفسياً
من المعروف أن الاستعداد الذهني والنفسي الجيد يُزيد من نجاح الرضاعة الطبيعية، ويمكن للأمهات تعلم تقنيات الرضاعة الطبيعية الصحيحة وفهم ما يمكن توقعه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية؛ لتقليل القلق وزيادة ثقة الأم.
معلومات غير دقيقة
ومن المعروف أيضاً أن التعرض لمعلومات غير دقيقة أو مفرطة، يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق لدى الأمهات المرضعات؛ ولتقليل فرط المعلومات، من المهم للأمهات التركيز على المصادر الموثوقة، وذلك بدلاً من الاعتماد على المعلومات غير الدقيقة.
ربما تودين التعرف إلى هل نوم الأم أثناء الرضاعة يزيد من خطر متلازمة الموت المفاجئ
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.