فشل القلب: دراسة تكشف جيناً محدداً وتطوّر علاجات دوائية

علاجات جديدة قد تبصر النور لفشل القلب
علاجات جديدة قد تبصر النور لفشل القلب

اعتلال عضلة القلب الضخامي، أحد أكثر أسباب فشل القلب شيوعاً، فكان موضوع دراسة حديثة لباحثي مايو كلينك، المرضى المصابين به حديثاً وسماتهم الجينية.
ووفقاً لتقرير صادر عن الجمعية الأمريكية للقلب، فإن تشخيص فشل القلب يزداد انتشاراً في الولايات المتحدة مع توقع تأثيره على أكثر من 8 ملايين شخص بحلول عام 2030 وتحقيق زيادة بنسبة 46% عن التقديرات الحالية.
فماذا جاء في الدراسة؟ إليك التفاصيل في الآتي:

الدكتور نافين بيريرا


اكتشف الباحثون جيناً معيّناً يمكن استهدافه من أجل تطوير العلاجات الدوائية المستقبلية. ويُذكر أن هذا المرض يُضعف من قدرة البطين الأيسر للقلب على ضخ الدم بفعالية إلى باقي الجسم. وفي هذه الدراسة التي تعتبر أول دراسة جماعية على مستوى الخريطة الجينية، يسعى الباحثون إلى اكتشاف السبب وراء تحسّن بعض المرضى بعد إصابتهم بهذه الحالة، بينما لا يتحسّن البعض الآخر.

اكتشاف جين يساهم في تحسّن مرضى فشل القلب

وقال رئيس فريق الدراسة الدكتور نافين بيريرا طبيب القلب لدى مايو كلينك والمهتم بدراسة التغييرات الجينية وآثارها على تشخيص وعلاج الأمراض القلبية الوعائية: "لقد اكتشفنا تغيّراً جينياً في جينCDCP1، وهو جين لم يسمع عنه أحد من قبل في مجال أمراض القلب، واكتشفنا ارتباطه بتحسّن وظائف القلب لدى هؤلاء المرضى".
ويمكن أن يؤدي التغيّر الجيني في جين CDCP1 إلى اختلافات في بنية البروتين، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على التعرّض للعديد من الأمراض أو استجابة هذه الأمراض لعلاجات معيّنة.
وقد حدد الباحثون وفحصوا دور جين CDCP1 وذلك بسبب ارتباطه بتحسين قدرة البطين الأيسر للقلب على ضخ الدم بفعالية لدى المصابين باعتلال عضلة القلب الضخامي. وغالباً ما يتم التعبير عن جين CDCP1 بطرق مختلفة في الأرومات الليفية (الأنسجة الضامّة) لدى مرضى هذه الحالة. إضافةً إلى ذلك، فإن التليّف (زيادة النسيج الضام الليفي في القلب) له دور هام في التنبؤ بهذا المرض.


التغير في جين CDCP1 يؤدي إلى الوفاة

اعتلال عضلة القلب موضع دراسات لإيجاد أدوية شافية


ومن المثير للاهتمام أن الدكتور بيريرا ذكر أنهم اكتشفوا أن التغير الجيني في جين CDCP1 أو بالقرب منه ارتبط ارتباطاً كبيراً بالوفاة الناتجة عن فشل القلب.
كما لاحظوا أن تقليل التعبير عن هذا الجين في النسيج الضام للقلب قلل بدرجة كبيرة من انتشار التليّف في القلب، كما قلل الجين IL1RL1. فهذا الجين يشفّر إحدى أهم العلامات الحيوية لفشل القلب وهي sST2.
وترتبط المستويات العالية من هذه العلامة الحيوية بالتليّف والوفاة، ويؤدي انخفاض جين CDCP1 إلى انخفاض التعبير عن هذا البروتين. ويُعتبر فهم تنظيم sST2 وعلاقته بجين CDCP1 والتليّف أمر مهم لتطوير استراتيجيات القضاء على الآثار الضارّة لفشل القلب.
قد يهمك الإطلاع على كيفية تنشيط عضلة القلب بعيداً عن العقاقير والعلاجات الطبية

إمكانية استهداف جين معين للحدّ من تليف القلب

ويشرح الدكتور بيريرا أن هذه الاكتشافات تعزز من إمكانية استهداف جين CDCP1 للحدّ من تليّف القلب، وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين وظيفة القلب. ولذا، فهذه الدراسة لها آثار هامّة على تطوير علاجات دوائية جديدة لعلاج اعتلال عضلة القلب الضخامي وحالات أخرى تتأثر بالتليّف.
ويتسبب اعتلال عضلة القلب الضخامي فيما بين 30- 40% من حالات فشل القلب. ويقول الدكتور بيريرا: "إن هذا هو أكثر الأسباب شيوعاً لاحتياج المرضى إلى زراعة القلب". "والمؤشر الرئيسي على ما إذا كان مريض اعتلال عضلة القلب الضخامي سيتعافى أم لا هو إصابته بتليّف القلب أو عدم إصابته".
وبناءً على هذه النتائج الأولية، يجري الباحثون في مايو كلينك المزيد من الدراسات على الحيوان لفهم أثر جين CDCP1 على فشل القلب. حيث إنهم يطورون جزيئيات لتقييم آثارها العلاجية على اعتلال عضلة القلب الضخامي وفشل القلب.
ومن ناحية أخرى قال الدكتور بيريرا: "مع استمرار هذا البحث الذي بدأ على الإنسان ثم نقلناه إلى المعامل الجزيئية والحيوان، نأمل أن نصل إلى آفاق جديدة لنعود بها إلى الإنسان الذي أجرينا الدراسة عليه، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين طول فترة حياة المرضى وجودة الحياة".
ربما يون من المفيد قراءة هذا الموضوع صحة القلب: كل ما تحتاجينه هو بعض التغييرات البسيطة برأي طبيب


*المصدر: Mayo Clinic


* ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.