كان العام 2025 الأوفر حظاً في ما يتعلق بالإنجازات الطبية، حتى أن بعض الأطباء تحدثوا عن "إعادة اختراع الطب"، ويعود ذلك إلى ما توصل إليه العلم من حلول لأمراض شديدة الخطورة مثل السرطان، وكذلك تطويع التكنولوجيا لخدمة القطاع الصحي.
قبل نهاية العام نحصر أهم الإنجازات الطبية التي توصل إليها الأطباء على مدار العام، مع رصد أبرز الطفرات الطبية وتأثيرها على مستقبل المرضى.
إعداد: إيمان محمد
أبرز الإنجازات الطبية في 2025
عام 2025 شمل العديد من التطورات الطبية، لكن كان الأبرز هو علاجات السرطان، لأن الأخيرة لم تقتصر على العلاج بينما شملت الكشف المبكر وكذلك اللقاحات الوقائية، فضلاً على الطفرات التي حققها العلاج الرقمي لأمراض عديدة. في ما يلي أبرز 5 إنجازات طبية تحققت بالفعل:
ثورة الكشف المبكر عن السرطان
لا يزال السرطان أحد الأمراض المستعصية التي تودي بحياة ملايين حول العالم، ولكن يبدو أن ثمة أملاً قد يغير مستقبل المرضى، ففي عام 2025 تم التوصل إلى تقنية حديثة تمكن المرضى من الكشف المبكر جداً، ما يفتح فرصاً أكبر للشفاء. أشار On Health Care إلى أن العلماء طوروا طريقة للكشف عن شظايا الـDNA والبروتينات التي تفرزها الخلايا السرطانية، ويتحقق ذلك من خلال تحليل للدم.
بعض هذه الاختبارات قادر على الكشف عن إشارات لأكثر من 50 نوعاً من السرطان في آن واحد، بل وخفض نسبة الحالات المتقدمة بنسبة وصلت في دراسة منشورة عام 2025 إلى نحو 37% في الفئات عالية الخطورة.
من ناحية أخرى، كشف خبراء الصحة عن تطوير اختبار بروتيني جديد في الولايات المتحدة يمكنه رصد 18 نوعاً من السرطان في مراحله المبكرة جداً، مع دقة بلغت أكثر من 90% في سرطانات المرحلة الأولى ضمن العينة التي جرى فحصها. الباحثون يرون أن هذه الاختبارات تمهد لمسار جديد في الفحوصات الخاصة بالسرطان، لاسيما وأنها أقل من حيث التكلفة مقارنة بالخزعات التقليدية.
علاج السرطان نفسه شهد تطوراً لافتاً في 2025، من خلال استخدام حقنة علاج مناعي تستغرق سبع دقائق فقط بدلاً من الحقن الوريدية التي قد تمتد لساعة، لعلاج بعض سرطانات الرئة والثدي، ما يخفف الضغط على المستشفيات ويُريح المرضى.
تطورات الطب الجيني
بحسب ما نشره الموقع الرسمي لـ World Economic Forum شهد مجال الطب الجيني تطوراً كبيراً وتحولاً من مجرد تجارب محدودة إلى واقع. وذكر الموقع في التقرير المتخصص عن “الثورة الطبية 2025” والذي يروي حالة طفلة مصابة بمرض فقر الدم المنجلي، بأنه تم علاجها بجلسة واحدة من علاج جيني قائم على CRISPR، لتتوقف نوبات الألم تماماً وتعود فحوص الدم إلى حالة شبه طبيعية بعد أكثر من عام من المتابعة.
شهد العام الجاري أيضاً، موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على علاجات جينية لأمراض وراثية نادرة، منها نوع من العمى الوراثي، وحقق هذا العلاج تحسناً لدى 87% من المرضى الذين تلقوا العلاج.
اقرئي أيضاً رحلة أمل وشفاء: تجربتي في مواجهة سرطان الثدي
تعتمد هذه العلاجات على التالي:
- استبدال الجين: إدخال نسخة سليمة من الجين المعيب عبر فيروسات ناقلة.
- تعديل الجين (CRISPR): تصحيح الطفرة مباشرة على الحمض النووي للمريض.
- العلاجات القائمة على الـRNA: ضبط تعبير الجينات دون تغيير الشفرة الأصلية.
لقاحات السرطان
كان للسرطان النصيب الأكبر من الإنجازات الطبية في 2025، ومنها لقاحات السرطان المعتمدة على تقنية mRNA، فبعد أن أثبتت فعاليتها في مكافحة كوفيد- 19، تعود هذه المرة للوقاية من الأورام. تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي يرصد برنامجاً واسعاً في بريطانيا يتيح لآلاف مرضى السرطان الانضمام إلى تجارب لقاحات شخصية تصمم خصيصاً لكل مريض، اعتماداً على بصمة الورم الجينية، بهدف تحفيز الجهاز المناعي على منع عودة السرطان بعد العلاج الأولِي وتقليل الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
علاج مرضى الشلل الرباعي
قبل عام 2025 لم يكن لمرضى الشلل الرباعي أي أمل في العودة للحياة، لكن تمكن هؤلاء من الحركة مجدداً بفضل "واجهات دماغ–كمبيوتر" والتي حصلت على موافقات، وبدأت تُستخدم خارج المختبرات البحثية لأول مرة.
وتعمل هذه الأجهزة من خلال تمكين المريض من تحريك الأطراف بشكل يبدو الأقرب للطبيعي، ويحتاج الأمر مجرد تدريب مسبق لا يستغرق وقتاً، وتعمل هذه التقنية من خلال خوارزميات ذكية تساعد على تمكين مرضى الشلل من الاعتماد على أنفسهم.
لكن المشكلة أن هذه التقنية مرتفعة التكلفة للغاية، كما أن لها بُعداً أخلاقياً بسبب الاعتماد على قراءة الدماغ.
العلاجات الرقمية
خلال العام الجاري خطت العلاجات الرقمية خطوات سريعة نحو الأمام، وباتت أدوية حقيقية يمكن الاعتماد عليها والوصول إلى العلاج وليس مجرد تطبيقات للياقة فحسب. رصدت تقارير حالات لمرضى يعانون من الأرق تلقوا “كود تفعيل تطبيق علاجي” بدلاً من أقراص منومة، وحققوا تحسناً طويل الأمد مع النوم من خلال برنامج سلوكي معرفي ذكي بعيداً عن الآثار الجانبية للأدوية.
هناك أيضاً تطبيقات رقمية لعلاج اضطراب القولون العصبي، والإدمان، والسكري من النوع الثاني، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال. جميع هذه التطبيقات حصلت على موافقات تنظيمية بعد إثبات فعاليتها في تجارب عشوائية.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
