ماذا لو أخبرناكِ بأن هناك أماكن في هذا العالم لا تنتظر منكِ أن تكوني سوى نفسك؟ وجهات تتعامل مع وجودكِ الفردي ليس كاستثناء؛ بل كحق أصيل في التجرِبة والاكتشاف؟ تخيّلي أن تقفي أمام شلال في آيسلندا أو تصعدي بركاناً في غواتيمالا، وحدكِ، ولكن بثقة تامة في أنكِ في المكان الصحيح، في الوقت المناسب. في عام 2025، تصدّرت مدن مثل: ريكيافيك، طوكيو، وسيول قوائم أكثر المدن أماناً واحتراماً للمسافرات المنفردات. مدن لا تفرض عليكِ الشعور بالقلق؛ بل تفتح لكِ ذراعيها لتعيشي فيها بكامل حريتكِ. وفي جهات أبعد مثل: نيوزيلندا وغواتيمالا، تجدين الطبيعة حليفكِ، والطرقات ممهدة أمامكِ لمغامرات جبليّة، ولقاءات إنسانية، وأحاديث صامتة مع الذات، وسط مناظر تأسر القلب. السفر الفردي لم يعُد مجرد وسيلة للهروب من الضجيج؛ بل تحوّل إلى وسيلة لاستعادة الإحساس بالهوية، بالتوازن، بالهدوء الداخلي.
آيسلندا

إذا كنتِ تظنين أن آيسلندا وجهة مخصصة للجولات الجماعية أو لرحلات الأزواج فقط؛ ففكّري مجدداً. تُعَد آيسلندا واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم للسيدات المسافرات، وتَعِد بتجارِب مليئة بالمغامرة، لاسيّما لعاشقات الطبيعة والأنشطة الخارجية. في العاصمة ريكيافيك، يمكنكِ الجمع بين زيارة المعالم التاريخية وتناوُل المأكولات البحرية الطازجة، مع تجرِبة استرخاء فريدة في البلو لاغون أو سكاي لاغون. استمتعي بروعة الطبيعة من خلال استكشاف الأنهار الجليدية، الشلالات، البراكين والشواطئ ذات الرمال السوداء، سواء في رحلة فردية على الطريق، أو عبْر الانضمام إلى جولة بصحبة مرشدين. لا تفوّتي زيارة شلال جولفوس الشهير، أو منتزه ثينجفيلير الوطني، وتأملي العجائب الطبيعية في منطقة الينابيع الحارة والنافورات البركانية في جيسير.
فيتنام
للسيدات اللواتي لم يسبق لهن السفر بمفردهن من قبلُ، تُعَد فيتنام خياراً مثالياً للبدء. فالبلاد تتمتع بمسار سياحي معروف، يمتد من الشمال إلى الجنوب أو بالعكس؛ إضافةً إلى نظام نقل سهل الاستخدام، وملايين السائحين الدوليين الذين يزورونها سنوياً؛ مما يجعل السفر الفردي تجرِبة بسيطة وآمنة ومليئة بفرص التعارُف مع مسافرين آخرين. وتزخر فيتنام بتنوُّع هائل في معالمها الطبيعية والثقافية؛ فهناك مناظر جبلية ضبابية خلّابة في منطقة سابا وشمال البلاد، وشواطئ ذهبية تمتد من هوي آن وصولاً إلى الساحل الجنوبي؛ فضلاً عن جُزر قريبة من الشاطئ. ولا يمكن تجاهُل المدن النابضة بالحياة مثل: هانوي وهو تشي منه، والمأكولات الفيتنامية الشهية المنتشرة في كل زاوية.
البرتغال
بالقرب من الوطن، تُعَد البرتغال خياراً مفضلاً ومتكرراً للعديد من السيدات المسافرات. تتمتّع العاصمة لشبونة بأجواء نابضة بالحياة، وتقدّم تجرِبة طهي مميزة إلى جانب معالم تاريخية غنية، وعددٍ كبير من الزائرين يجعل حضوركِ طبيعياً ولا يلفت الانتباه. تتوفر أمامكِ خيارات متعددة لاكتشاف البلاد بطرق مختلفة، يمكنكِ الانطلاق في رحلة برّية على امتداد الشواطئ الساحلية الساحرة لمنطقة ألغارف، أو البدء برحلة فردية قصيرة إلى المدن، من لشبونة، مروراً بمنطقة بورتو، ووصولاً إلى القلاع الأسطورية في سينترا. البرتغال وجهة مثالية تمزج بين الراحة، الجمال، وسهولة الاكتشاف، وهي خيارٌ رائع إذا كنتِ في بداية رحلتكِ مع السفر الفردي.
كوريا الجنوبية
تُعَد سيول مدينة مدهشة تجمع بين نبض الحياة العصرية كما في طوكيو، وبين المتاحف والمقاهي العصرية، وحتى مغامرات الهواء الطلق مثل رحلات المشي في الجبال. المدينة آمنة للغاية، وتوفّر وسائل نقل عامة بأسعار معقولة؛ مما يجعل التنقل فيها سهلاً ومريحاً. أما مدينة بوسان؛ فتقدّم لكِ تجارِب ساحلية خلّابة، وتُعَد بديلاً مثالياً لزيارة اليابان خلال موسم تفتُّح أزهار الكرز. كما أن جزيرة جيجو لا تقل سحراً؛ حيث يمكنكِ استكشاف الشواطئ، الكهوف، الشلالات التي تضيف بُعداً طبيعياً للرحلة. كوريا الجنوبية وجهة متكاملة لعاشقات الثقافة، الأمان، والجمال بكلّ تفاصيله.
أستراليا
في أستراليا، قد ترغبين في الحذر من بعض الكائنات السامة، لكن لا داعي للقلق من ناحية الأمان أو الشعور بالوحدة. سواء قررتِ الانطلاق على طول الشواطئ البيضاء الخلابة في غرب البلاد، أو سلكتِ المسار الكلاسيكي للساحل الشرقي مروراً بالحاجز المرجاني العظيم، وجولد كوست وسيدني وملبورن. ستقابلين آلاف الأشخاص المتصفين بالودّ، الذين يسلكون نفس الطريق. ستجدين في أستراليا كلّ ما تحلُمين به: من الشعاب المرجانية، إلى مشاهدة الكوالا والكنغر، إلى الاستمتاع بأجواء الطقس الرائعة. توفّر البلاد عدداً كبيراً من بيوت الشباب والجولات المنظمة، وتستقبل العديد من النساء المسافرات بمفردهن من مختلف أنحاء العالم؛ مما يجعلها وجهة مثالية لتجرِبة سفرٍ آمنة، اجتماعية ومليئة بالتنوُّع الطبيعي والثقافي.
إيطاليا
ريف جذّاب، تاريخ غني، معكرونة، بيتزا، ماذا قد تحتاجين أكثر من ذلك كمسافرة بمفردكِ؟ إيطاليا تقدّم كلّ هذا وأكثر، من المناظر الطبيعية الخلّابة في سلسلة دولوميت شمالاً، والمدن التاريخية مثل روما والبندقية وفلورنسا، إلى الشواطئ الخلّابة على الساحل الجنوبي والجُزر المشمسة الهادئة مثل صقلية وكابري؛ حيث يمكنكِ منح نفسكِ عطلة فردية تستحقينها. القطارات تُعَد الوسيلة المثالية للتنقُّل، بتذاكر سهلة الحجز وتجرِبة مريحة. أما الطعام؛ فهو طازج، صحي، ولذيذ إلى أبعد الحدود. هل تعلمين أيضاً أن جزيرة سردينيا الإيطالية تُصنّف كـمنطقة زرقاء؛ أيْ من المناطق النادرة في العالم التي يعيش فيها الناس لأطول فترة ممكنة؟ إيطاليا ليست فقط وجهة رومانسية؛ بل هي مكان يرحّب بكِ كمسافرة منفردة ويغريكِ بتجرِبة ثرية للحواس والروح.
تايلاند
بالنسبة للمسافرات بمفردهن، تُعَد تايلاند الوجهة الجديدة التي تنافس بالي. جُزر استوائية تشبه الحُلم، ومأكولات تايلاندية لذيذة كفيلة بجعلكِ لا ترغبين في المغادرة. العاصمة بانكوك تمثّل مدخلاً صاخباً لتجرِبة تايلاند؛ حيث يمكنكِ زيارة القصر الكبير، وشارع خاو سان الشهير. أما إذا كنتِ تبحثين عن الهدوء والطبيعة؛ ففكّري في زيارة تشيانغ ماي شمال البلاد؛ حيث الأجواء الريفية الهادئة، أو حتى الانخراط في تدريب ملاكمة مواي تاي. وفي الجنوب، تنتظركِ جزر تايلاند مثل: بوكيت، كو ساموي، وجزر في في، التي تبدو وكأنها خرجت من بطاقة بريدية، بشواطئها ذات الرمال البيضاء وأشجار النخيل المتمايلة، وحياة لا تتطلب أكثر من: الأكل، الاسترخاء، الغطس والاستمتاع بكل لحظة. تايلاند هي وجهة تجمع بين الروحانية، المغامرة، والمتعة، وتُرحّب بكِ في كلّ زاوية كمسافرة حرة تبحث عن تجرِبة فريدة من نوعها.
اليابان

سواء أكنتِ تائهة وسط ناطحات السحاب الشاهقة في طوكيو، أو تسيرين بين الأزِقّة المرصوفة بالحجارة التي تنقلكِ إلى عصور قديمة في كيوتو؛ فإن اليابان آمنة، سهلة الوصول ومتنوّعة بشكل مذهل. يمكنكِ الاستمتاع بتجارِب غنية ومتنوّعة؛ بدءاً من تسلُّق البراكين، أو التزلُّج في هوكايدو؛ وصولاً إلى الغوص والسباحة في الجزر الاستوائية بمنطقة أوكيناوا. وتتميّز اليابان كذلك بمطبخها الشهي والصحي؛ حيث يُعرف اليابانيون بأنهم من أصحاب أطول متوسطات العمر في العالم. كما أن العديد من المطاعم هناك توفّر طاولات مخصصة للأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم؛ مما يجعل تجرِبة السفر الفردي أكثر راحة وخصوصية.
غواتيمالا
تجمع غواتيمالا بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، يمكنكِ استكشاف أطلال حضارة المايا القديمة، والتجوُّل في بلدات مليئة بالألوان والحياة، والانغماس في غابات استوائية كثيفة، وحتى تسلُّق براكين نشطة. وتشتهر البلاد بمسارها المحبب لدى الرحّالة؛ مما يجعلها مقدّمة مثالية لتجرِبة السفر في أمريكا اللاتينية. ابدأي جولتكِ من شوارع أنتيغوا المرصوفة بالحجارة، ثم انتقلي إلى أجواء الاسترخاء حول بحيرة أتيتلان الخلابة. بعدها، يمكنكِ التوجُّه شمالاً إلى مدينة فلوريس وزيارة المواقع الأثرية مثل تيكال، أو خوض مغامرة بتسلُّق بركان أكاتينانغو عند شروق الشمس؛ حيث المشهد الفريد لانفجارات البراكين في الأفق يخلَّد في ذاكرتكِ إلى الأبد. غواتيمالا وجهة نابضة بالروح والمغامرة، وتحتضن المسافرة وحدها بأذرع مفتوحة؛ لتمنحكِ تجرِبة لا تُنسى بين التاريخ والطبيعة.
نيوزيلندا
تُعَد نيوزيلندا واحدة من أفضل الوجهات للمسافرات المنفردات؛ حيث توفّر فرصاً لا حصر لها للمغامرة والاستكشاف. البلاد آمنة للغاية، وغالبية المسافرين يسلكون نفس المسار تقريباً، سواء في الجزيرة الشمالية، الجنوبية، أو كلتيهما، في رحلات قيادة ذاتية تمنحكِ حرية لا محدودة. قد يبدو استئجار سيارة أو فان أمراً وحيداً في البداية، لكنه في الحقيقة يفتح لكِ الباب لتجرِبة مستقلة. كما أن المخيمات المنتشرة في أنحاء البلاد، تُسهّل عليكِ التعرُّف على مسافرين آخرين خلال رحلتكِ. نيوزيلندا فريدة من نوعها بجمالها الطبيعي، مناظر تبدو كأنها من كوكب آخر: جبال شاهقة، أنهار جليدية، بحيرات مترامية، وشواطئ ممتدة، ستجدين كلّ ذلك في أماكن مثل: كوينزتاون، ميلفورد ساوند، وكورومانديل. وإن كنتِ من عاشقات التشويق؛ فهناك مجموعة من الأنشطة التي سترفع الأدرينالين: مثل القفز بالحبال Bungee Jumping، والانزلاق المظلّي، وركوب الأمواج في الأنهار الجبلية.