هل ترغبين في تجربة تحتفي بالتنوع الثقافي والطبيعة الآسرة بعيداً عن الزحام المعتاد والروتين المتكرر؟ ربما حان الوقت لاكتشاف عيدٍ مختلف تماماً، في أماكن تُمزج فيها الروحانية بجمال الطبيعة، والتقاليد المحلية بإبداع الإنسان، في وجهات سياحية من حول العالم تعكس روح المغامرة وتدعوكِ لعيش لحظات لا تُنسى. في هذا التقرير، نقدم لكِ أفضل 10 وجهات سياحية عالمية لقضاء عيد الأضحى 2025، تم اختيارها بعناية لتلائم الباحثة عن الجمال، والهدوء، والإلهام. من جبال الريف المغربية التي تأخذكِ في رحلة عبر القرى الجبلية العريقة، إلى نهر ماغدالينا في كولومبيا، حيث تتداخل الموسيقى والثقافة والطبيعة في مشهد جذاب. ستجدين نفسكِ أيضاً بين ضباب غابة أليشان في تايوان، أو تتأملين في صمت ذا فلو كانتري في أسكتلندا، حيث البرية تُروى بلا كلمات. وإن كنتِ تفضلين التجول وسط الجزر الإسكندنافية، فـ أرخبيل ستوكهولم سيكون وجهتكِ. أو لعلكِ تقفين على سحر التاريخ في قرية كانفرانك الإسبانية. أما في صقلية، فستقودكِ الدراجة إلى قرى لم تمسها الحداثة.
جبال الريف
لتجنّب زحام عيد الأضحى 2025، يمكنكِ القيام برحلة برّية عبر جبال الريف في شمال المغرب وهي منطقة أقل شهرة من الوجهات السياحية المعتادة. من فاس، يمكنكِ القيادة شمالاً لمسافة 65 كم إلى قرية مولاي إدريس. خلال الطريق، ستمرّين ببساتين الزيتون واللوز وقرى جبلية قبل الوصول إلى مدينة وزان. تابعي رحلتك إلى منتزه تلاسمطان الوطني، حيث يمكنكِ التنزه في غابات الأرز وتسلق القمم الحمراء الوعرة والسباحة في برك طبيعية. شمالاً، ستصلين إلى مدينة شفشاون، المعروفة بلقب اللؤلؤة الزرقاء، بفضل مبانيها وأزقتها الزرقاء. واختتمي رحلتكِ بجولة هادئة على ساحل المغرب الشمالي، في قرى صيد متوسطية ناعسة مثل الجبهة، أو في مدينة تطوان التي تحتضن مباني استعمارية إسبانية مطلية باللون الأبيض.
أوينتايتامبو

لعشاق الوجهات الأثرية، تحديًدا في قارة أمريكا الجنوبية، تروّج بيرو في السنوات الأخيرة لمواقع أقل شهرةً بهدف التخفيف من الازدحام السياحي في ماتشو بيتشو والتي يُتوقع أن تستقبل نحو 1.5 مليون زائر هذا العام. وللاستمتاع بإحدى هذه الوجهات البديلة، لا حاجة للذهاب بعيداً؛ يكفيكِ التوجه إلى أوينتايتامبو، البلدة الساحرة في وادي الإنكا والتي ينطلق منها الكثير من المسافرين بالقطار أو المتنزهين في طريق الإنكا إلى ماتشو بيتشو. على سفوح الجبال المحيطة بأوينتايتامبو، تتسلّق درجات حجرية خضراء ورمادية نحو مبانٍ قديمة، من بينها حصن أثري يعود لقرون مضت، حيث واجه الإنكا الغزاة الإسبان ببسالة. وفي شوارع البلدة القديمة المرصوفة بالحجارة، ستجدين أسواقاً حيوية لبيع التذكارات، ومقاهي ومطاعم مريحة تقدّم أطباقاً محلية شهية. وبعد تناول وجبة شهية استمتعي بنسيم الهواء العليل على ارتفاع شاهق، حيث تبلغ البلدة نحو 9,100 قدم فوق سطح البحر وانطلقي في جولة مشي حول البلدة لاكتشاف مزيد من الآثار.
نهر ماغدالينا
إذا كنتِ تبحثين عن رحلة بحرية مميزة خلال عطلة العيد عبر نهر ماغدالينا في كولومبيا، سيكون هناك في شهر يونيو الجاري سفينتين فاخرتين جديدتين لمسارات تمتد أسبوعاً بطول 450 ميلاً عبر المجاري المائية بين قرطاجنة وبارانكيا، حيث سيتمكن الركاب من التعرّف إلى المطبخ المحلي وحضور عروض موسيقية ورقصات تقليدية ومشاهدة الحِرَف اليدوية للسكان الأصليين وكذلك لقاء الكائنات النادرة مثل خراف البحر والتماسيح القزمية. تشمل محطات التوقّف، المختارة بعناية لما لها من أهمية ثقافية وبيئية، موقع مومبوكس التاريخي من القرن السادس عشر، المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو والذي كان يوماً مركزاً تجارياً غنياً ومهداً لموسيقى الكمبيا الإيقاعية الشهيرة؛ وبلدة سان باسيليو دي بالينكي والمغمورة بثقافة كولومبيا الأفرو-كاريبية؛ وقرية نويفا فينيسيا، المبنية على ركائز خشبية وسط المياه، حيث لا تزال مهنة الصيد جزءاً من نمط الحياة اليومي.
غابة أليشان

لهواة المغامرة، هناك فرصة هذا العام، أمام المسافرين إلى تايوان، لاستكشاف غاباتها الجبلية الضبابية. فقد أُعيد افتتاح سكة حديد غابة أليشان العريقة، التي يبلغ عمرها 112 عاماً، بعد تأخير دام 15 عاماً بسبب الأعاصير والانهيارات الأرضية التي عطّلت هذا الخط الممتد على مسافة 44 ميلاً. تبدأ الرحلة من مدينة جيايي الجنوبية وتنقل الركاب إلى أعالي الجبال الخضراء في تايوان. عاد رصيف المحطة في المدينة، الذي ظل مهجوراً لسنوات، إلى الحياة ويمتلئ كل صباح بأشخاص ينتظرون القطار الضيق الأحمر والعاجي اللون، الذي ينطلق مرتين يومياً. في منتصف الرحلة التي تستغرق خمس ساعات باتجاه واحد، يتوقف القطار في قرية فينتشيهو الجبلية، المعروفة بوجبات البنتو التقليدية وبأطباق شهية مثل جيلي آيو المصنوع من نوع خاص من التين.
ذا فلو كاونتري
سيحب هواة الحياة البرية التوجه خلال عطلة العيد إلى ذا فلو كاونتري، تلك المنطقة الشاسعة من الأراضي الخصبة في شمال أسكتلندا والتي أُدرجت كموقع تراث عالمي لليونسكو في يوليو 2024 وذلك لأنها تضم معالم شهيرة مثل الغراند كانيون والحاجز المرجاني العظيم. تضم المنطقة تنوعاً كبيراً من الحياة البرية وتتمتع بجمال طبيعي يخطف الأنفاس. وهناك جهود متزايدة لتحويلها إلى وجهة سياحية واعدة. يأتي الزائرون إلى هُنا للاستمتاع بالمشي أو ركوب الدراجات على المسارات التي تتعرج بين نقاط المشاهدة الطبيعية. المتاحف ومراكز الزائرين تستعرض التاريخ البشري للمنطقة وتقدّم معلومات بيئية قيّمة، لكن يجب أن تكوني مستعدة لطبيعتها الوعرة؛ فهي نائية وبعيدة عن البنية التحتية السياحية التقليدية. ومع ذلك، فربما هذا ما يجعلكِ تزورينها الانغماس في البرّية، والابتعاد عن صخب المدن، واكتشاف مكان يبدو وكأنه آخر حدود الطبيعة البكر.
مسار صقلية

هناك فئة من الناس، تهوى ركوب الدرجات خلال العطلة، لذا يُوصى بالذهاب إلى مسار Sicily Divide المخصص لركوب الدراجات، بطول 285 ميلاً عبر جزيرة صقلية الإيطالية، من مدينة تراباني على ساحل البحر التيراني الغربي، إلى كاتانيا على الساحل الأيوني الشرقي، بالقرب من جبل إتنا، البركان النشط والمُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. تم تطوير هذا المسار خلال فترة الجائحة، ليقدّم وسيلة مستدامة لاكتشاف صقلية بعيداً عن المنتجعات الشاطئية، من خلال تخفيف الازدحام وتقليل الاعتماد على المركبات الآلية. ويكشف المسار للمغامرين عن وجه الجزيرة الحميمي وتحمل الرحلة كل ما يمكن أن يتمناه عشاق السفر بالدراجات: مناظر طبيعية خلابة، ثقافة غنية، وسلسلة من القرى المضيافة.
قرية كانفرانك
أما لأولئك الذين يفضلون الاسترخاء والهدوء، فهناك قرية كانفرانك الإسبانية المخبأة في جبال البرانس. هناك، يمكنكِ التزلج وركوب الدراجات الجبلية، أو التنزّه بين البحيرات الجليدية، بل وحتى السير في الطريق الأقل شهرةً من طريق سانتياغو عبر منطقة أراغون. لكن لعشّاق التاريخ، تحتفظ كانفرانك بجاذبية خاصة ويُعد معلمها الأبرز محطة قطار كانفرانك الدولية، المبنية بطراز قصر فخم لا ينسجم ظاهرياً مع موقعها الجبلي النائي. بعد أن ظلت مهجورةً بشكل غريب لأكثر من 50 عاماً، عادت المحطة إلى الحياة كفندق فاخر من فئة خمس نجوم، حيث تحول بهو التذاكر الشبيه بكاتدرائية إلى ردهة استقبال ويُقدَّم الطعام في مطعم حاصل على نجمة ميشلان داخل عربة قطار قديمة.
أرخبيل ستوكهولم
بات بإمكان المسافرين الآن استكشاف الخلجان الهادئة في أرخبيل ستوكهولم السويدي بطريقة جديدة؛ هذه المنطقة الشاسعة التي تمتد لأكثر من 650 ميلاً مربعاً وتضم أكثر من 20,000 جزيرة وصخرة بحرية. فقد تم افتتاح مسار أرخبيل ستوكهولم للمشي في الخريف الماضي ويضم أكثر من 160 ميلاً من مسارات المشي الموزعة على 21 جزيرة وعرة وصخرية. يهدف هذا المشروع إلى التخفيف من الازدحام خلال موسم الذروة في الوجهات السياحية الأكثر شهرة مثل فاكسهولم وفيادرهولمارنا، كما يسعى إلى جذب الزائرين خلال موسم الخريف المبكر، عندما لا تزال المياه دافئة ولكن الحشود السياحية أقل.
روتردام

على بُعد 45 دقيقة بالقطار جنوب أمستردام، تحتضن روتردام مشهداً حضرياً عصرياً لامعاً، بعدد أقل من السائحين وطاقة إبداعية ملموسة. وتُعد المدينة، التي تضم أكبر ميناء في أوروبا، في خضم خطة طموحة لتحويل نفسها خلال العقد القادم إلى مركز ثقافي عالمي. وقد بدأ هذا التحوّل بالفعل، خاصة في حي كاتيندريخت المطلّ على الواجهة البحرية، حيث سينتقل إليه المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي خلال النصف الثاني من العام، كما اُفتتح في شهر مايو متحف Fenix الجديد، الممتد على مساحة 65,000 قدم مربع والمخصص لقصص الهجرة والبعث من مختلف أنحاء العالم، تُروى من خلال الفن. يقع المتحف في مستودع بُني عام 1923، ويُحيط به أرصفة كانت نقطة انطلاق لملايين المهاجرين الأوروبيين من بينهم ألبرت أينشتاين وويليم دي كونينغ الذين استقلوا سفن هولندا أمريكا لاين في رحلاتهم إلى دول مثل الولايات المتحدة.
هو تشي مينه
تتألق هذه المدينة التي لا تزال تُعرف محلياً في فيتنام باسم سايغون، كواحدة من المراكز الثقافية الكبرى في جنوب شرق آسيا ومركز إقليمي للتجارة والمأكولات والموضة. يُوصى بزيارة هذه المدينة لأولئك الشغوفين بالتسوق، حيث حظيت علامات محلية في السنوات الأخيرة برعاية نجوم الكيبوب والمشاهير في هوليوود. كما سيستمتع الزائرون لهذه المدينة خلال عيد الأضحى بتناول المأكولات البحرية الطازجة، مثل الكاليماري المغطى بزيت البصل والفول السوداني المطحون.