mena-gmtdmp

رحلة عبر سريلانكا.. من قمم الجبال إلى أعماق الأدغال

متعة السياحة في سريلانكا
متعة السياحة في سريلانكا

هل تخيلتِ يوماً أن جزيرة صغيرة في قلب المحيط الهندي يمكن أن تجمع بين سحر الجبال وروعة السواحل ومغامرات الأدغال في مكان واحد؟ هل راودكِ الحلم بأن تستيقظي على شروقٍ ذهبي فوق القمم الخضراء، أو تراقبي الفهود والفيلة في بيئتها الطبيعية، أو تتذوّقي نكهاتٍ آسيوية حارة تُشعل الحواس؟
إنها سريلانكا، الجزيرة التي تُخاطب روح المغامِرة داخلكِ، وتقدّم لكِ تجربة متكاملة تجمع بين الهدوء والإثارة، بين الطبيعة والثقافة، وبين الجمال البري والفن الإنساني. فهل أنتِ مستعدة لرحلة تملؤها المفاجآت والاكتشافات؟

نزهة قمة ليتل آدمز بيك

ليتل آدمز بيك، تُعدّ نزهة ممتعة وسهلة للمسافرات اللواتي يزرن بلدة إيلا السياحية. ابدئي رحلتكِ سيراً على الأقدام في الصباح الباكر بينما لا يزال الظلام مخيماً، حتى لا تفوتكِ لحظة الشروق من القمة. وإن كنتِ ترغبين في المزيد من المغامرة، يمكنكِ متابعة السير نحو إيلا روك وعبور الطريق المؤدي إلى جسر الأقواس التسعة الشهير.

6 نشاطات ممتعة جديرة بالتجربة عند السياحة في سريلانكا

شاهدي الطيور المهاجرة في متنزه بوندالا الوطني

تبدأ جولات مراقبة الطيور في متنزه بوندالا الوطني، عادة في السادسة صباحاً وتستمر من ثلاث إلى أربع ساعات، حيث تستمتعين بمشاهدة النسور الحمراء الظهر ومئات اللقالق وعائلات من البط البري الصافِر وطيور النحل الخضراء الآسيوية والطواويس الراقصة والتماسيح المسترخية على ضفاف المياه. وفي فترة ما بعد الظهر، تظهر الأفيال الآسيوية البرية وغزلان الشهباء وهي تتجول بين أشجار الويرا والنيم والبالو.

تسلّقي صخرة بيدورانغالا لمشاهدة سيجيريا

كل زاوية في هذه الجزيرة تروي حكاية


لا تكتمل أي رحلة إلى سريلانكا من دون زيارة سيجيريا، القلعة الصخرية العملاقة التي تضم بقايا قصرٍ قديم وحدائق مائية ورسومات جدارية مبهرة وتقع بجوار صخرة بيدورانغالا الضخمة. للمسافرات النشيطات، انتعلي حذاءك الرياضي، وابدئي الصعود في الخامسة صباحاً لمشاهدة شروقٍ ساحر من القمة، أما إن كنتِ من محبات النوم المتأخر، فيمكنكِ التوجه قبل غروب الشمس وقبل إغلاق مكتب التذاكر عند الساعة السادسة مساءً.

اختبري متعة ركوب الأمواج بالطائرة الشراعية

بفضل بحيراتها الهادئة ورياحها المستقرة، تُعدّ كالبِتيا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي من سريلانكا واحدة من أفضل وجهات ركوب الأمواج بالطائرة الشراعية في العالم. تقع على بُعد 3 ساعات ونصف بالسيارة شمال كولومبو، ولا تزال وجهة غير مزدحمة بالسائحين الأجانب، ما يمنحها سحراً طبيعياً فريداً. وتتميّز المنطقة بشواطئها الرملية الناعمة وقرى الصيادين الصغيرة التي تتجول فيها الحمير البرية بين المروج الواسعة. ولا تقتصر المتعة على الأمواج فقط، بل يمكنكِ أيضاً استكشاف البحيرات بالتجديف أو المشاركة في جولات مراقبة الدلافين التي تُنفَّذ بأسلوبٍ أخلاقي يحافظ على سلامة الكائنات البحرية. تُبحر القوارب الصغيرة فقط وتبقى على مسافة آمنة من الدلافين من دون إطعامها أو مضايقتها.

استمتعي بإقامة دافئة في مخيم عائلي

على بُعد ساعة واحدة بالحافلة من مدينة إيلا، تقع جبال هابوتالي المغطاة بالضباب، حيث تنتشر مزارع الشاي والجداول الباردة المتدفقة. يمكنكِ الإقامة في مخيم عائلي محلي لتجربة ضيافة سريلانكية أصيلة. عند وصولك، ستُقدَّم لكِ أكواب من شاي الحليب المحلّى في منزل العائلة، قبل أن يصطحبك أفرادها في جولة بين حدائق الشاي المؤدية إلى موقع المخيم، حيث تنتظركِ خيام مريحة، مطبخ صغير، منطقة طعام تطلّ على جبال هابوتالي الساحرة.
في الصباح، استيقظي على أصوات العصافير وهي تملأ الأجواء، وتأمّلي شروق الشمس الذهبي فوق القمم المكسوّة بالخضرة، لحظة لا تُنسى تُجسّد هدوء الطبيعة وروعتها في هذه المنطقة الجبلية الفاتنة.

رحلة قطار من كولومبو وسط الجبال

رحلات القطار في سريلانكا من أجمل التجارب التي لا ينبغي تفويتها


تُعدّ رحلات القطار في سريلانكا من أجمل التجارب التي لا ينبغي تفويتها. وللاستمتاع بإطلالات خلابة على الجبال وحدائق الشاي ومحطات السكك الحديدية، اركبي القطار المتجه من كولومبو إلى إيلا، وهو نفس الخط الذي يمر فوق جسر الأقواس التسعة الشهير. ونظراً لشعبيته الكبيرة بين المسافرين، احرصي على حجز تذكرتك مسبقاً. ولا تقتصري على هذه الرحلة فقط؛ فبإمكانكِ ركوب القطار الساحلي المتجه جنوباً نحو جالي؛ للاستمتاع بمشاهد المحيط الهندي وأشجار النخيل المتمايلة، ثم جربي رحلة أخرى شمالاً إلى جافنا، حيث ستلاحظين تغيّر المناظر الطبيعية تدريجياً؛ من حقول الأرز الخضراء وأشجار جوز الهند إلى أشجار النخيل البرية والشجيرات والأراضي القاحلة. ستجدين على متن القطار العديد من الباعة المحليين الذين يقدمون أكواب الشاي والقهوة الفورية والفواكه الطازجة برشة فلفل حار والفول السوداني المحمص والزبادي، وحتى بطاقات تعبئة الهاتف المحمول.

ابحثي عن الفهد السريلانكي في ويلباتو

للحصول على تجربة سفاري أكثر هدوءاً ومسؤولية، توجهي إلى حديقة ويلباتو الوطنية في شمال غرب الجزيرة، واحجزي رحلتكِ مع مرشد موثوق. يتعامل المرشدون باحترام مع الحياة البرية؛ لا يلاحقون الحيوانات ويقومون بإطفاء محركات السيارات عند الاقتراب منها، ويتحدثون بهدوء أثناء المشاهدة حتى لا يزعجوها. إلى جانب الفهود، تضم الحديقة أفيالاً آسيوية ودببة الكسل في بيئتها الطبيعية.

شاهدي أكبر تجمع طبيعي للفيلة الآسيوية

سريلانكا موطن لنحو 4000 فيل آسيوي بري يمكن رؤيتها في بيئتها الطبيعية


تُعد سريلانكا موطناً لنحو 4000 فيل آسيوي بري يمكن رؤيتها في بيئتها الطبيعية داخل الحدائق الوطنية. بين يوليو وسبتمبر، تجتذب خزانات المياه الكبيرة في كاودولا ومينيريا قطعان الفيلة التي تأتي لترعى وتستحم وتلعب معاً. وفي ساعات الظهيرة الحارة، تختبئ الفيلة في الغابات القريبة، لكنها تبدأ بالخروج تدريجياً في حوالي الساعة الرابعة مساءً، لتشهدي منظراً مذهلاً لمئات الفيلة وهي تتجمع حول البحيرات، أكبر تجمع طبيعي للفيلة في العالم. تجنبي زيارة الأماكن التي تُحتجز فيها الفيلة، باستثناء مركز رعاية الأفيال في أودا ولاوي، الذي تديره هيئة الحياة البرية السريلانكية، حيث يتم فيه رعاية صغار الفيلة اليتيمة أو المصابة قبل إطلاقها مجدداً إلى البرية.

تذوّقي الأرز بالكاري التقليدي

يتناول السريلانكيون طبق الأرز بالكاري مرة واحدة على الأقل يومياً، وأحياناً في جميع الوجبات، ويُعد العدس المطهو بحليب جوز الهند من ألذ الأطباق التي يجب تذوقها، ولا تغادري من دون تجربة سمك البترفش الكامل؛ المطهو بصلصة منزلية غنية بالنكهات السرّية.

استكشفي الأزقة الغريبة في قلعة جالي

سريلانكا تجمع بين سحر الجبال وروعة السواحل ومغامرات الأدغال


تُعد قلعة جالي مزيجاً من التأثيرات المعمارية البرتغالية والهولندية والبريطانية، وتحيط بها منتجعات صحية وفنادق فاخرة ومحال تذكارية ومقاهي ومحال مجوهرات. يُنصح بزيارتها في الصباح الباكر عندما تبدأ الأزقة بالانتعاش تدريجياً.

لاحقي الأمواج في نادي فتيات خليج أروغام

يتجه محبو ركوب الأمواج من جميع المستويات إلى خليج أروغام على الساحل الشرقي لسريلانكا، حيث تتحول هذه البقعة ذات الرمال الذهبية الناعمة إلى مركز نابض بالحياة في موسمها من أبريل إلى أغسطس، مع الحفلات والموسيقى والأجواء المرحة. وسط هذا المشهد، يبرز نادي فتيات خليج أروغام لتعلّم ركوب الأمواج، وهو أول نادٍ نسائي بالكامل في البلاد، يقدم دروساً في السباحة وركوب الأمواج واليوغا لأفراد المجتمع المحلي، في مبادرة تلهم الفتيات السريلانكيات لدخول هذا المجال الرياضي. بعد جلسة ركوب الأمواج، استمتعي بتجربة أكواخ الشاطئ الصغيرة المنتشرة على الساحل، حيث تُقدَّم فطائر روتي السريلانكية المحشوة بالشوكولاتة أو الموز أو الدجاج أو الجبن أو الخضروات، وهي وجبة مثالية بعد النشاط.

جولة بالدراجة في مملكة بولوناروا القديمة

أصبحت بولوناروا العاصمة الثانية لسريلانكا بين عامي 1070 و1232، واليوم تُعدّ من مواقع التراث العالمي لليونسكو؛ بفضل أطلالها التاريخية الرائعة. لا تفوّتي استكشاف المدينة القديمة على الدراجة؛ لتصلي إلى القصر الملكي القديم. ابدئي جولتكِ في الصباح الباكر؛ لتجنب حرارة الشمس الشديدة والاستمتاع بالموقع قبل ازدحامه، إذ تزداد أعداد الزائرين في عطلات نهاية الأسبوع والعطل المدرسية وأيام اكتمال القمر.

الإقامة في بيت شجري أقصى جنوب الجزيرة

لعشّاق الطبيعة، لا شيء يضاهي تجربة المبيت في بيت شجري وسط الغابة. تُبنى هذه المنازل على منصات خشبية مرتفعة بين الأشجار، وتتيح للنزلاء النوم على أنغام الطبيعة. يمكنك حجز أحد بيوت الأشجار في سيجيريا إذا لم تمانعي وجود بعض الزوار غير المتوقعين، مثل السحالي أو القرود. أما في أقصى الجنوب، في تانغالّه، فالمشهد الطبيعي مزيج من الشواطئ الرملية الوعرة والبحيرات والغطاء النباتي الكثيف.