شريف الغزولي، مصمم داخلي مصري الجنسية، يقيم بين مصر والسعودية، ويتعمّد أن يتخفّى خلف نظّارتيه، إلّا أنه يُظهر من خلال المشاريع التي يتولّاها، وغالبيّتها في قطاع الضيافة، ألواناً بارزةً، ويخلق أجواءً تجعل روّاد هذه الأماكن يشعرون بأجواءٍ فريدةٍ، ما يتفق مع تصميم الأماكن السياحية في الوقت الراهن، التي يحرص أصحابها على جعل صورها تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الاهتمام بديكوراتها، بقدر الاهتمام بالأكل وجودته. لكن، لا يهدف الغزولي إلى جعل تصميماته ذات صور مثالية لإنستغرام فحسب بل هو يؤمن أن قوة التصميم تكمن في أصالته وخلوده، قبل أن يكون لافتاً على السوشال ميديا حصراً، فالخلود والأصالة أهم من الجاذبية المؤقتة. في الحوار الآتي نصّه مع المُصمّم، حديث عن تصميم المطاعم في العموم، مع التركيز على مثال عملي من مشروع مطعم أوباو في الرياض، حيث اللون البرتقالي يلتقط العينين.

مشاريع في قطاع الضيافة

ما هي الأمور التي يأخذها المُصمّم الداخلي في الاعتبار عند تولي مشاريع في قطاع الضيافة، مثل المطاعم؛ هل يتعلّق الأمر بنوع المطبخ أو بالمكان الذي يشغله المطعم أو بذوق مالك المشروع؟
لكل مُصمّم نهجه الخاصّ؛ من ناحيتي، أحبّ أن أتعامل مع تصميم أي مطعم كأن الأخير شخصية لها كاريزما، وملامح مُميّزة، وهويّة فريدة، كما أحرص على الدوام أن يتماشى التصميم مع الهوية البصرية للعلامة التجارية، ومُعبّراً عن الفئة المستهدفة لمالك المشروع.
ما هي وجهة نظرك في مفهوم Instagrammable places؛ وهل تأخذ هذا الجانب في الاعتبار عند تصميم المطاعم؟
أركّز على أن تكون للمشروع شخصيّة أصيلة وفريدة، وهذا يسهل عليه أن يكون "Instagrammable"(أي جديراً بالتصوير والنشر على إنستغرام) تلقائياً، لكنني أؤمن أن قوّة التصميم تكمن في أصالته وخلوده قبل أن يكون لافتاً على السوشال ميديا حصراً، فالخلود والأصالة أهم من الجاذبية المؤقتة.
تصميم مطعم في الرياض

حدثنا عن مشروع مطعم أوباو في الرياض، لنواحي الفكرة الرئيسية والمواد والألوان؟
أحد أسراري في العمل هو الاعتماد على الارتجال أثناء التصميم؛ أبدأ برسم أفكار عشوائية تعكس ما يدور في ذهني، ثم أربطها برؤية العميل، وهوية العلامة، وأرى أن هذه الطريقة تمنحني حرية إبداعية كبيرة، علماً أن الطريقة المذكورة كانت ساعدتني على تطوير أسلوبي الخاص وبصمتي المميزة. في مشروع مطعم أوباو في الرياض، الخامات المستخدمة كانت:
- طلاء الجدران Beige Topcrete مع ستائر.
- أرضيات من Statuario porcelain مع مادة المايكروسمنت.
- تغليف مكان المشرب بورق سيارات باللون الذهبي الوردي.
- إنارة دائرية الشكل من الأكريليك البرتقالي تشبه الأجسام الطائرة المجهولة.
اللون البرتقالي في التصميم

يرمز اللون البرتقالي إلى الحيوية والسعادة والمتعة وجذب الانتباه؛ إلى أي حد تشبه هذه الصفات تصميمك لهذا المشروع؟
نعم، أتفق تماماً. هذه الصفات تعبر عن الروح التي أراد فريق العمل إبرازها في المشروع.
تحديات
هل من عقبات واجهتها، على صعيد هذا المشروع؟
كان هذا هو الفرع الثاني لـ OBAO بعد فرع مدينة الخبر الذي صمّمته أيضاً، والتحدّي كان في تحديث التصميم ليواكب التطور، من دون الإخلال بهوية الفرع الأول الذي حقّق نجاحاً كبيراً.
متعة حقيقية
في سجل أعمالك، الكثير من المطاعم؛ حدثنا عن سبب اهتمامك بهذه المشاريع؟
أجدُ متعةً حقيقيّةً في ابتكار شخصيّةٍ فريدةٍ لكل مطعم، وربطها بعلامته التجاريةّ. أؤمن أن التصميم الجيّد لا يعكس الجمال فحسب، بل يُساهم أيضاً في تسويق المشروع وجذب الانتباه إليه، وهو أمر حيوي لنجاح أي مشروع.
التأمل في الطبيعة
بعد الاطلاع على صور مشاريع عدة من تصميمك، لاحظتُ جرأةً في استخدام الألوان؛ هل هذا يُميّز أسلوبك؟ وماذا تعني لك الألوان، كمُصمّم؟
نعم، أرى أنّ لكلّ لون جماله الخاص. لطالما استفزتني فكرة كره البعض لألوان مُعيّنة، لأنني مؤمن بأن لا وجود للون قبيح، بل هناك استخدام غير موفّق له. تعلّمت تنسيق الألوان من تأملّي في الطبيعة ومخلوقات الله، وهذا أضاف لي الكثير.
وماذا عن الحيوية والروح الشبابية الواضحة في تصاميمك؟
"دي أقل حاجة عندي" (يضحك).
الراحة في الجلوس
هل تأخذ عند تصميم المطاعم أمر راحة المستخدم في الجلوس في الاعتبار أم أن الهدف هو جلوس رواد المكان لوقت محدد ليأتي آخرون بعدهم؟
لكل نوع من المشاريع أسلوبه؛ في المطاعم الراقية (Fine Dining)، من الضرورة الحرص على الراحة في الجلوس، لأن بقاء العميل وقتاً أطول يُعزّز الربحية، وفي المطاعم العادية وغير الرسمية (Casual Dining)، لا بدّ من الموازنة بين الراحة والتدوير. أما في مطاعم الوجبات السريعة الصغيرة، تُستخدم مقاعد أقل راحة لتشجيع الزبائن على المغادرة سريعاً وإفساح المجال لغيرهم.
مساحات حيوية
ماذا في مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حالياً على مشاريع متنوعة تشمل صالونات تجميل وعيادات تجميل ومطاعم ومقاهي، وغيرها من المساحات الحيوية.