يختلف مفهوم أفلام الدراما والتراجيديا في التعبير؛ حيث يرى البعض أن أفلام الدراما والتراجيديا يحملان نفس المصطلح، إلا أن الفرق بينهما كبير، ولكل منهما خصائص يتفرّد بها عن الآخر، رغم أن كليهما يشتركان في أنهما ينتميان للنوع الدرامي، إلا أنهما يختلفان في بعض الجوانب.
ما هي أفلام الدراما؟
أفلام الدراما تُعَد مرآة للواقع؛ إذ إنها تصوّر للأشخاص حياتهم وتعكس اهتماماتهم وخبراتهم، وتحمل قِيمهم الاجتماعية وبناءهم الأخلاقي؛ هادفةً إلى لفت أنظارهم إلى مفارقات حياتية، أو توسيع نظرتهم وتعميق فهمهم لواقعهم وعلاقاتهم الاجتماعية، بأسلوب يجذب التعاطف ويخلق التشويق والإثارة.
ما هي أفلام التراجيديا؟
في المقابل، تُعرف أفلام التراجيديا على أنها جزء من أفلام الدراما، هكذا عبّر عنها أرسطو. وأضاف أنّ الاختلاف يكمن بوجود حدث مأساوي يقع فيه بطل الحبكة، أو بوجود عيب مأساوي يحمله البطل، يقوده إلى سلسلة من الأحداث المؤسفة خلال مسيرة حياته، تنتهي أخيراً بسقوطه بطريقة مأساوية. وكلما كانت السقطة كبيرة ومؤسفة، كانت التراجيديا أعمق.
الفرق الأساسي بينهما، هو أن الدراما مصطلح واسع يشمل أيّة قصة جادة، بينما التراجيديا هي نوع فرعي من الدراما يتميّز بحدوث حدث مأساوي لشخصية رئيسية، يؤدي إلى نهايتها التعيسة أو سقوطها في محنة. ببساطة، كلّ التراجيديا هي دراما، لكن ليست كلّ دراما تراجيديا.
في هذا المقال، نكشف لكم الفرق بين أفلام الدراما والتراجيديا لمعرفة خصائص كلٍّ منهما.
ما هي خصائص الدراما؟
- في مفهومها العام، الدراما هي نوع من الأعمال الخيالية الجادة التي تركّز على صراعات واقعية ومواضيع مؤثّرة، مثل: العنصرية، الفقر، والصراعات العائلية.
- تهدف الدراما إلى تعميق فهم الجمهور للحياة والعلاقات الاجتماعية، وتهدف إلى إثارة الاهتمام ومشاعر التعاطف أو الإثارة.
- يمكن أن يشمل محتوى الدراما في الأفلام: قصصاً متنوّعة، وفي النهاية قد تحدث فيها أحداث سعيدة أو حزينة، لكنها ليست بالضرورة مأساوية.
- أما العناصر الأساسية في أفلام الدراما فهي: الصراع، سواء أكان عاطفياً أو اجتماعياً أو غيرَ ذلك. وعنصر حل هذا الصراع، جزء أساسي من القصة.
- تتعدد الشخصيات في الحبكة الدرامية، وتتوزع بين: رئيسية وثانوية، ويجب أن يتم تحديد وصف هذه الشخصيات وتحديد مكانتها.
- وفي حبكتها تتكوّن أفلام الدراما من عرضٍ وصراع وحلّ أو استنتاج، كلّ هذا في حركة متقلبة تصعد أحياناً، وتتعقد لتصل إلى الذروة، وتهبط أحياناً لتقرب إلى الوصول إلى الغاية والنتيجة.
- تقوم الدراما على وجود إيماءات ورموز داخلها، تهدف إلى إيصال معنًى عميق للمتلقي، وذلك باستخدام حدث أو شخصية عابرة تعبّر عن هذا المعنى؛ متجاوزةً الكلمات في التعبير؛ مستخدمةً قوة المشهد.
مهرجان برلين السينمائي يمنح ميشيل يوه جائزة الدب الذهبي الفخرية
مثال على أفلام الدراما
تتعدد الأمثلة على الدراما، من المسلسلات التليفزيونية، والمسرحية، والأفلام العديدة التي تصوّر هذا النوع، ونشاهدها يومياً على هواتفنا وشاشاتنا.
فيلم The Wonder
هو فيلم درامي نفسي تاريخي أيرلندي بريطاني صدر عام 2022، تدور أحداثه في عام 1862 حول ممرضة إنجليزية تُرسَل لمراقبة فتاة أيرلندية يُقال إنها "صائمة" ولا تأكل منذ شهور. يمتزج الفيلم بين الجوانب النفسية والاجتماعية؛ حيث يتناول صراع الممرضة بين واجبها المهني وإيمانها بالخوارق، في ظل المجاعة التي تعاني منها المنطقة.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي في سبتمبر 2022، وعُرض بشكل محدود في دُور العرض في نوفمبر 2022، وتم بثه على شبكة نتفليكس في نفس الشهر. وقد نال الفيلم إشادة من النقاد؛ خاصة فيما يتعلق بالتصميم الإنتاجي وأداء طاقم التمثيل.
إليكم: أبرز الأفلام اليابانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025
ما هي خصائص التراجيديا؟
- تُعرف التراجيديا بأنها نوع من الدراما يتميّز بوجود مأساة حقيقية، تدفع البطل إلى نهايته المؤسفة.
- الهدف الأساسي من التراجيديا هو إثارة مشاعر الشفقة والخوف لدى الجمهور، من خلال متابعة سقوط شخصية عظيمة في ظروف تعيسة.
- يركّز المحتوى في التراجيديا على حدث مأساوي أو عيب شخصي في البطل، يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المؤسفة التي تنتهي بنهاية حزينة أو كارثية.
- أما العناصر الأساسية في أفلام التراجيديا فهي: هيكل معقّد للأحداث، ووجود خطأ في الحسبان أو ضعفٍ في البطل (وليس بسبب قوة خارجية كالقانون أو الأرباب) يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ وفقاً لتعريف أرسطو.
- شخصية الأبطال في أفلام التراجيديا ليسوا عاديين؛ إذ يحملون عيوباً في شخصياتهم تتسبب في جرّ المأساة لهم؛ فتبدأ التراجيديا بطرح شخصيات أبطالها أقوياء سعيدين بحياة تكاد تكون مُرضية؛ لتتقلب حياتهم في سلسلة من الأحداث التي تنتهي بطريقة غير جيدة لهم، تمثّل سقوطاً واختلافاً عن نوع الحياة التي بدأت بها التراجيديا؛ مما يسبب الحزن.
- أهم ما يميّز أفلام التراجيديا نهاياتُها، التي تكون بالموت، أو الفوضى. إلا أن بطلها دائماً ما يتحمل مسؤولية أخطائه، ويعرف عيبه الذي قاده إلى هذه النهاية، ويقاتل من أجل قضيته؛ متحملاً المعاناة التي أصبحت عليها حياته؛ مما يحقق بعضاً من التطهير النفسي لدى الجماهير، الذين يرتاحون برؤية البطل الذي يقاوم ويقاتل رغم المعاناة؛ متحملاً مسؤوليته الخاصة.
مثال على أفلام التراجيديا
من الأمثلة المهمة على أفلام التراجيديا، مسرحية هاملت لشكسبير؛ إذ تتجلّى المأساة بوجود عيب نفسي يحمله البطل، وهو تردّده الذي أدّى إلى سقوطه في النهاية.
فيلم The Impossible
هو فيلم تراجيديا صدر عام 2012 مستوحًى من قصة حقيقية لعائلة أسبانية نجت من تسونامي المحيط الهندي عام 2004. يدور حول زوجين وأطفالهما الثلاثة في تايلاند عندما يضرب التسونامي المنطقة؛ مما يفرقهم عن بعضهم البعض، ويجب عليهم النضال من أجل البقاء على قيد الحياة ولمّ شملهم. يضم الفيلم نجوماً مثل: نعومي واتس Naomi Watts، إيوان ماكجريجور Ewan McGregor، وتوم هولاند Tom Holland. وقد حصل الفيلم على إشادة نقدية لأداء الممثلين وإخراجه.
قد ترغبين في معرفة الكوميديا في مواجهة التراجيديا: موسم رمضاني يعيد تشكيل...
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».
