ضمَّت كوعَيها بكفَّيها، وابتسمت ابتسامةً، تعرفها النساءُ جيداً. إنها ابتسامةُ مَن تذكَّر أمراً مؤلماً، ويحاولُ منعَ الذكرى من تلوينِ ملامحِ وجهه! كنا نسألها عن عنوانٍ، يمكنها أن تضعه للفترةِ الجاريةِ من حياتها بما أنها احتفلت قريباً بـ «يوم ميلادها»، لكنْ لم يخطر في بالنا إطلاقاً أنها ستضعُ بنفسها عنواناً لحوارها معنا. قالت داليا: «حياةٌ جديدةٌ كلياً».
على ضفافِ نهرِ النيل، وتحديداً في محافظةِ أسوان، التي يُلقِّبها أهلها بـ «بلاد الذهب»، وضمن فعاليَّاتِ مهرجانِ أسوان لسينما المرأة، التقينا داليا مصطفى. نجمةُ مطلعِ «الألفينات»، تعاودُ حالياً إحياءَ حياتها الفنيَّةِ من جديدٍ بعد فترةٍ طويلةٍ، قلَّت فيها أعمالها، وندرَ ظهورها الإعلامي. تحدَّثنا معها عن مسلسلها الجديدِ، الذي ينطلقُ عرضه يونيو المقبل، وكيف تناقشُ الدراما حياةَ النساءِ بعد الانفصال، ومحطاتٍ من مسيرتها الفنيَّة.
داليا مصطفى

بعد فترةٍ طويلةٍ من الغياب، ننتظرُ طرحَ مسلسلكِ الجديد «روج أسود» في يونيو المقبل، حدِّثينا عن العملِ، وعن دوركِ؟
المسلسلُ، يناقشُ حياةَ مجموعةٍ من النساءِ بعد الانفصال، وكيف تتغيَّرُ بعد تركهن أزواجهن، وما المصاعبُ التي يواجهنها. معي في العملِ كلٌّ من النجماتِ رانيا يوسف، ولقاء الخميسي، ومي سليم، وفرح الزاهد.
المسلسلُ من إخراج محمد عبدالرحمن حماقي، وتأليف أيمن سليم، وهما ثنائي معروفٌ بمناقشةِ الموضوعاتِ الشائكة والمهمَّة.
من عالم الفن ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع الممثلة المصرية هدى الإتربي
ما تعلمه الدراما للنساء
في رأيكِ، واستلهاماً من موضوعِ مهرجانِ أسوان، ما الذي تستطيعُ الدراما تقديمه لمشكلاتِ النساء؟
تسليطُ الضوءِ عليها بالطبع. أعتقدُ أن هناك مرحلةً عمريَّةً مهملةً من حياةِ النساء، اللاتي لَسْنَ في سنِّ الزواجِ والبحثِ عن الارتباط، والأمَّهات. هناك عديدٌ من القضايا، تخصُّ الحضانةَ، والحياةَ بعد الانفصال، إذ نادراً ما نناقشها، وتحتاجُ إلى ضوءٍ كبيرٍ، لا سيما أنها تمسُّ قطاعاً عريضاً من المتابعين والمتابعات.
لو كان بيدكِ تصحيحُ شيءٍ واحدٍ من الرسائلِ التي تُقدِّمها الأعمالُ الفنيَّةُ للنساء، ماذا سيكون؟
سأصحِّحُ القاعدةَ الأساسيَّةَ الثابتةَ التي يتمُّ تلقينها للنساءِ في عديدٍ من الأعمال بأن المرأةَ عليها أن تُضحي! وأن تكون دائماً الطرفَ المتنازل، والطرفَ الذي يجبُّ عليه أن يُفكِّر في الصالحِ العامِّ للأسرة على حسابِ أحلامها، وأفكارها، وحياتها في بعض الأحيان! أعتقدُ أن الوقتَ قد حان للتوقُّفِ عن بثِّ هذه الرسالةِ التي كانت الدراما تُربِّينا عليها جنباً إلى جنبٍ مع أهالينا.
عن هذه الرسالةِ، ما الذي تربَّيتِ عليه، وتحاولين تجنُّب فعل ذلك مع ابنتكِ؟
«إن من واجبكِ أن تُصلحي ما في شريك حياتكِ من عيوبٍ، وأن تساعديه في تحقيقِ أحلامه فقط، وأن تُكرِّسي حياتكِ لأجله». أعلِّمُ ابنتي الآن، أن هذا غير صحيحٍ، وأنكِ لستِ مسؤولةً عن نجاحِ أحدٍ، ولست مضطرَّةً لحملِ عبء شخصٍ غير نفسكِ، والتصرُّف في حياته نيابةً عنه.
أفكار يوم الميلاد
احتفلت أخيراً بيوم ميلادك، ونال الحفلُ اهتمامَ المتابعين والصحافة، حدِّثينا عن طقوسكِ في هذه المناسبةِ، وتحضيراتِ الحفل؟
لا توجدُ تحضيراتٌ محترفةٌ كما تتخيَّلون. كلُّ شيءٍ تمَّ بشكلٍ ارتجالي تماماً، وكلُّ العناصرِ التي جرى إعدادها بعنايةٍ، كما شاهدتهم، كانت اقتراحاتٍ من صديقاتي، وكلُّ الديكوراتِ، والطعامِ وغير ذلك من التفاصيل، تمَّ تجميعه في يومين، وكذلك الفستان. الحفلُ نفسه غيَّرتُ موعده أكثر من مرَّةً، ليناسبَ عودةَ صديقاتي المقرَّباتِ من إجازةِ فترةِ الأعياد.
أمَّا عن طقوسي، فهي تدورُ بالكاملِ حول الأشخاصِ المقرَّبين مني. أنا لا أحبُّ الحفلاتِ الصاخبة. أحبُّ أن أجتمعَ مع المقرَّبين الذين أثقُ في حبِّهم لي، وفرحتهم بي. عددٌ قليلٌ جداً كان من الوسطِ الفنِّي، وهم أصدقاءُ العمرِ بالنسبةِ لي، والبقيَّةُ من عائلتي، وأصحابي المقرَّبين.
أنتِ من مواليدِ برجِ الحمل، وهو يشتهرُ بقدرته الكبيرةِ على التحمُّلِ، هل تحملين هذه الصفة؟
في الحقيقةِ، هي واحدةٌ من أشهرِ صفاتي. أنا شديدةُ الصبرِ، وأختلقُ الأعذارَ لأحبَّائي، وأعطي كثيراً من الفرص، لكنْ عندما ينتهي صبري، تنتهي علاقتي بالشخصِ. أسامحُ لأن هذا أفضلُ لي، لكنَّني لا أعودُ لشخصٍ، استنفدَ فرصه تماماً معي. هكذا كنت طوالَ حياتي، ولن أتغيَّر.
في يومِ ميلادِ المرء، تراوده أفكارٌ حول ما حقَّقه، وما يتمنَّاه. لو طلبتُ منك تسميةَ الفترةِ المقبلةِ من حياتكِ باسمِ فصلٍ جديدٍ، ماذا تختارين؟
بدايةٌ جديدةٌ كلياً. مرحلةٌ جديدةٌ تماماً، أعيدُ فيها اكتشافَ نفسي، أحبُّ فيها نفسي، وأؤمنُ بقدرتي على تحويلِ مسارِ كلِّ شيءٍ. مرحلةٌ مخصَّصةٌ لي إن أردتِ الدقَّة.
يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء سابق مع الممثل المصري صدقي صخر
"العصيان كان وجه السعد بالنسبة لي ولم أتوقّع النجاح الكبير الذي حققه"
اهتمام مفاجئ

بعد أعوامٍ، تعوَّدنا فيها على حبِّكِ للخصوصيَّةِ، وابتعادكِ عن الأنظارِ، تحوَّلتِ فجأةً إلى محطِّ أنظارِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي. كلُّ صورةٍ لكِ، تتحوَّلُ إلى خبرٍ، وكلُّ قِصَّةٍ أيضاً، كيف تتعايشين مع هذا الأمر؟
«رفعت كتفَيها في وقتٍ واحدٍ في إشارةٍ لعدم المبالاة»، وقالت: لا أعطي الموضوعَ اهتماماً كبيراً لدرجةِ أنني أتلقَّى عبر أصدقائي بعض التعليقات. بصراحةٍ، لا أحاولُ أن أشغلَ بالي كثيراً بالأمر، وسأظلُّ أنشرُ ما أريدُ نشره، وسأشاركُ أوقاتي بالشكلِ الذي أراه مناسباً، ولتكتب المواقعُ ما تريدُ كذلك.
ذاكرة «الألفينات»
في رصيدكِ عددٌ كبيرٌ من الأعمالِ التي تركت بصمةً في ذاكرةِ المُشاهدين. سأطرحُ بعض الجملِ، وعليكِ اختيارُ اسمِ العملِ الذي يناسبُ كلَّ جملةٍ؟ عملٌ كان وجه السعدِ عليكِ؟
«العصيان». مسلسلٌ، كنت على وشك رفضه لارتباطي وقتها بفيلمٍ مع الراحلِ علاء ولي الدين، ثم فجأةً، توفَّرت له الظروف، ولم أتوقَّع أبداً الصدى الواسعَ الذي حقَّقه، وأن يستمرَّ طويلاً في ذاكرةِ المُشاهدين.
عملٌ، لو عُرِضَ عليكِ إعادةُ تنفيذه في الوقت الجاري لوافقتِ بحماسٍ شديدٍ؟
«أولاد الأكابر». أعشقُ هذا المسلسل، واستمتعتُ كثيراً بتقديمِ شخصيَّتي فيه. أحبُّ حقاً أن ألتقي «حسنة»، وكلَّ فريقِ العمل مرَّةً أخرى.
عملٌ مظلومٌ في رأيكِ، ولم يلقَ ما يستحقُّه من النجاح؟
«خيال الظلّ». هذا العملُ جميلٌ، ولو أنه طُرِحَ في أيامنا هذه، مع وجودِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، لحقَّق أصداءً واسعةً. في الحقيقةِ، عديدٌ من أعمالي، كنت أتمنَّى لو أنها عُرِضَت في عهدِ الإنترنت.
عملٌ خافَ عليكِ أهلكِ عند عرضه؟
«الكبريت الأحمر». هذا المسلسلُ كان بعيداً عن القالبِ الذي اعتادَ أولادي على مشاهدتي فيه. هو مسلسلٌ، ينتمي لفئةِ الرعب، وشخصيَّةُ «جيرمين» في العمل، كانت بعيدةً عن كلِّ ما قدَّمته من قبل، لذا خافَ أولادي منها، لكنَّني أحبُّ «جيرمين»، واحتفظتُ بكثيرٍ من أزيائها.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط