mena-gmtdmp

هند صبري.. "زهرة الفن" المتوجة بجائزة عمر الشريف

هند صبري- الصورة من حسابها الخاص على إنستغرام
هند صبري- الصورة من حسابها الخاص على إنستغرام
تُعد الفنانة هند صبري، واحدة من الفنانات التي تُمثل امتدادًا حقيقيًا لـ"نجوم الزمن الجميل". تؤمن بقيمة الفن ورسالته، وتدرك أنه اللغة التي تفهما كل الشعوب مهما كانت جنسياتهم، حيث تمتلك العديد من المقومات التي تجعلها من أبرز نجمات جيلها في الوطن العربي.
مسيرة فنية حافلة، تمتد لأكثر من 3 عقود، حققت خلالها نجاحات تجاوز صداها الوطن العربي، بدأت رحلتها من موطنها تونس بفيلمي "صمت القصور" و"موسم الرجال"، قبل أنّ تتبع خطوات حلمها، وتطير إلى القاهرة، لتُقدمها إيناس الدغيدي للجمهور المصري، من خلال فيلم "مذكرات مراهقة" عام 2001، لتسير من ذلك الحين على طريق النجومية والأضواء.

محطات فنية مختلفة

هند صبري، ترى أنّ "المرأة تنتقل من مرحلة إلى أخرى كل 10 سنوات تقريبًا، إذ أنّ العالم والمحيط الخاص بها يختلف إلى حدٍّ كبير مع هذا الانتقال"، لذا تُعيد اكتشاف نفسها مع كل مرحلة جديدة من حياتها، وتُدرك أنّ لكل مرحلة شكلها وملامحها وخصائصها، وهو ما ينعكس على اختياراتها الفنية، والتي تختلف كليةً من فترة لأخرى، إذ كانت في البداية تُقدم قصصًا تُجسد السمات النفسية للفتاة المراهقة التي تخوض رحلة مع مشاعرها، وتبحث عن استقلاليتها، كما في "مذكرات مراهقة"، "إزاي البنات تحبك"، "حالة حب"، "أحلى الأوقات"، "ويجا"، "بنات وسط البلد" وغيرها.
ويأتي ذلك، كونها قادمة من مدرسة تونسية، التي تتميز في كثيرٍ من الأحيان بالجرأة في القضايا والموضوعات المتناولة، لذا لعب ذلك الأمر دورًا كبيرًا في مسيرتها الفنية بمصر، حتى أصبح اسمها مُقترنًا بمثل هذه النوعية من الأفلام التي تتطرق إلى قضايا المراهقات الحالمات بالرومانسية، لكن سرعان ما تمردت ورفضت حصرها في هذه الأدوار التي قد يراها البعض "جريئة" نوعًا ما، وانتقلت إلى مرحلة جديدة.
مرحلة فنية جديدة، قطعتها "هند" قد تُوصف بمرحلة "ما بعد النضوج"، لتُصبح اختياراتها أكثر عُمقًا وثراءً وتنوعًا، ليست فقط القصص الرومانسية والعلاقات العاطفية فحسب، بل تمردت على موهبتها، واقتحمت عوالم تمثيلية جديدة، والاشتباك مع القضايا الاجتماعية والقصص الحقيقية، مثل تجاربها في "الجزيرة"، "التوربيني"، "إبراهيم الأبيض"، وكذلك مسلسل "عايزة أتجوز"، "إمبراطورية مين" وغيرها.

قضايا المرأة والمسؤولية مجتمعية

في عام 2024، أختيرت "هند" ضمن قائمة "BBC" لأكثر 100 امرأة مؤثرة في العالم، تقديرًا لمسيرتها الفنية المتميزة في السينما العربية، وقضاياها الاجتماعية، ومواقفها الإنسانية، إذ شكّلت اختياراتها عمقًا جديدًا في الموضوعات التي تُقدمها على الشاشة، إذ تمتلك رؤية ثاقبة بأنّ الفن مرأة المجتمعات، وأحد أبرز الأدوات في تشكيل الوعي وترسيخ القيم.
قبل نحو 14 عامًا، خاضت "هند" تحديًا كبيرًا، من خلال تجسيدها لقصة مريضة بـ"الإيدز" في فيلم "أسماء" التي تخوض حربًا ضروس مع المجتمع خلال رحلة العلاج، وبعد 5 أعوام، جسدت مشاعر ومعاناة أمّ تحاول إنقاذ ابنها من الأفكار المظلمة، وصمودها إلى أنّ يعود لحياته الطبيعية كما في "زهرة حلب"، ثم إبداعها في ترجمة حجم الآلام والمتاعب التي تواجهها المصابات بالسرطان، في مسلسل "حلاوة الدنيا" والتي جسدت فيه دور "أمينة" التي تكتشف إصابتها بهذا المرض قبل موعد زواجها.
وكذلك في فيلم "بنات ألفة" المأخوذ عن قصة حقيقية لسيدة أربعينية تُدعى ألفة الحمراوي وهي أم لـ4 فتيات، انضمت ابنتاها المراهقتان إلى صفوف تنظيم داعش في ليبيا.
تسعى "هند" دومًا لدعم قضايا المرأة سواء في عالم الفن أو خارجه، إذ ترى أنّ المرأة في بعض المجتمعات العربية لم تحصل على حقوقها بعض، وتنصح كثيرًا بخطورة العنف ضد المرأة، وعدم التعامل مع تلك القضية بنوعٍ من الصمت.
دعم المرأة، لم يقتصر على الفن فحسب، بل امتد خارج هذا الفضاء، حيث سبق وأطلقت علامة تجارية قبل سنوات بهدف تمكين المرأة ودعمها اقتصاديًا، كما سبق وأبدت دعمها الكامل للفتيات التي تعرضن للتحرش، حيث قالت: "فخورة بهذا الجيل من البنات الذي كسر حاجز الصمت.. التحرش والعنف الجنسي عار على الذي يقترفه، لا عليك إنتِ".

موروثات

أفكارٌ خاطئة، توارثتها الأجيال المختلفة، بأنّ المنافسة ضرورية بين الفتيات وبعضهن البعض، والغيرة بين الزميلات شعورٌ حميد، وإبعاد الخصم ضروري من أجل الفوز، لذا تحاول انطلاقًا من واجب مسؤوليتها المجتمعية أنّ تُصحح المفاهيم وتُبدل الأفكار، وتُثبت أنّ المنافسة والنجاح لا يُعني إقصاء زميلة من المشهد، وأن وجودهن في الصورة يُكمل بعضهن البعض.
وترى أنّ الجمال وحدة لا يُجسد معنى "الأنوثة" فحسب، إذ هناك فنانات جميلات تفقدن عوامل الجذب والإحساس أمام الكاميرات، فتقول إنّ: "الأنوثة تُعني بالنسبة لي الفتاة المتصالحة مع نفسها إلى حدٍّ كبير، لذلك هناك فتيات ليست جميلات بالمقاييس المعروفة، ولا تقدرن على جذب الانتباه، عكس فتيات أخريات قد لا تمتلكن الجمال المُتعارف عليه، لكن لديهن طاقة من الجذب والإحساس".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "إنستغرام سيدتي".
وللاطلاع على فيديو غراف المشاهير زوروا "تيك توك سيدتي".
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" "سيدتي فن".