هند ـ 29 ـ




يَا هِنْدُ هَذِي أَحْرُفِي زَهْراتِي

رِفْقًا بِهَا مِن ثَاقِبِ النَّظَراتِ

مَا فِي حُرُوفِي غَيْرُ ضَوْعِ مَشَاعِرٍ

فِيْهَا تَلَاقَتْ دَجْلَتِي بِفُرَاتِي

لَا تَنْظُرِي لِلْحَرْفِ نَظْرَةَ حَاقِدٍ

يَتَرَصَّدُ الأَخْطَاءَ وَالعَوْرَاتِ

بَلْ تَابِعِي خُطْوَاتِ حَرْفِي وَانْعَمِي

بِقَصَائِدٍ حَمَّلْتُهَا خَيْرَاتِي

يَا هِنْدُ إِنَّ الشِّعْرَ عَيْنُ حَقِيْقَتِي

وَبِهَا أَرى الأَعْلَامَ وَالنَّكِرَاتِ

مَا كُنْتُ مُحْتَاجًا لِمَدْحِ خَلِيْفَةٍ

أَوْ كَانَ شِعْرُ المَدْحِ مِنْ خِبْرَاتِي

لَكِنَّنِي أُثْنِي عَلَى يَدِ مَاسِحٍ

لِي فِي لَيَالِي مِحْنَتِي عَبَرَاتِي

أَدْعُوْكِ أَنْ تَدَعِي الظُّنُوْنَ فَإِنَّهَا

فَوْقَ الخَرَابِ تَحُطُّ كَالحَشَرَاتِ

لَا تَدْخُلِي مِنْ بَابِ حَرْفِي خَافِقِي

إِنْ شِئْتِ أَلَّا تُمْسِكِي جَمَرَاتِي

أَعْطَى القَدِيْرُ لِأَحْرُفِي رُضْوَانَهُ

إِنْ تَقْرَئِيْهَا تُدْرِكِي قُدُرَاتِي