الأمير هاري وميغان يحرجان ملكة بريطانيا.. وجلسة طارئة في قصر باكنغهام لاحتواء الأزمة

الأمير فيليب غاضب على حفيده واعتبر قراره بالتنحي عدم احترام لملكة بريطانيا
أمضى الأمير هاري وعائلته إجازة طويلة في كندا شجعته على قرار التنحي
الأمير فيليب 98 عاماً.. بآخر ظور له خلال خروجه من المستشفى
الأمير هاري وميغان يريدان الاستقلال مالياً وعائلياً بالخارج
المهام الملكية تقتطع وقتاً كبيراً من حياتهما الخاصة
يخشى الأمير هاري أن تعاني ميغان نفسياً لو بقت أكثر في بريطانيا
6 صور

أثار إعلان وبيان دوق ودوقة ساسيكس الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل تنحيهما عن مهامهما الملكية للاستقلال مالياً عن العائلة المالكة البريطانية، وتوزيع إقامتهما بين بريطانيا وأميركا الشمالية، وهو قرار هز الأسرة المالكة البريطانية، وأحرج ملكة بريطانيا لاتخاذ حفيدها الأمير هاري هذا القرار دون استشارتها أو إعلامها مسبقاً بقراره، الذي زعمت الصحف البريطانية أنه قام به بدافع ورغبة من زوجته ميغان ماركل، التي تريد التحرر من قيود عائلة زوجها الصارمة.


وبعض الصحف قالت إن جينات الأميرة ديانا، والدة الأمير هاري، أكثر تأثيراً فيه من شقيقه الأكبر الأمير ويليام، وهو يتوق مثلها لقدر أكبر من الحرية والعفوية في حياته الخاصة.


وقالت «ميرور» البريطانية، إن الأمير هاري يخشى على زوجته ميغان من الانهيار النفسي، ويظن أن بقاء زوجته ميغان لفترة أطول في بريطانيا حيث تحاصرها الصحافة وتطاردها بإصرار يشكل خطراً عليها، لهذا قرر حمايتها عبر تنحيهما عن مهامهما الملكية، وتوزيع إقامتهما بين بريطانيا وأميركا الشمالية.


ومما لاشك فيه أن قرار الأمير هاري وميغان سبب ألماً كبيراً لعائلته وخاصة جدته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وأحرجها أمام الرأي العام؛ لعدم استشارتها بقراره قبل إعلانه مساء الأربعاء الماضي ببيان رسمي عبر حسابه الشخصي بأنستغرام، ووالده الأمير تشارلز الذي قالت الصحف أنه يتفاوض مع ابنه لرغبته ببقائه ضمن الأسرة المالكة، ولا يرغب في أن يقيم ابنه وعائلته خارج بريطانيا على الإطلاق.


جلسة طارئة في قصر باكنغهام لبحث قرار الأمير هاري


وأكدت صحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأميركية، أن قصر باكنغهام عقد جلسة طارئة يوم الجمعة 10 يناير (كانون الثاني) للتحدث عن طلب الزوجين «التنحي» عن واجباتهما الملكية، والبحث عن الاستقلال المادي، وعيش جزء من العام في أميركا الشمالية، بحسب ما نقل موقع «عربي بوست».


كان الهدف من اجتماع القصر يكمن في التوصل إلى حل وسط سريع مع الزوجين، اللذين أصبحا منعزلين لدرجة خطيرة في بيت ويندسور. ومن الممكن أن يظهر هذا الحل الوسط في غضون أيام، بحسب ما قالته المصادر، خاصة أنه حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وضعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية مهلة 72 ساعة أمام مسؤولي قصر باكنغهام لحل الأزمة والتفاوض مع حفيدها الأمير هاري للتوصل إلى اتفاق مناسب.


الوضع معقد جداً


ورغم أن الاجتماع كان يهدف لتهدئة الأزمة، والتوصل لترتيب جديد للأمير هاري وميغان، قال أشخاص على علاقة بالقصر إنه سيؤدي إلى تعقيدات أكبر، لأن أي تنازلات أو شروط سيوافق عليها قصر باكنغهام، من الممكن أن تُطبق على أفراد الأسرة الآخرين، نظراً إلى أن الأسرة الملكية دائماً ما تسترشد بأحداث سابقة.


الأمير ويليام قلق من مواجهة ولديه الأمير لويس والأميرة تشارلوت مصير عمهما الأمير هاري


وقال أحد المقربين من القصر إن الأمير ويليام الذي شارك في الجلسة مع والده الأمير تشارلز والأمناء الخاصين للملكة، كان لديه اهتمام خاص بالأمر لأن طفليه، الأميرة تشارلوت، والأمير لويس، سيواجهان المأزق نفسه مثل أخيه الأمير هاري، فكلاهما على الأغلب لن يجلسا على العرش، ولكنهما ما زالا من أفراد الأسرة الذين يجذبون الأنظار.


إقصاء الأمير أندرو وتنحي الأمير هاري... يقلص عدد الأفراد الملكيين الذين يؤدون المهام الملكية عن ملكة بريطانيا


خاصة أن هذا القرار يأتي في وقتٍ قلصت فيه الملكة البالغة من العمر 93 عاماً من جدولها العام، وفي ظل إبعاد الأمير أندرو بعد إعلانه عن علاقته برجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين، المتهم بالاستغلال الجنسي لقاصرات، وكذلك مع المنفى الاختياري للأمير هاري وقراره الأخير بالتنحي وزوجته ميغان ماركل عن أداء المهام الملكية.


بذلك يتقلص عدد الأفراد الملكيين الذين يتحملون جدول أعمال الأسرة المزدحم بالأعمال الخيرية، والمناسبات الدبلوماسية، وزيارات المستشفيات، لدائرة صغيرة قد تكون مثقلة بالأعباء.


الأمير تشارلز يحاول إصلاح التصدع بالأسرة المالكة


أيضاً، يتزامن هذا مع محاولات الأمير تشارلز، وهو والد الأمير هاري ووريث العرش، في تنظيم مسؤوليات العائلة واختيار من يستمرون في تقلد واجبات رسمية أو تلقي تمويل من الدولة التي وعد بتنظيمها في فترة حكمه، إذ ينشغل حالياً بالرد على أزمة ميغان وهاري، وقبلها أزمة أخيه الأمير أندرو الذي جردته الملكة من واجباته الرسمية.


سفيرة سابقة تمثل الأمير هاري في الاجتماع العائلي الطارئ بقصر باكنغهام


حضرت نيابة عن الأمير هاري وزوجته ميغان، كبيرة موظفي الزوجين فيونا ماكيلوام، التي شغلت منصب سفيرة المملكة المتحدة «بريطانيا» في ألبانيا، وينظر إليها على أنها نجم صاعد في السلك الدبلوماسي البريطاني.


إذ يعتمد كبار أفراد العائلة الملكية عادة على صفوف الدبلوماسيين عند تعيين كبار مستشاريهم، فمثلاً السكرتير الخاص للأمير تشارلز، كلايف ألدرتون، شغل سابقاً منصب سفير المملكة في المغرب.


خاصة أن خلفياتهم وأنسابهم المتشابهة يمكنها أن تساعد هؤلاء المستشارين في تهدئة الأمور بين رؤسائهم. غير أن دوق ودوقة ساسيكس أشارا إلى أنهما ينويان أن يسلكا طرقاً مختلفة.


الأمير هاري رغم تنحيه كان وما زال مستقبل الأسرة المالكة


رغم كل المشاعر المكبوتة، يقول الخبراء في العائلة الملكية إنهم لا يتوقعون من الملكة أن تنتقد الدوق والدوقة. فعلى عكس الأمير أندرو الذي كان شخصية هامشية على نحو متزايد، أصبح الأمير هاري وميغان إلى جانب ابنهما الصغير آرتشي يرمزون لمستقبل العائلة، ونجوماً عالميين، في ظل أسرتهم متعددة الأعراق التي لها قبول في جميع أنحاء الكومنولث البريطاني (اتحاد طوعي مكون من 52 دولة أغلبها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً).


إذ قالت ديكي أربتير، التي عملت مستشارة صحافية للملكة ما بين عامي 1988 و2000: «إن الملكة هي أول شخص يعترف أنها تريد حلاً ودياً». وأضافت: «هذا مهم ليس فقط لهاري وميغان، إنه مهم لمنع تصدع الملكية بصفتها المؤسسية».


فيما لا تزال الصعوبات أمام خطة الزوجين صعبة للغاية، بداية من كيف سيكسبون عيشهم وحتى كيف سيدفعون لرجال الأمن. فالكثير من هذه الصعوبات لها آثار على التمويل العام للملكية، الذي يستند إلى فكرة أن العائلة الملكية تخصص وقتها بالكامل للخدمة العامة.


أين سيعيش الثنائي الملكي الأمير هاري وميغان في كندا أم الولايات المتحدة؟


استقلت ميغان، طائرة إلى كندا بعد الإعلان مباشرة عن هذا القرار لرعاية ابنهما البالغ من العمر 8 أشهر، آرتشي، الذي كان في كندا برفقة صديق. ويشير رحيلها السريع إلى أنه بغض النظر عن الطريقة التي يختار أن يرد بها القصر، فلن تعود الأشياء لسابق عهدها.


لم يستبعد الزوجان قضاء جزء من العام في جنوب كاليفورنيا، حيث نشأت الدوقة وحيث تعيش أمها دوريا راغلاند. وحتى في كندا، الدولة العضو في الكومنولث، ربما تصبح حالة الهجرة مشكلة بالنسبة لهما، وقد ظهرت شائعات بالفعل عن نية هاري للالتحاق بزوجته في كندا.


لذلك عرض الدوقان السابقان أفكارهما على موقع مصمم ببراعة من إحدى الشركات في تورونتو في الشهور العديدة الماضية، دون أي تدخل من قصر باكنغهام لمناقشتها ومعرفة القرار الأصوب.


نقطة أخرى بخصوص قصرهم الملكي، فلم يذكر الزوجان العاملين في قصرهم في إطار الإعلان، ما ترك هؤلاء العاملين في حيرة بشأن وظائفهم وهل ما زالوا يحتفظون بها من الأساس أم لا؟


الصحف البريطانية تواصل حصار الثنائي الملكي هاري وميغان


واصلت وسائل الإعلام والصحف البريطانية تغطية أخبار الزوجين بصورة لاذعة؛ إذ قالت صحيفة «ديلي ميل» إن «ميغان تهرب إلى كندا».


فيما أشارت صحيفة «ذا صن» إلى أنهما «تركا آرتشي في كندا»، بينما سردت صحيفة «ديلي تليجراف» قائمة بكل الامتيازات التي قالت إن الملكة منحتها للزوجين، واختتمت الصحيفة قائلة إنهما «لا يزالان يرغبان في المزيد».


من جهتها، أجرت مارينا هايد، كاتبة عمود في صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، مقارنة بين الأمير هاري والملك إدوارد الثامن الذي تنازل عن العرش في عام 1936 كي لا يتخلى عن حلمه بالزواج من امرأة أميركية مُطلّقة تُدعى واليس سمبسون. كتبت مارينا أن الزوجين على الأرجح لم يكن أمامهما خيار سوى مراوغة الملكة.


وأضافت الصحافية: «تبدو هذه الخطوة بمثابة ما يفعله شخصان يعلمان أنك إذا استشرت الآخرين بشأن أمورك، فإنهم سيحاولون منعك فحسب». وأضافت مارينا أن قصر باكنغهام ربما «يمكنه محادثة دوق ودوقة ساسيكس عبر سكايب في كندا».