إلهام الفضالة: أروع شعور بالعالم عندما أصبحت جدة وأنا بهذا العمر والجمال

إلهام الفضالة
إلهام الفضالة
مع حفيدتها
إلهام الفضالة في هونغ كونغ
5 صور

تمتلك حضوراً مميزاً على الشاشة الفضية بفضل موهبتها وإتقانها الأدوار التي تُرشَّح لها وتأديتها بطريقة احترافية. بدأت مسيرتها الفنية قبل 20 عاماً، حرصت خلالها على تنويع الشخصيات التي تجسِّدها، إذ تقمَّصت شخصية الفتاة والزوجة والأم والموظفة والأخت، ونالت إعجاب الجمهور بأدائها المتميز. ,آخر عمل رمضاني قدمته كان في الموسم الماضي، وحمل عنوان «وما أدراك ما أمي». التقت «سيدتي» الفنانة الكويتية إلهام الفضالة، في حوارٍ كشفت فيه عن عددٍ كبيرٍ من الأمور الفنية والعائلية، فتحدثت عن بداياتها، وأهم الفنانين الذين عملت معهم خلال مسيرتها، وما تُحضِّر له مستقبلاً، ورأيها في الفن الكويتي، نصوصاً وفنانين، وقصتها مع زواج ابنتها حتى صارت جدةً.


قدمــتِ خلال الموسـم الرمضــــاني المــاضي مسلســل «وما أدراك ما أمي»، ما مدى رضاكِ عنه؟
راضية تماماً عن العمل. دوري فيه كان جميلاً، كما أن ردود الفعل عليه بعد عرضه، جاءت أكثر من رائعة، إضافة إلى ذلك، احتل المسلسل المراكز الأولى في MBC من حيث عدد المشاهدات، ولعبتُ في العمل دور امرأة مقعدة، لكنها قوية.


في رأيكِ، هل يمكن للفنانة الاكتفاء بعملٍ واحد في الموسم الرمضاني، أم من الأفضل أن تشارك في أكثر من عمل؟
أعتقد أن الأمر بات طبيعياً بأن يشارك الفنان أو الفنانة في أكثر من عملٍ رمضاني. اليوم ترتبط مشاركتنا بنسبة متابعة المسلسلات، ومدى النجاح الذي تحققه هذه الأعمال، وما يسهم حالياً في تعزيز هذه المشاركة، ازدياد عدد القنوات التلفزيونية، فالمشاهد أصبح يتابع أكثر من قناة واحدة في اليوم، لذا صار الطلب كبيراً على الأعمال الدرامية.


شكَّلتِ ثنائياً ناجحاً مع الفنان خالد أمين، ما سر هذا التألق؟
ببساطة، نجحتُ مع الفنان خالد أمين، لأن هناك «كاريزما» خاصة تجمعنا سوياً، عكس بعض الثنائيات الفنية الأخرى التي يكون طرفاها بعيدين من بعضهما وغير متوافقين، وهذا سر تقبُّل المشاهد لما نقدمه من أعمالٍ معاً.


جدتي شجعتني


مَن الذي شجعكِ على أن تصبحي فنانة؟
دخلتُ هذا المجال، لأنني عشقتُ الفن من صميم قلبي، ولا أخفيكم، وجدتُ تشجيعاً من جدتي، رحمها الله.


ما الصعوبات التي واجهتكِ عند دخولكِ الفن؟
الحمد لله، لم أواجه أي صعوبات تُذكر عندما قررتُ دخول المجال الفني، بخاصة أن بدايتي كانت صحيحة، ما سهَّل الأمر عليَّ كثيراً.


حدِّثينا عن بداياتكِ الفنية؟
بدأتُ عبر مسرحية «على الباب يا شباب» التي تتناول واقع وهموم وطموحات الشباب بقالب كوميدي اجتماعي ساخر، وتتألف من ثلاث لوحات، وتهدف إلى تبصير المجتمع بحاجات الشباب بناة المستقبل. وأرى أن هذه المسرحية هي بمنزلة التمرد على المجتمع، وشاركتُ فيها مع نخبة من الفنانين، منهم داود حسين وحسن البلام ومنى عبدالمجيد وشعبان عباس وأحمد إيراج، وأخرجها محمد خالد.


ماذا عن الغيرة الفنية بين الفنانات، هل عانيتِ منها، وما تأثيرها فيكِ؟
الغيرة موجودة في كل مجال ولا تقتصر على الوسط الفني، نجدها في «السوشيال ميديا» والوزارات والبنوك. بالتالي، من الطبيعي جداً أن نعاني منها في حياتنا، الفرق يكمن في كيفية التعامل مع الغيرة، ويكون ذلك بالحذر منها، وعدم إعطائها اهتماماً زائداً.


يُقال إن الوسط الفني يعاني من «الشللية»، ما رأيكِ؟
في الماضي نعم، كانت هناك «شللية» على نطاق واسع، أما اليوم، فلا توجد بكثرة.


مشكلة كبيرة


ماذا ينقص الفنانة الكويتية من وجهة نظركِ؟
الفنانة الكويتية، في اعتقادي، فنانة شاملة، لذا لا ينقصها أي شيءٍ، بل إن معظم الفنانات اللاتي يحققن نجاحات فنية كبيرة في الخليج العربي، كويتيات.


هل هناك ضعفٌ في النصوص الفنية الكويتية؟
هذه النصوص ليست ضعيفة، لكن هناك مشكلة كبيرة تعترضها، وهي الرقابة التي تقيِّد المؤلف، وتمنعه من طرح أفكارٍ معينة، أو مناقشة مواضيع اجتماعية حسَّاسة، إضافة إلى تفادي بعض المصطلحات. كل ما تقدَّم يجعل المؤلف، يعيد طرح الفكرة ذاتها، لكن بقالب مغاير، وإذا ما أراد الخروج من هذا الطوق، فسيجد الرقابة أمامه ترفض عمله، وهذا الأمر غريبٌ جداً، إذ يحدث مع أننا في زمن مواقع «السوشيال ميديا» التي يورد مستخدموها مشاكلنا كما هي، بل ويناقشون حلولها أيضاً!


هذا يعني أن الأعمال الدرامية لا تمثِّل واقعنا؟
بالفعل. ما نقدمه في أعمالنا الدرامية لا يمثل 1 في المئة من واقعنا، هذا الواقع المرير. لذا، لا يتقبَّل المشاهد ما نطرحه أحياناً، لأنه غير موجود أصلاً، أو يقتصر على فئة بعينها دون فئات المجتمع الأخرى، أي على عددٍ قليلٍ من العائلات، وهو ما نقول عنه باللهجة الكويتية «النون وما يعلمون». هناك مواضيع مهمة تحتاج من الدراما معالجتها، مثل أبٍ يحبس أبناءه، وابن يضرب والدته، وشباب يتعاطون المخدرات، وأبناء يضعون أحد الأبوين في دار العجزة وأبٍ يعنِّف طفله الصغير. هذه الأمور يجب أن نُخرجها إلى المجتمع درامياً، ونناقش حلولاً لها، وأستغرب من موقف الرقابة الرافض لذلك، على الرغم من أن هذه المشاكل الاجتماعية تنتشر بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتداولها المستخدمون صوراً ومقاطعَ فيديو، مثل الأب الذي ظهر أخيراً في فيديو يعذِّب طفله، وانتشر مثل النار في الهشيم في «السوشيال ميديا».


فنانٌ، أو فنانة تحبين متابعة أعماله؟
أتابع أي عمل جميل، ولا أهتم باسم الفنان أو الفنانة المشارك فيه، وبشكل عام أحب المسلسلات التركية.


أين أنتِ من الأعمال السينمائية؟
لم أفكر يوماً في العمل بالسينما لضعف الإقبال عليها في الخليج.


هل فكرتِ في التمثيل بغير اللهجة الكويتية؟
هذا الأمر عُرض عليَّ أكثر من مرة، لكنني رفضت، لأنني لا أتقن التمثيل إلاّ باللهجة الكويتية.


فنانٌ أو فنانة، خليجي أو عربي، تتمنين العمل معه؟
أتمنى العمل مع أي فنان أو فنانة، خليجي أو عربي، بشرط أن يكون العمل مكتملاً. كان من المقرّر أن أشارك في أعمالٍ مع الفنان ناصر القصبي والفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، لكن مع الأسف، ظروفي لم تسمح لي بذلك، والحمد لله، دخلتُ في تجارب درامية مع عددٍ كبيرٍ من نجوم الفن في الخليج.


ما الدور الذي ما زلتِ تحلمين بتجسيده؟
لا يوجد دورٌ أحلم في تجسيده، وراضيةٌ كل الرضا عن الأدوار التي قدمتُها حتى الآن.


الجمال، هل يُعدُّ أساس قبول المرأة في مجال التمثيل، ومنحها أدواراً أكثر وأكبر؟
كلا. الجمال ليس شرطاً لدخول المرأة المجال الفني في الكويت، فهو مفتوحٌ أمام الجميلة ومتوسطة الجمال. هناك نجمات غير جميلات ومع ذلك، يتصدرن المشهد الفني لتمتعهن بـ «كاريزما» مميزة.


في الفترة الأخيرة، اتجهت فناناتٌ إلى تقديم البرامج التلفزيونية، أو الظهور في الإعلانات، هل تؤيدين ذلك؟
نعم، وهذا أمر طبيعي. سابقاً كان الفنان الراحل غانم الصالح، والفنانة سحر رامي، وغيرهما، يعملون في الإعلانات التلفزيونية، الخليجية والعربية، واليوم وعلى الرغم من استحواذ مشاهير الميديا على سوق الإعلانات، إلاّ أنّنا ما زلنا نجد فنانين وفنانات يقدمون الإعلانات.


ماذا تعلَّمتِ من الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا؟
«عمي» الفنان عبد الحسين عبد الرضا، تعلَّمتُ منه الكثير. بدايتي كانت مع كبار النجوم، وقد تعلَّمتُ منهم الالتزام بالوقت وأموراً أخرى، أفادتني كثيراً خلال مسيرتي الفنية.


رسالة توجهينها إلى مخرجي الدراما الكويتية، ماذا تقولين فيها؟
«برافو عليكم»، أنتم مبدعون دائماً.


رسالة إلى كُتَّاب الأعمال الدرامية؟
لدينا كتُّاب متميزون جداً، لكنَّ عدداً منهم لم تجد كتاباتهم الفرصة لتخرج إلى النور، وأتمنى أن يستطيعوا عرض أعمالهم الجميلة مستقبلاً حتى يستفيد الجميع من تجربتهم.


كم يمتد مشواركِ الفني؟
يمتد 20 عاماً. دخلتُ المجال الفني في عمر 25 سنة، حينها كانت ابنتي الكبرى لا تزال طفلة، واليوم أبلغ 45 سنة. مَن مثَّل معي، أو أحبني وهو صغيرٌ، كبر معي، وسعيدةٌ جداً بهذه المحبة، وكلما كبرتُ، كبر تقدير الناس لي، بخاصة جمهوري، الذي يتابعني ويحبني، وأستطيع أن أقول بكل ثقة: «إن عدد محبي إلهام الفضالة وجمهورها قد يصل إلى 95 في المئة».

ابنتي نور تمتلك موهبة التمثيل
بعيداً من الفن، ماذا يعني لكِ الزواج والاستقرار؟
يعني الاستقرار، والبيت الدافئ بالمحبة والعائلة الجميلة، والرجل الذي يحمي من كلام الناس، خصوصاً الأعداء، ومن الزمن وغدره.
احتفلتِ أخيراً بزواج ابنتكِ، هل شعرتِ بالخوف من جمهوركِ كأن يقول إن لديكِ ابنة في عمر الزواج؟
كلا، لأنني لا أهتم بمثل هذه الأمور، وأعتقد أن الفنانة كلما كبرت، زاد حب جمهورها لها وعدده.
هل تخافين من التقدم في العمر؟
إطلاقاً، فلكل عمر جماله، وطريقة تفكيره. كل عمرٍ حياةٌ جديدة، وجمالٌ من نوع خــاص. في عمر الـ 45، أصبحتُ جدةً لحفيدة جميلة، وشعرتُ بحلاوةٍ من نوع خاص، وسعادة لا توصف ببلوغي هذه المرحلة الحياتية. بالنسبة إلي، الدنيا عبارة عن تلك الأوقات الجميلة التي أقضيها مع أسرتي وبناتي، وفي عملي، ببساطة هذه الحياة الحقيقية.
ما كان شعوركِ عندما أصبحت جدةً؟
شعرتُ بأجمل وأروع إحساسٍ في العالم. حقيقةً، مهما حاولت، لن أستطيع وصف ذلك بالكلمات، وأستغرب من إخفاء بعض الفنانات حقيقة أنهن أصبحن جدّات. من جهتي، أفتخر بأنني أصبحت جدةً وأنا في هذا العمر والجمال.
بناتكِ هل يمتلكن موهبة التمثيل مثلكِ؟
أظن أن نور تمتلك موهبة التمثيل، لكنها ما زالت صغيرة.
هل يعيق الزواج مسيرة الفنانة؟
كلا، لا يعيقها أبداً، فالفنانة في الأساس ربة أسرة، تمر عليها فتراتٌ، تصبح فيها مشغولة جداً، بخاصة عند ارتباطها بعمل معين، وقد تغيب من 10 أيام إلى 14 يوماً عن منزلها، لكنها سرعان ما تعود إلى حياتها الطبيعية من جديد، وقد يصادفها عملٌ، يتطلب حضورها ساعةً واحدة فقط، وهذا ينطبق على الطبيبة والمهندسة والمعلمة.
ما نقطة ضعفكِ؟
أسرتي.
ما برجكِ، وما أبرز صفاته؟
الجـوزاء، ويتصــف بأنــــه يحب «الفاشـــن» والســفر والتسـوق، ويبتعد عن القيل والقال، ولا يحب الاحتكاك كثيراً بالناس، وصادق جداً، وإذا تعرّض للأذى من الآخرين لا يرد، لأنه يفضل عدم الدخول في المشاكل، حينما يكون معك تذكره بالخير، وعندما يتركك تذكره بالخير أيضاً، لكنه مزاجي ومتقلِّب.
توقعات برجكِ، هل تصدق؟
بطبيعتي لا أصدق الأبراج، ولا أحب التوقعات اليومية، وأعتقد أن هذا الكلام غير صحيح، لكنني أطَّلع على مميزات وصفات البرج.
ما الألوان المفضلة لديكِ في الملابس؟
أحب الألوان الفاتحة بشكل عام، والألوان المتداخلة.
مَن مطربك أو مطربتك المفضَّل؟
أستمع إلى عدد كبير من المطربين والمطربات، لذا لا أريد تحديد أسماءٍ حتى لا يغضب مني أحد.
ما الأغنية التي تجعلكِ تبكين؟
الحمد لله، لا أبكي بسبب استماعي إلى الأغاني مهما كانت حزينة.
هل تفضِّلين التعامل مع مصمم أو مصممة معين؟
بطبيعتي، أحب ارتداء الملابس من جميع البرندات، لذا ليس لدي مصمم معيّن أو مصممة.
ما هواياتكِ بعيداً من الفن؟
على الرغم من انشغالي وضغوط العمل، إلاّ أنّني أعشق السفر حتى لو كانت الرحلة قصيرة.
دولٌ تحبين زيارتها؟
أحب جداً الولايات المتحدة الأميركية وهونغ كونغ وتركيا وأوروبا عامةً.
كيف تحافظين على صحتك؟
الحمد لله، أهتم بصحتي جيداً باعتماد الأكل الصحي، وعامةً أتبع كل ما هو صحي مثل بقية الناس.
هل فكرتِ في إجراء عمليات تجميل؟
أجريتُ عمليةً لإنقاص الوزن، وعملية تجميلٍ، وأعترف بذلك، فكل امرأة تحب أن ترى نفسها جميلةً، كما أتناول الفيتامينات بشكل منتظم، واشتركتُ في نادٍ رياضي، وأتمنى الاستمرار فيه، نظراً إلى ضغط العمل.
فنانة تحبين أناقتها واهتمامها بنفسها؟
تعجبني كثيرات من الفنانات اللاتي يحرصن على الاهتمام بأناقتهن وجمالهن، لكنني لا أستطيع تحديد اسم معين.
ما مشاريعكِ المقبلة؟
انتهيتُ أخيراً من تصوير عملٍ لشهر رمضان المبارك باسم «الكون في كفة»، من تأليف علي الدوحان وإخراج سائد بشير الهواري، وتشاركني في بطولة العمل نخبة من النجوم، أبرزهم عبدالله بوشهري ومرام البلوشي وعبدالله الطليحي وعبدالله بهمن وناصر عباس وفهد باسم وليالي دهراب وكفاح الرجيب.
تحققت جميع أحلامي
بعيداً من الفن، بماذا تحلم إلهام الفضالة؟
الحمد لله، تحققت جميع أحلامي، وسعيدة وراضية بما وصلت إليه حتى الآن. قد أحلم في أن أرى ابنتَيْ فجر ونور بالفستان الأبيض وسط «كوشة الفرح» بإذن الله، وأن أصبح جدةً مرة أخرى.