أكبر مسنة متعافية من كورونا في مصر: «الصحة لا تُقدر بمال»

الحاجة رتيبة
الحاجة رتيبة
2 صور

«الصحة لا تُقدر بمال، أنا شفت الموت بعيني، لم أتخيل أن الأزمة هتمر على خير، بس ربنا لطيف بعباده، مش عارفة سبب الإصابة بعد، فأنا لم أكن أخرج سوى للصلاة بالمسجد، وعندما تم غلقه فضلت عدم الخروج من المنزل والالتزام بالتعليمات، وكنت حريصة على اتباع التعليمات لأقصى درجة، ما رأيته من أطباء وتمريض وعمال مستشفى قها لن أنساه طوال عمري، عاملوني أحسن معاملة كأن أنا أمهم، كانوا يلبون طلباتي أولاً بأول، حريصين على وجبات الطعام والعلاج، ولو احتجت لشيء من الخارج كانوا يأتون به لي على نفقتهم الخاصة، ويرفضون أخذ ثمنها، دول ملائكة على وجه الأرض، ومهما قلت لن أوفيهم حقوقهم»، بتلك الكلمات روت الحاجة رتيبة فهمي عبد الرازق، 65 عاماً، قصتها قائلة: «شعرت بدور برد في البداية تبعه ألم شديد في العظام، والعظم كأنه كان بيفرقع مع كحة والتهاب شديد في الحلق، وعليه توجهت لطبيب خاص، ولم أتحسن على العلاج، حيث وجدت الأمور تتدهور، وذهبت لمستشفى الحميات، وهناك صرفوا لي أقراصاً وشراباً للكحة ودواء للترجيع وأيضاً لم أتحسن.


وأضافت الحاجة «رتيبة» قائلة شعرت باختناق وكأن حاجة على صدري ومفيش طعم للطعام نهائياً، وتوجهت مرة ثانية للمستشفى وقالوا لي مش بناخد حالات غير التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة، فتوجهت لمستشفى الصدر، وقام الدكتور هناك بعمل كافة الفحوصات اللازمة وصرف لي علاجاً، وقال يا حاجة عندك نزلة شعبية متقلقيش، وتم حجزي 3 أيام هناك، كما تم إجراء تحليل لفيروس كورونا المستجد».


وتابعت: «لقد جاءت نتائج التحاليل تؤكد إصابتي بالفيروس؛ ليتم نقلي لمستشفى العزل بقها في القليوبية، وظللت محجوزة هناك 16 يوماً»، موجهة رسالة للأطقم الطبية قائلة: «ربنا يحميهم كل يوم كانوا يجرون تحاليل دم وأشعة، وعلاجهم رائع، ما شاء الله عليهم، ربنا يحميهم وربنا يكثر من أمثالهم»، مشيرة إلى سلبية نتائج تحاليل كافة المخالطين لحالتها.


وتابعت أن ربنا لطف بي وبأولادي فأنا أمّ لـ4 أولاد وفتاة، ربيتهم بسهر الليالي بعد وفاة زوجي، كما أن أحفادي كانوا لا ينامون سوى في حضني كل يوم، موجهة رسالتها لأبناء دمياط قائلة: «فوق يا غفلان فوقوا جميعاً والتزموا بالتعليمات، أنتم في غفلة الفيروس نائم في حضنك وأنت لا تشعر به، حافظوا على صحتكم لو قدرت تساعد محتاجاً، لا تتأخروا عن تلبية طلبات مستشفيات المحافظة، وعالجوا البسطاء فالصحة لا تتساوى بمال الدنيا.