صورة لحامل تشعر بالدوخة
الصرع عند الحوامل

يعتبر الحمل واحداً من أهم الفترات في حياة المرأة، وإن الحفاظ على حمل سليم خال من الاختلاطات والعقبات أساسي جداً من الناحية البيولوجية، العقلية والنفسية في صحة المرأة الحامل ومستقبل المولود القادم، وهناك العديد من التحديات والقلق الذي يواجه الحامل المصابة بالصرع حول الحمل وسلامته والولادة والتشوهات الجنينية، سأحاول الإجابة عنها من خلال أسئلة محددة. د. قيصر زحكا. استشاري الأمراض العصبية، بدبي. يعطي إجابات لأكثر التساولات إفادة للحوامل المصابات بالصرع.

د. قيصر زحكا

 هل تستطيع المرأة المصابة بالصرع الحمل؟

الحمل والصرع
 هل تستطيع المرأة المصابة بالصرع الحمل؟

هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة أن المرأة المصابة بالصرع لا تستطيع الحمل. لا شك أن الصرع بحد ذاته، والأدوية المضادة للصرع قد تلعب دوراً في إحداث تغيرات هرمونية، وبعض الاضطرابات في تواتر الدورة وانتظامها، وحدوث ما يُدْعَى الدورات الطمثية اللاإباضية، والمبيض المتعدد الكيسات، وحتى الرغبة في التواصل مع الزوج، ولكن هذا للحوامل المصابات بالصرع بحد ذاته يحدث تأثيراً ملموساً فقط عند نسبة قليلة من النساء، هذا عدا أنه قابل للتعديل والعلاج عند معظم النساء، اللواتي عانين فعلاً من اضطرابات ملحوظة. تزداد نسبة العقم من 5% عند النساء غير المصابات بالصرع إلى 8% عند النساء المصابات بالصرع واللاتي لا تتناولن دواء، إلى 20- 30% في حال استعمال دواء واحد، 40% في حال استعمال دواءَيْنِ، 60% في حال استعمال 3 أدوية أو أكثر. هذا طبعاً لا يعني عدم استعمال الدواء؛ لأن خطر الإسقاط والولادات المبكرة والاختلاطات الأخرى على المرأة والجنين تكون أكبر في حال حدوث النوبات المتكررة. إذا يمكن القول إن 80% من النساء المصابات بالصرع يستطعنَ الحمل الطبيعي بشكل عام مقابل 95% من النساء غير المصابات بالصرع.

في حال حدوث الحمل هل يستمر بشكل طبيعي؟

إن معظم النساء المصابات بالصرع يستمر عندهن الحمل بشكل طبيعي. من الضروري جداً أن يتم الإشراف على الحمل من قبل اختصاصي/ اختصاصية الأمراض النسائية واختصاصي/ اختصاصية الأمراض العصبية؛ من أجل التأكد من صحة الجنين مع الأدوية المضادة للصرع، ومن أجل السيطرة على النوب الصرعية بشكل سليم وأقرب ما يمكن لمنع حدوثها بشكل كامل. لا بد من إجراء فحوص دم دورية كل عدة أشهر؛ للتأكد من مستوى الدواء؛ لأن بعض الأدوية تتغير نسبها بشكل ملحوظ خلال الحمل بسبب التغيرات الهرمونية والوعائية الحاصلة، هذا عدا عن زيادة الوزن المطّرد الذي يستدعي زيادة كمية الدواء؛ من أجل الحفاظ على مستوى معين بالدم.

هل يجب تغيير الدواء المستعمل خلال الحمل؟ 

هل يجب تغيير الدواء المستعمل خلال الحمل؟ 
هل يجب تغيير الدواء المستعمل خلال الحمل؟ 

لا شك أنه من المفضل أن يتم استشارة الاختصاصي/ الاختصاصية بالأمراض العصبية قبل الحمل؛ من أجل اختيار الدواء الأنسب، وإحداث التغيير المطلوب قبل الحمل، عن القيام به أثناء الحمل نفسه. بشكل عام، يفضل الاستمرار بالدواء خلال الحمل، ما لم تكن النوبات قليلة جداً ومتباعدة ولم تحدث لسنوات طويلة، وهنا يتم استشارة الطبيب والتنسيق معه، حيث يمكن تغيير الدواء لدواءٍ أكثر سلامة قبل الحمل وباستشارةِ الطبيب المختص.

ما هي الأدوية الآمنة أثناء فترة الحمل؟

هل هناك تشوهات جنينية تحدث بسبب الدواء؟

إن نسبة التشوهات الجنينيةِ 1-2% في المرأة غير المصابة بالصرع، وترتفع إلى 2- 3% في المرأة المصابة بالصرع التي لا تتناول أي دواء.حيث  تختلف الأدوية بشكل كبير في إحداثها للتشوهات الجنينية، ففالبروات الصوديوم Sodium Valproate مثلاً يحدث تشوهات بنسبة 10،3%، بينما تكون بنسبة 5،5% في الكاربامازبينCarbamazepine و 6،4% في الفينتوئينPhenytoin ، و 6،4% في الفنوباربتال، ونسبة 3،9% في التوبيرماتTopiramate ، ونسبة 2.9% في اللاموترجينLamotrigine و2،8% في الليفيتيراستام levetiracetam. يتم اختيار الدواء حسب نوع الصرع وتواتره والقصة المرضية للشخص واعتبارات شخصية أخرى.
إن العامل الأهم هو تعدد الأدوية Polytherapy ، الذي يحمل بحد ذاته خطراً أكبر في إحداث تشوهات جنينية، ويفضل تقليله قدر الإمكان، وفي النهاية فإن نسبة 90- 95% من الحمل على أدوية الصرع تتم من دون أي تشوهات جنينية.

هل هناك تأثيرات ذهنية على الطفل بسبب الأدوية المضادة للصرع؟

هل هناك تأثيرات ذهنية على الطفل بسبب الأدوية المضادة للصرع؟
هل هناك تأثيرات ذهنية على الطفل بسبب الأدوية المضادة للصرع؟

حسب الدراسات الإحصائية، تبين حتى الآن أن أحد الأدوية فقط وهو فالبروات الصوديوم قد يحدث زيادة في نسبة التأخرات الذهنية والدراسية ومعدلات الذكاء. لم يتبين هذا التأثير مع الأدوية الأخرى.

هل تحدث الولادة بشكل طبيعي عند المرأة المصابة بالصرع؟

تحدث معظم الولادات بشكل طبيعي ودون أية اختلاطات. يجب الانتباه طبعاً إلى تناول الأدوية بشكل سليم قبل الولادة؛ لأن نسبة الاختلاجات والصرع قد تزداد عند الولادة بسبب التنفس السريع للحامل، نقص النوم، الألم والتوتر النفسي. فقط 1-2% من النساء المصابات بالصرع يحدث معهم نوبة صرع في الـ24 ساعة التالية للولادة.

هل ينتقل الصرع بشكل وراثي؟

تكون معظم حالات الصرع غير وراثية. تختلف الوراثة حسب نوع الصرع وأسبابه. في حال وجود الصرع عند الأم، تكون نسب وجود الصرع عند الأطفال أقل من 5% ، وترتفع إلى 5- 10% في حال وجود الصرع عند الأب والأم معاً.

ما نصائحك للحوامل المصابات بالصرع؟

الجنين
ما نصائحك للحوامل المصابات بالصرع؟

إن تناول الفيتامينات والمعادن الضرورية خلال الحمل عامل أساسي، ويزداد أهمية عند المرأة المصابة بالصرع، وخاصة الفوليك أسيد الذي يلعب دوراً كبيراً في تقليل التشوهات الممكن حصولها بسبب الأدوية المضادة للصرع على الجملة العصبية.

ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

فيس بوك