لولوة الحمود: الفن ضرورة وليس غاية

"يعدّ الفن قاعدة أساسية وليست تكميلية في التعليم في العالم، فهو يمكن التلاميذ، من خلال اختيار التخصص الجزئي فيه في عمر مبكر في المراحل المتوسطة والثانوية، من تنمية الجانب الإبداعي لديهم"، هذا ما تراة لولوة الحمد، أول سعودية حالة على الماجستير من كلية سنترال سانت مارتينز من جامعة الفنون، ببحث في الخط العربي والزخارف الهندسية، وتضيف: "هذا من دون شك يساعد في اختيار الفن كتخصص جامعي من سن مبكرة بحيث تكون لديهم خلفية تأسيسية لهذا التخصص تمكنهم من تنمية قدراتهم على حل المشكلات المتعلقة بالابتكار والابتعاد عن التفكير النمطي"، كان لسيدتي الحوار الآتي معها، حيث حدثتنا عن نجاحها وأبرز محطاتها المهنية.


تنمية القدرات الإبداعية

أهمية تنمية الإبداع أثناء الدراسة
اختيار دارسة الفنون في عمر مبكرة ينمي الجانب الإبداعي للتلاميذ


إن تنمية القدرات الإبداعية أثناء الدراسة لها أكبر الأثر على الشخصية بالتأكيد، فهي تعزز الثقة بالنفس والقدرة على التعبير والتفاعل والإحساس بالجمال والقدرة على النقد وتقبله، الفن يهتم بالتفاصيل وينمي الشخصية والقدرة على التواصل مع المجتمع.
تجربتي الشخصية في التعليم سابقاً في المملكة، لم تمكنني من تطوير قدراتي الفنية في المرحلة الدراسية ولم أكّن لمادة الرسم، المادة الفنية الوحيدة، أي حب أو تفضيل بسبب المحتوى وطريقة التدريس.


التحدي الأكبر

عندما التحقت بالجامعة لدراسة الفن في لندن، كان التحدي الأكبر هو مواكبة الطلبة الآخرين المجهزين في مدارسهم للتخصص بالفن. كان الأمر صعبًا في البداية ومع الوقت اجتزت الصعوبة وتمكنت من الإبداع فيه. عند دراستي لتاريخ الفن في الغرب، وجدت أن معلوماتي عن الفن الغربي تفوق بمراحل ما أعرفه عن الفن العربي والإسلامي وقادني ذلك إلى التساؤل عن أسباب عزلتنا عن ثقافتنا البصرية وسطحية وشح المعلومات المتعلقة بها ما دفعني للبحث فيه، ووجدت في الفنون الإسلامية وبالذات الخط العربي بحرًا من العلوم، فعندما نتابع تطور الخط العربي زمنيًا وجغرافيًا، نتعلم التاريخ والأدب والفلسفة لحضارات عدة أصبحت الكتابة العربية أساسًا لثقافتها وهويتها، وجذبتني الفنون الإسلامية لتنوع الحضارات التي تبنتها الثقافة الإسلامية واحتوتها في بوتقة التوحيد.


الفن الإسلامي

الفن الإسلامي
الفن الإسلامي يعلم الانفتاح على الثقافات الأخرى


لم تنبذ الفتوحات الإسلامية أياً من العلوم، بل استفادت منها، وهذا ما أثرى الفنون الإسلامية وترك إرثًا لا يضاهى. الفن الإسلامي مرتبط بعلوم عدة منها الهندسة والفيزياء والرياضيات وعلم الفلك. بالرغم من معاناتي من صعوبات في مراحل الدراسة في الرياضيات والفيزياء أصبح الفن هو الباب للاستمتاع بهذه العلوم. علمني الفن الإسلامي الانفتاح على الثقافات المختلفة وفهم الجمال وقوانين الكون الخفية وراء التجريد.
والأهم هو تعلم الصبر والشعور بالطمأنينة وإنكار الذات وكل هذا ينعكس من لوحاتي لتؤثر بدورها على الآخرين، رسالة الفن سامية تنعكس على صاحبها ومتلقيها.
في نظري الفن في الحياة ضرورة ولكن ليس هو الغاية، بل هو وسيلة أداتها التأمل تسهم في رقي التعامل مع الآخرين، وتهذيب النفس للاستمتاع بحياة أفضل، بفكر أعمق يساعد على تنمية شخصياتنا وجلب السعادة لأرواحنا.


لولوة الحمود:

فنانة ومستشارة فنية، تدير مؤسستها الفنية الخاصة لدعم الفن والتبادل الثقافي، اعتمدت في أعمالها أسلوباً خاصًا مبنيًا على الأرقام والحروف العربية لإنشاء لغة خاصة.
هي أول سعودية تحصل على الماجستير من كلية سنترال سانت مارتينز من جامعة الفنون، ببحث في الخط العربي والزخارف الهندسية وحاصلة على درجة البكالوريوس بتفوق بتصميم الاتصالات البصرية مع مرتبة الشرف.
حاصلة على جائزة روابي من الجمعية السعودية البريطانية ورئيسها الفخري الأمير تشارلز، لجهودها لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.
عملت مع المتحف البريطاني ببرنامج تعليمي لتقديم الخط العربي والزخارف الإسلامية للطلاب، مقيمة لمعارض عالمية منها معارض في لندن والصين وباريس.
عرضت أعمالها حول العالم، وبيعت بعضها في مزادات عالمية.
عضوة في مجلس إدارة الجمعية العلمية للفن والتصميم السعودية.
مثلت المملكة في عدد من المحافل الفنية عالميًا، وأقامت 9 معارض فردية في السعودية وخارجها.


قالوا عنها:

لولوة إنسانة مكافحة طموحة وجادة في عملها ومؤمنة برسالتها الفنية، تحب مشاركة ما لديها من ثقافة فنية للناس، لولوة إنسانة داعمة لمن حولها، تبحث دائماً عن كل شيء جديد ومميز لإضافته إلى الإرث الحضاري لوطنها، هي فنانة وفخر للوطن بكل معنى الكلمة.
ديمة المسلط، مديرة أعمال الفنانة لولوة الحمود


الفنانة لولوة اختارت الخط العربي كرمز أو جزء من الهوية المحلية العربية والإسلامية، وأخرجته من الإطار التقليدي، وفتحت أبواب جديدة لاستخدامه في الفنون البصرية، لولوة فنانة ملهمة جدًا، وإنسانة رائعة جدًا.
قسورة حافظ، مؤسس حافظ جاليري


عدا عن كون لولوة صديقة وأخت مقرّبة، لطالما أبهرتني أعمالها المتفردّة، ناهيك عن مسيرتها الفنية الطويلة التي تعكس إصراراً وعلماً كبيراً، يكفي أن هذا الفنّ الذي تقدّمه لنا نابع من دراسات عميقة؛ وقراءاتها الكونيّة وإيمانها النقي، فخورة جداً بهذه الطاقة والقامة الفنيّة السعودية.
خلود البكر، فنانة بصرية