يزخر تاريخ السعودية بالأحداث والشخصيات، التي تمكنت من وضع بصمة في ذاكرة الوطن، وفي بادرة تهدف لتعزيز حضور الوثائق التاريخية ذات القيمة والأثر في المشهد الثقافي السعودي، وربط الأجيال ببذورهم التاريخية أطلقت دارة الملك عبدالعزيز مبادرة معرفية ومجتمعية بعنوان "وثائق الدارة"، التي تتيح للباحثين الوصول لمحتوى موثوق وفق معايير علمية دقيقة وخدمات رقمية متقدمة، بما تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 لتعزيز الهوية الوطنية والتحول الرقمي.
بهذه المناسبة كان لـ"سيدتي" جولة في "مركز خدمات المستفيدين" في مقر دارة الملك عبد العزيز في الرياض، والتقت بالدكتور عبد الله المقرن مدير الإدارة التنفيذية للحفظ والإتاحة في الحوار التالي:
مبادرة وثائق الدارة
بداية نود التعرف إلى الأهمية والأهداف الاستراتيجية لمبادرة "وثاق الدارة" وأثرها في المشهد الثقافي السعودي؟
"وثائق الدارة " هي مبادرة ثقافية واجتماعية تهدف إلى إتاحة مجموعة من الوثائق ذات الأثر في قيمتها وفي محتواها التاريخي، والتي تعكس الأهمية للرجوع لهذه الوثائق في إطار التاريخ والوطن، وتحقيق الاستفادة وتمكين الباحثين من الوصول لتلك المواد والأصول التاريخية.
وقد بنيت هذه المبادرة على هدف استراتيجي مهم وهو رفع مستوى الإتاحة وتوسيع شريحة المستفيدين والباحثين، وهو هدف مبني على ركيزة أساسية في الاستراتيجية، وهو قيادة الدارة للمحتوى التاريخي العربي والوطني بشكل خاص".
مركز خدمات المستفيدين
ما المهام المناطة بمركز خدمات المستفيدين في دارة الملك عبد العزيز والأقسام والإدارات المدرجة في المركز؟
مركز خدمات المستفيدين عبارة عن مركز وشريان مهم في دارة الملك عبد العزيز، ضمن واحدة من الإدارات المهمة في الدارة، وهي الإدارة التنفيذية للحفظ والإتاحة، ويتألف من قسمين مهمين: القسم الأول وهو معني بالباحثين واستقبالهم والتعامل معهم بشكل مباشر.
والقسم الثاني: هو قسم الإتاحة والطلبات والمعني بتنفيذ طلبات المستفيدين والباحثين لما يتم طلبه من أصول مواد تاريخية أو من خدمات أخرى تقدمها الدارة المتعلقة بالنشر أو المحافظة على المواد التاريخية أو تسجيل المواد الشفوية أو غيرها من الخدمات الأخرى الموجودة والمنشورة في موقع ومنصة الدارة الرقمية.
منظومة خدمات متكاملة
ما الخدمات النوعية التي يقدمها مركز خدمات المستفيدين للباحثين والمستفيدين؛ لتسهيل حصولهم على المعلومات والوثائق والمواد التاريخية؟
المركز يقدم خدمات متكاملة للباحثين بدءا من الموضوع الخاص بالبحث؛ حيث يتم تزويد الباحث بقوائم مصادر معلومات خاصة بالبحث المراد أو الموضوع المراد، وانتهاء بتزويده بالمادة التاريخية، مع الإشارة إلى أن هذه الخدمات مؤتمتة 100% وبإمكان الباحث الحصول على المواد التاريخية من أي مكان حسب الموضوع والمواد الموجودة في أروقة الدارة.
كما عملت الدارة على خطوات أساسية ومنهجية مماثلة بأفضل الممارسات العالمية بالتعاون مع إدارات أخرى داخل الإدارة التنفيذية للحفظ والإتاحة؛ بدءاً من عملية الاستحواذ والحصول على المواد التاريخية ثم تقييمها وتأهيلها وتعقيمها وصيانتها، وترميمها لإتاحتها للباحثين والمستفيدين، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة معنية بالتحول الرقمي ورقمنة هذه المواد بجودة عالية تُمكن الباحث من الوصول لها والاستفادة منها، ثم بعد ذلك تتم عملية فهرسة وتنظيم هذه المواد وفق أفضل الممارسات بفهرسة موضوعية ووصفية لكل محتوى مادة تاريخية على حدة، ومن ثم ربط المحتوى التاريخي في البوابة البحثية الداخلية وإتاحتها للباحثين والمستفيدين للاستفادة منها وفق اهتماماتهم واحتياجاتهم.
التحول الرقمي
ما مدى استفادة الدارة في أعمالها من الرقمنة والتحول الرقمي، الذي يُعد من مستهدفات رؤية السعودية 2030؟
دارة الملك عبد العزيز عملت على ذلك منذ وقت مبكر؛ حيث عملت على رقمنه أصول الدارة، وبلغت نسبة الرقمنة تجاوز 80 %، كما تم إنشاء مركز متخصص بالرقمنة والفريد من نوعه تحت مسمى "المركز السعودي للمحتوى الرقمي"، والذي يهدف إلى رقمنة المواد التاريخية بمختلف صيغها وإتاحتها للباحثين والمستفيدين من خلال الإدارات التنفيذية الأخرى، ومراكز خدمات المستفيدين في كل من الرياض وجدة ومكة المكرمة.
مصادر الدارة
لدارة الملك عبد العزيز دور وطني مهم في جمع وتوثيق وحفظ تاريخ السعودية، والجزيرة العربية، ورافد حضاري يربط بين أجيالها، ما أهم المصادر التي تستمد منها الدارة وثائقها التاريخية؟
دارة الملك عبد العزيز مؤسسة حكومية أنشئت بمرسوم ملكي. متخصصة في مجال التاريخ والتوثيق والجانب التاريخي المتعلق بمنطقتها ومحيطها. وتهدف إلى المحافظة على تاريخ السعودية والجزيرة العربية والوطن العربي والإسلامي، وعلى صيانة ما يتم الحصول عليه من مواد تاريخية وترميمها وتعقيمها وفهرستها، وتنظيمها، وإتاحتها للباحثين، والمستفيدين، والاستفادة منها أيضاً في الأعمال العلمية التي تقوم بها الدارة من نشر وبحوث وكتب وغيرها وتقديمها للمستفيدين من هذه المبادرة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين في مجال تاريخ السعودية والجزيرة العربية.
وتعمل الدارة على الحصول على المواد التاريخية من عدة مصادر منها معارض الكتب، التي تُقام في مختلف البلدان بمشاركتها واقتنائها لتلك المواد من تلك المعارض، بالإضافة إلى عدة مشاريع طرحتها الدارة ولا زالت تعمل عليها من حيث مسح المصادر في عدة مناطق من السعودية؛ للحصول على المواد التاريخية التي لها ارتباط باهتمامات وتوجهات دارة الملك عبد العزيز.
اقرأ المزيد : فهد السماري : سعداء بالشراكة مع سيدتي في تدشين كتاب الأزياء التقليدية السعودية .. المنطقة الوسطى