بدأ مشوار مصممة الأزياء السعودية نهى المطيري في مجال الأزياء بحُلم وسارت خلفه بخطًا ثابتة؛ حتى باتت اليوم واحدة من أبرز مصممات الأزياء وفساتين الزفاف في السعودية.
وفي ظل التغيّرات المستمرة في عالم الموضة، إلا أنها حريصة على أن تستوحي تصاميمها من التراث، وأشكال المباني القديمة، والمناظر الطبيعية، والمواقف الحياتية. ولها عددٌ من تصاميم الزفاف الخاصة والفريدة، التي تمكّنت من خلالها من الجمع ما بين الهوية السعودية واللمسات العصرية الراقية؛ لتَخرج بلوحات وتُحف فنية شاركت بها في رسم إطلالة عروستها في ليلة العمر؛ فضلاً عن مشاركتها في معارض محلية وعالمية.
بمناسبة موسم الأفراح الذي يواكب فترة الصيف، كان لـ«سيدتي» هذا اللقاء مع مصممة الأزياء السعودية نهى المطيري.
فساتين الزفاف

اتجهت بوصلة المصممة نهى المطيري لتصميم الأزياء وفساتين الزفاف تحديداً؛ مستندة في ذلك إلى موهبتها في الرسم والفنون. وعن بداية مشوارها في مجال التصميم، تقول المصممة نهى: بدأ مشواري مع الفن منذ الصغر؛ فكنتُ أحب تغيير القِطع التي ألبسها، وكنتُ أحب أيضاً التصوير والتصميم وفروع الفن المختلفة والمتنوّعة وهي كثيرة، ودائماً كنت أحب زيارة المعارض والمتاحف التي تهتم في هذا المجال؛ لمتابعة الجديد ولأقارن الفنون بين الماضي والحاضر، إلى أن وصلتُ إلى مرحلة تصميم فساتين الزفاف.
وكثيراً ما كنتُ أسمع عن المعاناة من ثِقل وزيادة حجم فساتين الزفاف، وأن أغلبها مثبّتة بصمغ؛ ففكرتُ في البحث عن حل لهذه المشكلة التي كنتُ على يقين أنها من الإنتاج المحلي؛ لأننا لم نسمع بذلك في الخارج. وبعد بحث ودراسة ومحاولات، عملنا على تكنيك في خياطة فساتين الزفاف، يجعل الفستان خفيفاً ويساعد العروس على التحرُّك من دون أيّة مساعدة طوال فترة الزفاف مع ثبات الذيل. وبشهادة الجميع، أصبحنا نتميّز بخفة فساتين الزفاف وطواعيتها.
تصاميم من التراث السعودي

وفي ظل التغيّرات المستمرة في عالم الموضة، تحرص المصممة نهى على أن تستوحي تصاميمها من التراث، وأشكال المباني القديمة، والمناظر الطبيعية، والمواقف الحياتية. ولها عددٌ من التصاميم التي تحمل بصماتٍ من عبق التراث السعودي، وأخرى استلهمتها من أماكن تاريخية. من أهمها: فستانٌ مشغولٌ بأجود أنواع الأحجار، مستوحًى من سجادٍ في قصر الملك عبدالعزيز بقصر البياضة في جدة، وتمّ عرضه بمعرض "100 براند سعودي" في نيويورك.
كذلك صمّمت فستاناً باسم "وضحى"، قامت باستخدام حزامٍ في التصميم، يعود إلى جدتها "وضحى"، عمره 40 عاماً، وتمَّ عرض الفستان في موسم من مواسم كأس السعودية لسباق الخيل. أما تصميمها "العرجون" فقد تم عرضه أيضاً ضمن فعاليات كأس السعودية.
وأثبتت نهى وجودها في عددٍ من المعارض المحلية بمختلف المناطق السعودية، في حين جاءت انطلاقتها الخارجية من خلال مشاركتها في "باريس فاشن ويك لاكجري" عام 2019.
وفي مرحلةٍ لاحقة، دمجت نشاطها مع أختها ورفيقة دربها في المجال، المصممة منال الداود عبْر تقديم علامتين تِجاريتين، هما: "NH designer" و"MD29".
الصعوبات والتحديات

وكأيّ مجالٍ آخر، واجهتْ نهى في بداية مشوارها في مجال التصميم، صعوباتٍ وتحدياتٍ عدة، حصرتها في نقطتين: الأولى المعاناة من أجل الحصول على أقمشةٍ مناسبةٍ وبجودةٍ عاليةٍ، وتجاوزت ذلك بالاتجاه إلى تصنيع الأقمشة في مصنعٍ خاصٍّ، افتتحته لتصنيع ما تريد؛ مما أسهم في تميُّزها بتصاميم، يصعب تقليدها.
وفي بادرةٍ منها، أتاحت الفرصة للمصممين والمصممات إمكانية تصميم الأقمشة التي يرغبون بها في قِطعهم الخاصة والحصرية في مصنعها، بعقودٍ تحفظ حقوقهم من عدم انتشار القماش، ولا يتم بيعه لأيّ عميلٍ آخر.
أما النقطة الثانية؛ فكانت استغراب العميلات من صِغر سنها، لكنها طوال 12 عاماً، لم تواجه أيّ انتقادٍ منهن، ودائماً ما كانت تسمع عبارة: "طلع التصميم أحلى مما نتوقع". مما مثّل لها مصدر فخرٍ واعتزازٍ، ودافعاً للاستمرار والبحث عن كلّ جميل ومميز.
هيئة الأزياء

وبعد إطلاق وزارة الثقافة لبرنامج "100 براند سعودي"، نالت تصاميم المطيري إعجاب لجنة القبول؛ بل وانبهروا بجودتها أيضاً. وبناءً عليه، تمّ قبولها في البرنامج، ومازالت تحظى بدعمٍ كبيرٍ مقدَّمٍ من هيئة الأزياء. ومن ذلك وكما تقول: التسويق داخلياً ودولياً عن طريق البرنامج، وتوفير المشاركة في منصّاتٍ ثريةٍ بالنقاشات والجلسات للإفادة والاستفادة من الخبرات العالمية، والاطلاع على التجارِب والمهارات السعودية، وتبادُل الخبرات، ونقلها بشكلٍ علمي وعملي، بما ينعكس إيجاباً عليها وعلى المصممين والمصممات في مجال التصميم .
وعن الرسالة التي توجهها المطيري لهيئة الأزياء عبْر «سيدتي» فكانت: الشكر لكم ولما تقدمونه لدعم المصممين ذوي الكفاءات العالية، ووضع هذه المظلة لتوثيق المصممين والمصممات وتوضيح هذا الامر للعملاء، بعد أن كنا في السابق نتعرض لسرقات تصاميمنا من بعض المعامل ونسَبها لهم ويضيع حقنا. والآن باعتراف هيئة الأزياء بنا، يتضح للعميل الفرق بين الأصل وبين المقلد.
نصائح للعروس

ومن النصائح التي دائماً ما تنصح بها المصممة نهى المطيري العروس عند اختيار فستان زفافٍ، للاحتفاظ بالفستان كذكرى جميلة لهذه المناسبة السعيدة: على العروس أن تحرص على أن يتميّز الفستان بإطلالةٍ راقيةٍ وأنيقةٍ، مع الاهتمام بلون البشرة، وتفاصيل الوجه، ومقاييس الجسم قبل تفصيله، أو شرائه. كذلك يجب أن يكون الفستان مناسباً لشخصية العروس؛ إذ لن يناسبها فستانٌ، أو طلةُ شخصية أخرى. وعليها أيضاً الابتعاد عن كثرة التفاصيل في الفستان، والقصّات الغريبة، وأن يتناسب الفستان مع حجم وتناسق مكان الزفاف.
مستقبل الأزياء

ترى المصممة السعودية، نهى المطيري، أن الوصول إلى العالمية في مجال الأزياء، ليس صعباً؛ بل إن هذا الحُلم أصبح حقيقةً اليوم. وأسهم في نقل المصممين والمصممات السعوديين تراثَ بلادهم عبْر قطعٍ مبتكَرة، تواكب الموضة، وتؤكد أن المجال صار الآن مفتوحاً في ظل تبنِّي هيئة الأزياء المواهب ذات المهارات العالية.
وأخيراً من واقع خبرتها، تنصح المصممة نهى المواهب السعودية في مجال تصميم الأزياء دائماً ببذل الجهد، والثقة في النفس، والأمانة والجودة في العمل، ولا بأس من الابتكار، والخروج عن المعتاد؛ لجعل العمل يتحدث عن مصممه، ويترك بصمةً في المجال.
اقرأ المزيد : الشابة الإماراتية فاطمة العوضي تلبي نداء الجبل نحو القمة