في عالم يتطلب من الشركات والشخصيات العامة الحضور الذكي والتواصل الفعال، برزت هنادي داغر كواحدة من أبرز رائدات الأعمال في مجال العلاقات العامة في لبنان والعالم العربي. بخبرة أكاديمية تجمع بين الشرق والغرب، وبفكر قيادي ملهم، أسّست شركة HD For PR، التي أصبحت اليوم واحدة من أبرز الوكالات المتخصصة في بناء الصورة العامة وسرد القصص المؤثرة.
حوار: سارة مرتضى
هنادي ليست فقط اسماً في عالم العلاقات العامة، بل رؤية تترجمها من خلال كل مشروع ومبادرة تقودها. بين المهنية العالية، والصدق، والرسالة المجتمعية، تبني إرثاً يتجاوز العمل التجاري نحو التأثير الإنساني والاجتماعي.
في هذه المقابلة الخاصة، نغوص معها في تفاصيل رحلتها، من بداياتها، إلى أبرز محطاتها، ورؤيتها لمستقبل المجال.
لقد جعلتِ من "HD For PR" اسماً رائداً في مجال العلاقات العامة في لبنان والشرق الأوسط، ما الذي ألهمكِ لإطلاق شركتك الخاصة، وكيف بدأت الرحلة؟

بدأت رحلتي في مجال العلاقات العامة بعد مسيرة أكاديمية جمعت بين لبنان وكندا، حيث درست في جامعتي McGill في مونتريال، والجامعة اليسوعية في بيروت. هذه المرحلة أسّست لديّ فهماً عميقاً للاتصال والإعلام ضمن بيئات متعددة الثقافات. لاحقاً، التحقت بإحدى أبرز وكالات العلاقات العامة، حيث شغلت مناصب قيادية، مما أتاح لي بناء شبكة علاقات قوية واكتساب خبرة ميدانية متقدمة.
لكن في لحظة معينة، شعرت أن الوقت قد حان لأخلق مساحتي الخاصة، وأن أبني كياناً يُجسّد رؤيتي لهذا المجال. بدأت HD For PR بفريق صغير مؤمن ومتحمس، ومع مرور السنوات تطورنا لنصبح من الشركات الريادية على مستوى لبنان والمنطقة.
قد يهمك أيضاً: في اليوم العالمي لمهارات الشباب رائدة الأعمال رنا سامي: الشباب السعودي رياديون بالفطرة
ما الذي يميز "HD For PR" عن غيرها من الوكالات، خاصة في مجال سرد القصص وتموضع العلامات التجارية؟
ما يميزنا هو الصدق في السرد، والالتزام بالواقع من دون مبالغات. نؤمن بأن لكل علامة تجارية قصتها الفريدة، ومهمتنا ليست فقط الترويج، بل صياغة هذه القصة بلغة تصل إلى الجمهور المناسب، في الوقت المناسب، وبالطريقة الصحيحة. نلتزم بالمصداقية، والأمانة المهنية، والإستراتيجية الدقيقة التي ترتكز على فهم عميق للسوق والجمهور. لا نبيع الوهم، بل نُضيء على ما هو حقيقي ويستحق أن يُروى.
هل يمكنك مشاركة مشروع له معنى خاص بالنسبة لكِ؟ ولماذا؟
شاركنا في عدد كبير من المشاريع ذات التأثير الواسع داخل لبنان وخارجه، من تنظيم حفلات عالمية، إلى حملات توعوية وإنسانية. من بين التجارب التي أعتز بها هي المشاريع ذات البعد الإنساني والصحي؛ لأنها تتجاوز مجرد الترويج لتكون أداة لصنع فرق حقيقي في حياة الناس. عملاؤنا يتوزعون بين قطاعات مختلفة: التجميل، الإعلام، الترفيه، الخدمات، الشخصيات العامة، والمبادرات الاجتماعية، وهذا التنوع هو ما يجعل كل مشروع تحدياً جديداً وفرصة حقيقية للتأثير.
كيف ترين تطور دور العلاقات العامة في العصر الرقمي، خاصة في لبنان؟
في العصر الرقمي، لم يعد من الممكن الاستغناء عن العلاقات العامة. يمكنك أن تمتلكي أغلى جوهرة في العالم، ولكن إن لم يعرف الناس بوجودها، فهي بلا قيمة. العلاقات العامة اليوم تتجاوز الإعلام التقليدي، وتشمل بناء الصورة عبر المنصات الرقمية، والتفاعل مع المؤثرين، وتحليل البيانات. وفي بلد مثل لبنان، التحديات كبيرة، لكن الفرص أيضاً موجودة. كل قصة أو مبادرة تحتاج إلى من ينقلها بذكاء إلى الجمهور المستهدف.
لقد كنتِ صريحة بشأن أهمية التوعية الصحية ونمط الحياة. كيف يرتبط هذا الأمر بعملكِ في العلاقات العامة؟
من هذا المنطلق، أطلقت منتدى الجمال والصحة النفسية والجسدية (Beauty and Wellbeing Forum – BWF)، من خلال شركتنا HD For PR.
هو أكثر من فعالية، بل منصة لنشر الوعي حول العوامل التي تؤثر على جودة حياة الإنسان، من التغذية والحركة إلى الصحة النفسية وتغيير العادات اليومية. نؤمن بأن العلاقات العامة لا تقتصر على الترويج التجاري، بل يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتغيير السلوك المجتمعي نحو الأفضل. وقد أصبح المنتدى اليوم محط أنظار في دول مثل السعودية، الكويت، قطر، ومصر، ونحن نعمل على تنظيمه فيها قريباً، بإذن الله.
ما هي المبادئ القيادية التي توجهك كامرأة رائدة في هذا المجال؟
أؤمن بـ:
• المثابرة من دون كلل.
• الصدق كعماد لأي علاقة مهنية ناجحة.
• المهنية العالية والانضباط.
• عدم التساهل مع الأخطاء التي يمكن تفاديها.
• عدم الاستسلام، حتى في أحلك الظروف.
وشعاري في الحياة:
"لا شيء مستحيل... بل نذهب إلى ما بعد المستحيل".
في ظل التحديات الحالية، ما دور الإعلام والعلاقات العامة في دعم لبنان؟

رغم الأزمات، نرى في السوق اللبناني فرصاً حقيقية للنهوض، ونلمس رغبة لدى المؤسسات والشركات للتعاون مع الإعلام وصناعة الرأي العام. العلاقات العامة اليوم ليست ترفاً، بل جزء أساسي من إستراتيجية التعافي والنمو. هي تسلط الضوء على كل جهد إيجابي، وتربط العمل المحلي بالاهتمام المجتمعي الواسع.
كيف توفّقين بين الإبداع والسرية والتأثير عند العمل مع شخصيات بارزة؟
السرية ليست خياراً في هذا المجال، بل مبدأ أساسي. نتعامل مع كل مشروع وكل شخصية عامة بخصوصية واحترام، مما يجعلنا محل ثقة. أما من ناحية الإبداع، فنحن نعلم أن التكرار ممنوع. نحن في حالة بحث دائم وتجديد مستمر، نواكب التطورات ونطوّع الأفكار لتلائم كل حالة. وهذا ما يجعلنا متفردين في تأثيرنا.
ما نصيحتكِ لرواد الأعمال الشباب، خصوصاً النساء الطامحات لدخول هذا المجال؟
- آمنوا بأحلامكم، واسعوا لتحقيقها بجهد ومثابرة.
- الفشل وارد، لكن الأهم ألا تستسلموا.
- من حلم صغير بدأت HD For PR، واليوم أصبحت منصة إقليمية.
- لا تنتظروا الظروف المثالية، بل اصنعوا منها فرصاً للنمو.
ما الخطوة التالية لـ "HD For PR"؟ وما الإرث الذي تأملين تركه؟
الخطوة التالية هي توسيع حضورنا خارج لبنان وتعزيز التعاون الإقليمي، مع هدف واضح:
خلق فرص عمل للشباب اللبناني، ودعم المواهب النسائية في المجال. أما الإرث الذي أطمح لتركه، فهو أن يكون اسمنا مقروناً بالمصداقية، وعلامتنا التجارية قائمة على النزاهة والتميز، وهو إرث أفتخر أن أتركه لأولادي من بعدي.