كريستينا خاطر رائدة أعمال وناشطة إنسانية لبنانية-أمريكية، ورائدة في قطاع الاتصالات الفاخرة والإعلام الرقمي.وتشغل منصب المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ"كريستيز لاب" الوكالة الإبداعية الرائدة بدول الخليج والشرق الأوسط، وتُشرف على منظمة "أنكونديشنال" لدعم المرأة كـ"رائدة" لهدف المساواة (SDG 5) مع الأمم المتحدة. نالت تكريماً عالمياً، منها مشاركتها في قمة ريادة الأعمال العالمية برعاية الرئيس أوباما، وإدراجها ضمن قائمة "أقوى 200 امرأة عالمياً لعام 2024"؛ لتأثيرها البارز في قطاع التسويق والاتصالات بالمنطقة.
حوار:عفت شهاب الدين

القوة الهائلة لسرد القصص
بدأت كريستينا خاطر مسيرتها التعليمية، فحازت على شهادة في فن التواصل، من ثم حصلت على شهادة ماستر في لندن، ودرست التمثيل الذي ساعدها على تخطّي خجلها، وأكسبها مزيداً من الثقة بالنفس وفن التعامل مع الآخرين، بالاضافة إلى دروس خاصة بتنظيم حفلات الزفاف، وفق ما أوضحت الحائزة على الجائزة المصرفية The Brilliant Lebanese Awards صاحبة شركة Kristie’s. كما حازت على الجائزة الذهبية لـStevie Awards 2016 عن منطقة الشرق الأوسط، وبالجائزة الفضية عن منطقة إفريقيا وأوروبا.
دخلت كريستينا خاطر مجال الاستثمار بدافع الرؤية والشغف "كنتُ أؤمن أن للمرأة العربية صوتاً يجب أن يُسمع، وأن لها دوراً أساسياً في عالم الأعمال والاقتصاد، ولم أقبل بفكرة أن المرأة يجب أن تتبع القواعد، بل أردت أن أكون جزءاً من كتابتها.
"عندما أسستُ كريستيزلاب (KristiesLab) لم تكن مجرد وكالة، بل كانت مساحة، ومنصة تجمع بين الإبداع والتأثير، ولم يكن لديَّ مسار محدّد، بل كان لديَّ إيمان قوي بأن التغيير لا يأتي بالانتظار بل بصناعته".
وتضيف كريستينا: "ما جذبني لهذا المجال هي القوة الهائلة لسرد القصص، ليس فقط بالكلمات ولكن بالمشاعر والتجارب واللحظات. من خلال الإبداع، التسويق وتنظيم الفعاليات، يمكننا تغيير التصورات، إلهام الناس، وصنع التأثير وبالطبع، هناك تحديات، فالطريق لم يكن سهلاً والمجال مليء بالعقبات خاصة عندما تحاولين إدخال مفاهيم جديدة مثل الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. فقط تعلمتُ أن كل "لا" هي فرصة لصنع "نعم" جديدة، وعندما يكون لديكِ شغف حقيقي لما تفعلينه، فإن العقبات لا توقفكِ بل تصقلكِ لتصبحي أقوى".
حصلت على الجائزة الفضية عن منطقة إفريقيا وأوروبا ضمن منافسة مع أكثر من 500 سيدة أعمال من جميع أنحاء العالم، وذلك خلال الحفل الذي أقيم في نيويورك في فندق Marriott Marquis بحضور رئيس Stevie Awards Michael Gallagher ولجنة تحكيم مؤلفة من 160 شخصية عالمية من ذوي الاختصاص. كريستينا خاطر أعلنت أنها تُهدي هذه الجائزة لكل النساء الشرق أوسطيات العاملات في مجال الاستثمار كحافز لمواصلة مسيرتهم، مشيرة إلى أن هذه الجائزة بدّدت الانطباع الذي كان سائداً حول دور المرأة الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط.
حول الحلم الذي كانت تطمح كريستينا لتحقيقه، تشير إلى أنه "عندما كنتُ طفلة، كنتُ هادئة، أبحث عن مكان أجد فيه صوتي الحقيقي. لم أحلم بوظيفة تقليدية، بل كنتُ أطمح لأن أصنع شيئاً أكبر من نفسي، شيئاً يترك أثراً حقيقياً في العالم، ولم يكن هدفي النجاح فحسب، بل أن يكون لهذا النجاح معنى وقيمة وتأثير".
من المفيد التعرّف إلى الشابة الإماراتية فاطمة العوضي تلبي نداء الجبل نحو القمة.
التأثير الحقيقي والمُستدام
وعن الأدوات التي تستخدمها كريستينا خاطر في عملها تستطرد قائلة: "أنا لا أستخدم الأدوات فقط، بل أبتكرها. إن إحدى أقوى الأدوات التي أنشأتها هي The KnowHer Initiative وهي منصة لدعم وتمكين المرأة في عالم الأعمال والقيادة. فكريستيز لاب (KristiesLab) ليست مجرد وكالة، بل هي مساحة للابتكار والتأثير الاجتماعي؛ حيث من خلال العلامات التجارية نخلق قصصاً تحمل رسائل حقيقية، ولكن الأداة الأهم بالنسبة لي هي الإصغاء بعمق، الذكاء العاطفي والقدرة على رؤية الصورة الكاملة؛ لأن النجاح لا يعتمد فقط على الاستراتيجيات، بل على فهم القصة الإنسانية وراء كل مشروع.
ما يميّزنا في كريستيز لاب (KristiesLab) ليس فقط ما نقوم به، بل الطريقة التي نقوم بها، وكيف نقوم بها، فنحن لا ننفذ حملات فقط، بل نخلق حركات وقصصاً ملهمة، ونحن لا نركز فقط على النمو المالي، بل على التأثير الحقيقي والمستدام، ونحن من أوائل الشركات التي دمجت الاستدامة في جميع مراحل العمل من الفكرة إلى التنفيذ. لقد انتقلنا من وكالة محلية إلى شركة إقليمية تعمل في الدول العربية التالية السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، لبنان، العراق ومصر، وما يميّزنا هو أننا لا نبيع الخدمات، بل نخلق معاني وقصصاً تترك بصمة حقيقية.
وحول كيفية وصف قدرتها على التفاعل مع هذا المجال والنجاح فيه والتواصل مع العالم والمجتمع؟ تؤكد كريستينا: "قدرتي على النجاح في هذا المجال تأتي من الانسجام العميق مع رؤيتي. فعندما يكون عملكِ امتداداً حقيقياً لما تؤمنين به، فأنتِ لا تقومين بوظيفة، بل تخلقين فرقاً حقيقياً، فالنجاح في هذا المجال لا يعتمد على المنافسة، بل على التواصل الحقيقي، أبني علاقات وليس مجرد صفقات، أُطلق محادثات وليس مجرد حملات، وأرى كل مشروع كفرصة لترك أثر حقيقي وملموس؛ لأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل بالعقول التي نغيّرها والقلوب التي نُلهمها.
كوني شخصية مؤثرة في المجتمع رسالتي للمرأة هي: أنتِ كافية وقوتكِ في داخلكِ، فلا تنتظري الإذن لتكوني عظيمة. فنحن نعيش في عالم يُخبر المرأة دائماً أنها بحاجة إلى إثبات نفسها أو السعي وراء القبول، فرسالتي هي: "خذي مساحتكِ، حددي مساركِ، قودي بثقة، فالعالم يحتاج لصوتكِ، فاجعليه يُسمع".
نشر الوعي حول أهمية سرد القصص
عن الطرق والأساليب التي تلجأ إليها كريستينا لإلهام الناس والتأثير على تفكيرهم واختياراتهم، تقول "أنا لا أؤمن بالتأثير من أجل التأثير فقط، أنا أؤمن بالإلهام الذي يقود إلى التغيير الحقيقي وإلهام الآخرين من خلال الشفافية، الأصالة والمثابرة. لا أخفي الصعوبات، بل أشاركها؛ لأنني أؤمن أن الناس لا يرتبطون بالكمال، بل بالحقيقة والتجربة الإنسانية.
اكتشفتُ أنني راوية قصص Storyteller عندما أدركت أن القصص تؤثر أكثر من الحقائق. يمكن للقصة الجيدة أن تبني علامة تجارية، تغّير عقلية وتُشعل حركة كاملة. لم يكن الأمر مجرد مهارة اكتسبتها، بل كانت طريقتي في التواصل مع العالم . في كل مشروع، لا أبحث فقط عن الرسائل التسويقية، بل عن القصص العميقة التي تربط الناس بالمفاهيم والأفكار.
أنا لا أُقدّم محتوى، بل أبني حوارات وتغييراً حقيقياً، وأُعيد تعريف دور المرأة في القيادة وريادة الأعمال، لذلك فإن أبرز العلامات التجارية تخلق تأثيراً إيجابياً حقيقياً. أُشارك تجاربي في الأعمال، التسويق المستدام وبناء الهويات القوية، كما أستخدم منصتي لنشر الوعي حول أهمية سرد القصص وتأثيرها في التسويق والتواصل. هدفي ليس جمع المشاهدات، بل إحداث تغيير حقيقي في طريقة تفكير الناس وصنع قراراتهم".
تحويل الحلم كان يستحق العناء
وحول حلمها الذي سعت إلى تحويله لواقع تشير كريستينا في حديثها: "لم يكن يتوقع أحد أن أنجح على الصعيد المهني خاصة ضمن مجتمعنا، وقد يكون هذا الشيء تحديداً الأمر الذي حفّزني أكثر على الاجتهاد والوصول."
لم يكن لديَّ خارطة طريق جاهزة، ولكن كان لديَّ رؤية وإيمان عنيد بقدرتي أن أبني شيئاً خاصاً بي، وكنت مستعدة للعمل ليلاً ونهاراً لتحقيقه. لم أركّز على الحلم الكبير، ولكني ركزت على الخطوات المقبلة وعلى التحدي الموجود أمامي وعلى الباب المفروض أن أفتحه، وكان كل إنجاز صغير يعطيني دفعة أقوى نحو الأمام.
تحويل الحلم إلى واقع لم يتم بلحظة وحتى اليوم لم ينتهِ، لا زلت أعمل وأُكافح كل يوم وكل ساعة؛ حتى تبقى هذه المسيرة مستمرة، وتكبر وتبقى حقيقة، لم يكن سهلاً ما قمت وأقوم به، ولكن تحقيق الحلم كان يستحق العناء".
يُنصح بمتابعة جامعة ليستر البريطانية تمنح الشيخة بدور القاسمي لقب أستاذ فخري
.