مصابون بكورونا يرصدون ظواهر صحية طويلة الأمد ظهرت بعد الشفاء من المرض تساقط الشعر، الأرق المستمر، مشاكل الذاكرة والطفح الجلدي، مشاكل القلب والقلق المتزايد.. أعراض غير معتادة يبلغ عنها بعض الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بمرض «كوفيد-19» بعد شفائهم منه، قد تستمر من أسابيع لعدة أشهر.
بحسب صحيفة «شيكاغو تريبيون» التي قدمت رصداً لأصحاب تلك الحالات، مريضة أمريكية تدعى جولي شاشا-فان هورن، أصيبت بفيروس كورونا في أبريل الماضي، وصفت معاناتها من عرض غير عادي، شعورها الدائم بحرقة غريبة في باطن قدميها، وكأنها تمشي على جمر.
وبعد أسبوعين من خروجها من المستشفى، بدأت تلاحظ تعرضها لتشوش غريب في الذاكرة، حيث كانت -لسبب غير مفهوم- تنسى أرقام الهواتف والحقائق الروتينية البسيطة التي كان بإمكانها من قبل تذكرها بسهولة، ثم بدأت جولي تعاني خلال فصل الصيف من تساقط شعرها وتقول: «كنت أعاني من أعراض مختلفة كل يوم».
وكتبت امرأة على صفحة «Survivor Corps» (وتعني فيلق الناجين)، وهي مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضم أكثر من 100 ألف عضو للمتعافين من كورونا: «هل عانى أي منكم من رائحة كبريت في أنفه وفي أنفاسه؟ » لتجد تجاوباً لحالات مشابهة لحالتها عانت من هذا العرض.
وفسر الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بمعهد المصل واللقاح، أسباب الظاهرة التي تسمى بـ«متلازمة ما بعد كورونا»، قائلًا: هي أعراض تظهر بعد التعافي، ولا تمثل أي مصدر عدوى للآخرين، وهي بمثابة مضاعفات تحدث بعد الإصابة».
وهذه المضاعفات نتيجة ما يسمى بـ«العاصفة المناعية» التي تحدث أثناء قضاء الجهاز المناعي على الفيروس، وأعراض هذه المتلازمة تتمثل في:
- التليف الرئوي.
- آلام في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- آلام في العضلات.
- الشعور بالضعف العام.
- التعرق الزائد مع أقل مجهود أو بدون مجهود.
- النسيان.
- الصداع.
- التوتر العصبي.
وذكر «الحداد»، أن الدراسات أثبتت أن كثيراً من الأشخاص الذين يعانون ما بعد كورونا من مشاكل في أجهزة التنفس، وهناك تفسيران للأمر هو حدوث بعض الجلطات الصغيرة في الرئة أو تليف رئوي بسيط يحدث ما بعد كورونا، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، لذا يجب أن يستمر المتعافون في تناول مذيبات الجلطات لفترة شهر على الأقل؛ للتأكد من عدم وجود أي جلطات في الجسم.
وأشار إلى أن هذه الأعراض لا تحدث لجميع المتعافين، ولا داعي للقلق، مؤكداً أنها شيء طبيعي تحتاج فقط للمتابعة، وبعد ذلك تبدأ الأعراض في التلاشي بالتدريج حتى تختفي، وينصح بتناول بعض المقويات مثل فيتامين ب، والزنك بعد استشارة الطبيب المختص.
ويرى رئيس قسم الحساسية والمناعة أنه إذا حدثت موجة ثانية من فيروس كورونا ستكون أقل حدة وستحول الفيروس إلى فيروس موسمي مثل نزلات البرد، مشيراً إلى أن معظم الحالات أصبحت تعالج منزلياً، لكن الحالات الحرجة التي تحتاج إلى الأكسجين قل عددها.
ونشر عضو آخر على الصفحة قائلاً: «أشعر بتخدر في جسمي ووجهي، أشعر منذ صباح اليوم بأن 80% من جسمي مخدر تماماً» وتقدم الصفحة الدعم من جانب الأعضاء، بالإضافة إلى اقتراحات للعلاج.
ويشار إلى أن فاوتشي، وهو أكبر خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة.. حذر المواطنين مراراً بشأن الآثار الصحية المحتملة على المدى الطويل لمرض «كوفيد-19»، بحسب ما ذكرته صحيفة «شيكاغو تريبيون».
وقال فاوتشي، وهو مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إن «عدداً من الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بالفيروس، لديهم في الواقع استمرار لأعراض - لمدة تتراوح بين أسابيع وشهور - لا يبدو أنها ناجمة عن استمرار الفيروس».
وهناك حاجة متزايدة في الفترة الحالية لإجراء أبحاث بشأن الحالة الصحية على المدى الطويل بالنسبة لأولئك الذين نجوا من فيروس كورونا المستجد، ولكن لا يبدو أنهم قد تعافوا تماماً، ويعانون أعراضاً مغايرة تختلف من شخص لآخر.