لماذا يشعر الناس بالوقت بشكل مختلف؟

لماذا يشعر الناس بالوقت بشكل مختلف؟

البشر لديهم علاقة متقطعة بالساعة، الوقت يمر بسرعة عندما نستمتع، وإنها تطول عندما نشعر بالملل. في بعض الأحيان يكون في صالحنا، وفي أحيان أخرى يكون السباق ضدنا، بحسب الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية، فإن الفجوة بين كيفية مرور الوقت وكيف نشعر به قد أشركت علماء النفس بعلماء الفيزياء أكثر من 150 عاماً؛ حيث وضع الرواد في علم النفس الفيزيائي، مثل جوستاف ثيودور فيشنر وإرنست هاينريش ويبر، الأسس لهذا النوع من البحث في القرن التاسع عشر في أثناء استكشافهم لتعقيدات الإدراك البشري، الذي تقدم سريعاً في القرن الحادي والعشرين، ودراسة إدراك الوقت بمنزلة سمة مميزة للبحث التكاملي، وخلط اللغويات، وعلم الأعصاب، وعلم النفس المعرفي، وبحوث الانتباه لاستكشاف الطرق التي يشعر بها الناس بالدقائق والساعات.


ضابط الوقت الداخلي


على مدى عقود، وضع العلماء تصوراً للوقت وفقاً للنماذج النظرية التي افترضت أساساً ساعة توقيت بيولوجية في الدماغ، التي تتباطأ وتتسارع بما يتماشى مع الانتباه والإثارة. في الآونة الأخيرة، كان الباحثون يبحثون عن مناطق الدماغ الدقيقة المسؤولة عن ضبط الوقت الداخلي. باستخدام تقنيات أحدث مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، استنتج علماء، مثل زميل APS Warren H. Meck من جامعة ديوك؛ أن شبكة كبيرة من المناطق العصبية، وليس مجرد بنية دماغية واحدة، هي أساس معالجة الوقت.

وفي خضم تركيز علم الأعصاب على إدراك الوقت، يواصل العلماء إدراك الدور الأساسي الذي تلعبه السعادة والحزن والخوف والعواطف الأخرى في الطريقة التي نشعر بها بمرور الثواني والدقائق.


حدد زميل APS James McKeen Cattell Mihaly Csikszentmihalyi من جامعة كليرمونت للدراسات العليا لأول مرة الطريقة التي يمكن أن تؤثر بها التجارب الممتعة في تركيزنا على الوقت، خيث اشتُهر «Csikszentmihalyi» بصياغة مصطلح «التدفق» لوصف تجربة الانغماس في السعادة في نشاط ما -سواء أكان ذلك ألعاباً رياضية أو عملاً أو مشروعاً إبداعياً- بحيث يتم استبعاد جميع المشتتات. السمة الرئيسية لتجربة التدفق هي الإحساس المشوه بالوقت -عادة الشعور بأن الوقت قد مر أسرع من المعتاد.


قد يجعل الحصول على فرصة الفوز بمكافأة الثواني أو الدقائق تبدو مطولة، لكن الرغبة قد يكون لها تأثير مختلف إلى حد ما، ووفقاً لدراسة أُجريت عام 2012 في جامعة ألاباما.

 

 

في سلسلة من التجارب، قام عالما النفس فيليب جابل وبريان بول بفحص «دوافع النهج»، الدافع لتحقيق الأهداف أو التجارب الإيجابية أو الموارد الحيوية، حيث قال جابل عندما نُشرت الدراسة: «إن مجرد الشعور بالرضا أو الرضا قد لا يجعل الوقت يمر بسرعة، ولكن يمكن أن تكون متحمساً أو تسعى بنشاط إلى تحقيق شيء مرغوب فيه».


يقترح مؤلفو الدراسة إن هذه الظاهرة قد يكون لها وظيفة مفيدة: إذا كان الوصول إلى الهدف يتطلب الانتظار أو العمل الشاق المستمر عبر فترة زمنية، فسيكون من المفيد أن تبدو تلك الفترة قصيرة.


فيما قال عالم الأعصاب الإدراكي «Muireann Irish» من جامعة سيدني: «إن الدراسات أظهرت أن هذا هو الحال بشكل خاص عندما نتطلع إلى شيء ما. عندما لا نفعل أي شيء، نكون أقل تشتتاً ونكون أكثر حساسية تجاه ما نشعر به ومُضي الوقت، وفي حالة الملل؛ لأننا نشعر بشكل مفرط بمشاعرنا الجسدية، فإن الوقت يتسع كثيراً؛ لذلك، إذا كنا نركز على شيء ممتع؛ فإننا نولي اهتماماً أقل بمرور الوقت، ويبدو أنه يتحرك بسرعة أكبر. الأمر نفسه ينطبق عندما تكون مشغولاً.
إذا كنا نقوم بمهام متعددة وكنا مشغولين للغاية، فيمكننا أن نحصل على تأثير الانكماش الزمني هذا؛ حيث يبدو أن اليوم يمر بسرعة كبيرة، ولا تمكننا معرفة أين ذهبت كل تلك الساعات».