في اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة كيف واجهت السعودية وباء كورونا؟

اليوم العالمي للتغطية الصحية
أهمية ارتداء الكمامة لتجنب الإصابة بالفيروس
الدكتورة لمياء إبراهيم
4 صور

أعلنت الأمم المتحدة في 12 من ديسمبر من العام 2017 بموجب قرارها 72/138 عن تكريس هذا اليوم من كل عام بوصفه يومًا دوليًّا للاحتفاء بالتغطية الصحية الشاملة.

ويهدف اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة إلى بلوغ هدف مفاده إذكاء الوعي بضرورة إقامة نظم صحية متينة وقادرة على الصمود، والعمل على تحقيق التغطية الصحية الشاملة مع عدد من الشركاء من أصحاب المصلحة.

والمملكة العربية السعودية كانت من الدول التي لديها الإمكانيات المادية والطواقم والمنشآت الصحية التي جعلتها تبرز كنموذج ناجح في هذا القطاع وفي كل ما يتعلق به.

ولعل مواجهتها لفيروس كورونا المستجد كان علامة مميزة في تاريخها الصحي، ونجاحًا يشار إليه بالبنان.

"سيدتي" وبالتزامن مع اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة أطلقت حملة "صحتي أمانة" لتسليط الضوء على جهود المملكة في هذا الجانب، وأهمية الوعي الصحي في تجاوز الأوبئة. 

بدورها حدثتنا الدكتورة لمياء إبراهيم استشارية طب الأسرة والمجتمع، ومستشارة الجودة والتخطيط والتميز عن جهود المملكة في مواجهة فيروس كورونا، وكيف استطاعت أن تتخطاه بأقل الأضرار.

 

المملكة نجحت في مواجهة الأوبئة المختلفة

 

كان للمملكة خطوات استباقية في التعامل مع وباء كورونا منذ أن أعلن عن انتشاره في الصين، فقامت بإغلاق الحدود، وبدأت في تفعيل خطط التعامل مع الجوائح، ومما لا شك فيه أنّ للمملكة خبرة في ذلك من خلال خبرتها في طب الحشود المرتبط بالعمرة والحج وكذلك التعامل مع الأوبئة بنجاح من خلال حمى الضنك، وحمى الوادي المتصدع، وفيروس إيبولا، ومتلازمة الشرق الأوسط، وإنفلونزا الخنازير.

لذا نلاحظ بأنّ للمملكة خبرات متراكمة ففعّلت الخطط مع تطويرها بما يتوافق مع الدراسات المستجدة، إضافة إلى اللوائح الصحية بالتعامل مع الأزمات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية، لذلك كانت تلك الخطوات متواكبة مع التوجهات العالمية المرتبطة بالتعامل مع الجوائح، وبتفعيل دور الصحة العامة، وبدعم من القيادة الرشيدة واهتمام بالغ منهم فأعطت الصحة دورها المسؤول في توحيد الجهود وتظافرها لتعزيز التعليمات بما يتوافق مع المصلحة العامة، وتقديم الصحة والإنسانية حتى على الاعتبارات السياسة والاقتصادية.

 

الخطوات التي اتبعتها المملكة في توعية المجتمع وإيصالهم إلى بر الأمان

 

بداية المملكة لم تفرق بين مواطن أو مقيم سواء من ناحية العلاج أو التشخيص، كما اهتمت ببرامج التوعية والدعم، وجعلت الحجر الصحي متاحًا للجميع، وهو ما سيتم التعامل فيه مع اللقاح أيضًا.

إضافة إلى اهتمامها بظروف الإسكان لبعض فئات المقيمين الذين يعيشون بظروف إنسانية قد تسبب زيادة وانتشارًا للفيروس، فكانت هناك لجان من وزارة الإسكان تتابع أمورهم، وتفرض الغرامات على سكنهم المخالف.

 

دور المجتمع في مواجهة covid 19

 

لابد أن يعلم الجميع بأنّ فيروس كورونا هو فيروس ينتشر انتشارًا مجتمعيًّا، وبالطبع هو فيروس تنفسي إلا أنه ينتشر من خلال التجمعات، الأمر الذي يحتم على المجتمع تحمل دوره في احتواء الأزمة، فالجهات الصحية والأمنية بذلت قصارى جهدها بتقديم الصحة على كثير من الاعتبارات، لذا مطلوب من أفراد المجتمع أن يقوموا بدورهم بالالتزام بالتوصيات الصحية التي فرضتها وزارة الصحة من تباعد اجتماعي، والالتزام بارتداء الكمامة، والاهتمام بتطهير اليدين باستمرار، وكذلك بالنسبة للفئة الأكثر عرضة للإصابة أن يأخذ اللقاح حماية لنفسه ولغيره، وأيضًا دور المجتمع يتمثل بألا يلتفت للإشاعات، ويأخذ معلوماته من المصادر الرسمية، فهم حريصون على توخي المصداقية والصحة في أي معلومة وتحديدًا فيما يشاع حول اللقاح.

 

نجاح المملكة في احتواء كورونا

 

استطاعت المملكة بجهودها الاستباقية احتواء الجائحة نسبيًّا في تقليل عدد الوفيات، وذلك يعود للنظام الصحي الذي يعتبر مقارنة مع بقية الدول العربية من الأنظمة الصحية المتميزة، وعدم فتح باب العودة للحياة الطبيعية وتحديدًا فيما يتعلق بموضوع التعليم والعمل قد ساعد على تفادي ما حدث في بقية الدول من عودة انتشار الفيروس الذي قد يعجز النظام الصحي في احتوائه، ورغم أنّ هذه المرحلة لم تنتهِ إلا أننا نتمنى أن تصل إلى بر الأمان، وطريق النجاح، وبدوري أراقب هذه المرحلة كمواطنة ومطلعة على اللوائح الصحية المرتبطة بالتعامل مع الأوبئة والمستجدات البحثية التي تنشر عالميًّا وما يخرج على وسائل الإعلام، ونستطيع أن نقول بأننا احتوينا الفيروس فقط عند عودتنا إلى حياتنا الطبيعية، وهنا تكمن أهمية اللقاح، والذي نحتاج بعده إلى وقت حتى نستطيع أن نقرر عودتنا لممارسة حياتنا الطبيعية دون احترازات أو إجراءات وقائية.