حدث فلكي لم يشهده سكان الأرض منذ 800 عام

ظواهر كونية جديدة ما زال علماء الفلك والمتخصصون به يكشفونها لنا يومًا بعد آخر، ولعل من هذه الظواهر التي نحن على موعد معها هي ظاهرة الاقتران، حيث أكد الباحث الفلكي ملهم بن محمد هندي المُتخصص في الفلك الفيزيائي، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء أنَ ظاهرة الاقتران الفلكي هي إحدى الظواهر الفلكية التي تنشأ بسبب دوران الأجرام السماوية حول الشمس، مشيرًا إلى أنه حين تصطف على الأقل جرمان على خط مستقيم واحد مع الأرض تحدث ظاهرة الاقتران التي يعبر عنها فلكيًّا بتساوي قيمة خط الطول السماوي للجرمين.

 

وبحسب ما صرح به لصحيفة سبق الإلكترونية فإنّ هذه الظاهرة قلما تحدث بين الكوكبين العملاقين (المشتري وزحل) فهما لا يقترنان ببعضهما إلا كل 20 عامًا؛ وذلك بسبب طول مدة دورانهما حول الشمس، فالمشتري يستغرق 12 عامًا ليكمل دورة، بينما زُحل يحتاج 30 عامًا؛ لذلك يحتاج المشتري 20 عامًا حتى يلحق بزُحل مرة أخرى.

 

مبينًا بأنّ كل حدث اقتران بينهما تكون المسافة الظاهرية كما نشاهدهما من الأرض مختلفة، فإذا كانت مستويات الكواكب متقاربة تكون المسافة أصغر ما يمكن والعكس صحيح، وخلال حدث الاقتران القادم بينهما مساء يوم الاثنين 21 ديسمبر 2020م، ستكون المسافة الظاهرية بينهما قرابة 6 دقائق قوسية (0،1 درجة) وهذه المسافة القريبة جدًّا لم تحدث منذ عام 1623م، ولكن حينها كانا قرب الشمس ولم يكن بالإمكان مشاهدة الاقتران، بينما الاقتران القريب جدًّا الذي شاهده سكان الأرض كان قبل 794 عامًا (1226م)؛ أي قبل ابتكار التلسكوب مما يعني أنه في 21 ديسمبر سيرصد هذا الاقتران لأول مرة بالتاريخ بهذا التقارب الشديد بين الكوكبين.

 

موضحًا أنّ كوكبي المشتري وزحل يظهران هذه الأيام بعد غروب الشمس ويُشاهدان ناحية الجنوب الغربي على ارتفاع 20 درجة تقريبًا، مما يمكننا من رؤيتهما لمدة ساعتين من بعد غروب الشمس حتى اختفائهما خلف الأفق.

 

يذكر أنه يمكن رؤية الاقتران بالعين المجردة، وسيبدوان متلاصقين كنجم ممدود، بينما يُرى الكوكبان عبر التلسكوب مع بعضهما مع وضوح التفاصيل بظهور حلقات زحل المميزة المحيطة بالكوكب وأقمار المشتري الأربعة الكبيرة مع ظهور أحزمة الغيوم على سطح المشتري.