باريس تكرم فتاة من أصل عربي فازت ببطولة فرنسا في الملاكمة

البطلة الفائزة ريما عيادي
ريما عيادي
في إحدى المباريات
في إحدى المباريات
النساء الخمسة اللاتي اختارتهم بلدية باريس لتكريمهن.
البطلة ريما عيادي
6 صور

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذّي يُصادف يوم غد 8 مارس اختارتْ بلدية مدينة باريس خمس نساء حقّقت كلّ واحدة منهنّ في مجالها نجاحا استثنائيّا لتكريمهنّ وإبراز مسيرتهنّ وتقديمهنّ كنموذج للنّجاح والتفوّق و تجاوز العراقيل والمصاعب وكسب التّحدي.

ومن بينهنّ ريما عيّادي، بطلة فرنسا في المُلاكمة النسائيّة التّي حقّقت نجاحا مُذهلا في ظرف زمني وجيز لا يتجاوز أربعة أعوام، فهي ـ كما تحدّثتْ عن نفسها ـ لم تكنْ تـُولي الرياضة اهتماما في حياتها، وفجأة ومن باب الصدف اكتشفتْ رياضة الملاكمة وأحبتها وأبدعتْ في ممارستها، وحدث نتيجة لذلك انقلاب كليّ في حياتها لتُصبح بعد أربع سنوات فقط بطلة فرنسا وتستعد الآن لخوض بطولة أوروبا يوم 3 نيسان المقبل وتحلم وتأمل بان تفوز يوما ببطولة العالم.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة فإنها أعلنت عن تأسيس جمعية سمّتها "الجولة الأولى" هدفها تشجيع النّساء المقيمات في الضّواحي الباريسيّة على ممارسة الرّياضة، وسكان الضواحي هم عموما من المهاجرين العرب.



صدفة


عام 2016 كان عمر ريما عيادي ـ وهي من أصول عربيّة ـ 26 عاما ، وكانت تشكو من السّمنة المفرطة و لها ـ كما ذكرت ذلك هي بنفسها ـ 22 كيلوغرام زيادة ولم تكن ابدا مغرمة بالرياضة. و كانت تعاني من مشاكل كثيرة، وتقول أنها مرت بفترة صعبة لأسباب شخصية وعائلية .

وصادف أن دخلت قاعة رياضة في" أوبرفيلييه " في ضواحي باريس أين تسكن، وحالما لبستْ قفازا من باب الفضول والتّسليّة وسدّدت لكمات لكيس اصطناعي يتدلّى مُخصص للتمارين حصل ما يُشبه الحبّ من أوّل نظرة بينها وبين المُلاكمة وأحسّت برغبة داخليّة في مُمارسة هذه الرّياضة وسرت إليها انتعاشة وراحة وأدرك المدرب بدقّة ملاحظته أنها مادة خام يمكن أن يصقلها.



الحصاد



ولمّا علم من حولها أنها بدأتْ التّمارين في رياضة المُلاكمة سخر منها الجميع ، فهي في سنّ مُتقدمة نسبيّا للممارسين لهذه الرياضة، ولكن ريما عيّادي وجدت في هذه الرياضة متنفسا لها بل وحتّى علاجا لمشاكلها ـ حسب قولها ـ وأحبتها وبذلت فيها كل الجهد وتحدّت كل المنتقدين لها ولم يصبها الإحباط، بل ازدادت عزما وواصلت التّمارين تحت إشراف مّمرّن مُحترف ، وبدأت تحصد ثمار جهدها ،ففي عامها الأول فازت في كل المباريات التي خاضتها، وهو ما اثأر اهتمام المسؤولين بها ، وبعد هذا التألق مرّت من صنف الهواة إلى صنف المحترفات وبسرعة انتبه لها مدرب المنتخب الفرنسي فضمها إلى الفريق.

 



البطلة



ويوم19ديسمبر2020فازت ريما ببطولة فرنسا .تحدثت عن تجربتها وقالت إن نجاحها جاء بعد تضحيات ومعاناة ،وتلخص سر تألّقها في العزيمة والإصرار والبذل مؤكّدة أن الرياضة اكتسبتها ثقة في النّفس مضيفة: "اذا رسمنا لأنفسنا أهدافا وبذلنا الجهد لتحقيقها فلا شيء يمكن أن يحول دون نجاحنا، وعندما يكون لدينا اليقين باننا موهوبون في أي مجال فلا بد من الانطلاق حتى ولو كان الأخرون لا يعتقدون في نجاحنا وبالنسبة لي فان ممارستي للملاكمة كانت لي دواء لجراح كثيرة ، والمؤكد أن بداياتي كانت صعبة والتمارين مضنية ولكن بفضل إصراري وعزيمتي تقدمتُ ونجحتُ غير عابئة بمن أراد إحباطي والحطّ من معنويّاتي ورفعت شعار :"ّاذا أردت شيئا فهو ممكن التحقيق" وكما يلذّ للفرنسيّين ترديده :"المستحيل لا وجود له".