تجربة فرنسية في التدريس وسط الطبيعة

وسط الغابات وبين أحضان الطبيعة
9 صور

في زمن انتشار وباء الكورونا بدأت في فرنسا تجربة جديدة في تدريس التلاميذ وخاصة منهم صغار السنّ القاطنين بالمدن بأسلوب جديد يتمثّل في اختيار يوم في الأسبوع أو اكثر ليكون الدرس في الهواء الطلق خارج المدرسة وسط الطبيعة ،مهما يكن الطقس ممطرا أو مشمسا أو حتى عند تساقط الثلوج او هبوب الرياح عملا بالمثل الفرنسي القائل :ليس هناك طقس سيئ وإنما هناك ملابس سيئة.

وتزعّم هذه الفكرة وبادر بتطبيقها المدرّس ألكْسندرْ (47 عاما) والهدف هو التجديد في أساليب التدريس والقرب من الطبيعة بعيدا عن الجدران والإسمنت المسلح، فالتلاميذ في المدن انقطعت صلتهم بالطبيعة او تكاد.
ويلقى" الكسندر" التشجيع من الكثيرين من زملائه المدرّييين وهناك من حذا حذوه، كما يلاقي المُساندة ومن المسؤولين أيضا ومن بينهم "آن هيدالغو" رئيسة بلدية" باريس "التّي حرصت هذا الأسبوع على الحضور بنفسها أحد الدروس في غابة قريبة من العاصمة الفرنسيّة.

ثورة خضراء

وقد صدرت كتب تُنظّر للتدريس وسط الطبيعة وتشرح وتحلل فوائد هذا الأسلوب التّربوي ومن آخرها كتاب "الطفل والطبيعة" "للمؤلفة "موانا فوشبييه دي لافينييه "، وهي صحفيّة بجريدة" لوموند " مختصة في التربية، وهي تصف الظاهرة بـ"الثورة الخضراء" وتقول أنّه شكل جديد من أساليب التعليم اصبح ممكنا ومتاحا ومنصوحا به.

وحقق التلاميذ بفضل الدراسة بين أحضان الطّبيعة في الهواء الطلق نتائج افضل من نتائجهم في دراستهم داخل جدران المدرسة وذلك في مواد مثل في اللّغة والرياضيّات والعلوم وهو أسلوب يشجع على الابتكار والفكر النقدي ومفيد للصحة أيضا، فالتلاميذ اليوم يعيشون بين أربعة جدران وبسبب ذلك و لاسباب أخرى يعانون من السمنة وضغط الدم.

تغذية ملكة الابتكار والخيال

ومن فوائد أسلوب التدريس في الهواء الطلق إيجاد رابط مع الطبيعة يغذي لدى الطفل ملكة الابتكار والخيال وتعلمه دقة الملاحظة، وقد انكبّ باحثون ورجال تربية ومدرسون على لدراسة فوائد التعليم في الوسط الطبيعي بين الأشجار ووسط خرير المياه وباحتكاك بالتربة والأرض تحت سماء مفتوحة، ويكتسب التلاميذ بفضل ذلك تكوينا متينا.