في صباح يوم العيد, يأكل النّاس في تُونس الحلو، وأهل مدينة صفاقس ينفردون بأكل السّمك المجفّف المُملّح !

مدينة صفاقس
الشرمولة
طبق الشرمولة
اكلة من عهدالرومان
4 صور

مدينةُ "صفاقسْ" (280كلم جنوب تُونس العاصمة) ،هي ثاني أكبر المُدن التونسيّة بعد العاصمة تُونس ،وأهلها معروفُون بحبّهم للعمل وإتقانه وبمهارتهم في مجال التّجارة وبحسن التصرّف في أمْوالهم و أرْزاقهمْ ،وهُم في الطّبخ بارعون أيضا حتّى أنّ أشهر المطاعم في تُونس العاصمة هي على ملكهم،وقد ذاع صيتُها بين النّاس بأكلاتها الأصيلة وأطباقها اللّذيذة . 

الشّرمولة 

 ومن أشهر عادات عيد الفطر والتّي تختصّ بها مدينة "صفاقس" وتوارثها النّاس أبا عن جدّ تناول أهلها أكلة "الشرْمُولة"، وهو طبق متكوّن من الزبيب الذّي يتمُّ رحيه مرتين اثنتين يضاف اليه عند طبخه كميّة كبيرة من البصل والزّيت والماء وخليط مسحوق من البهارات المُختلفة والمتُنوّعة كالفلفل الحار، والكمّون والقرفة وأعْواد القُرنفل و"شوش الورد" و"الكبابة " وقشور البرتقال وما يُعرف في صفاقس باسم "رأس الحانوت" ،وهي كُلّها تُعطي لهذه الأكلة نكهة مُتميّزة ومذاقا لذيذا ورائحة فوّاحة. 

عندما يتآلف الحلو والمالح ! 

ومن مُقوّمات" الشرمولة" هو السّمك المُجفف المٌملّح و الذّي يُؤكل معها ، و يكون دائما من الأسماك الكبيرة الحجم والممتازة مذاقا مثل :المنّاني" و"البُوري" والغزال" و"الكرشو" و"التُن" و"القرّاض" ، و يصل الأمْرُ أحيانا من أجل توفير مُستلزمات هذه  الأكلة بالذّات إلى توريد أسماك من الخارج لتعديل السّوق الذّي ترتفعُ فيه أسعار السمك المُجفف المملح الى حدّ الشّطط بسبب كثرة الإقبال على شرائه، وقد قامتْ الّدولة ذات مرة بتوريد سمك من نوع "الباكلاو" من أحد البُلدان الإسكندافيّة وهو " النّرويج "من أجل ضمان أكل جميع أهالي مدينة "صفاقس" يوم عيد الفطر طبق" الشرمولة"  

ويؤكّدُ خُبراء التغذية أنّ هذه الأكلة المُميزة التي يختلط فيها المالح بالحلو هي اكلة صحيّة ومُفيدة للصائمين  في شهر رمضان،وسرّشهرتها هو هذا التآلف في مُكوّناتها ومذاقها بين الحلو والمالح. 

تراث ثقافي 

والطريف انّ هذه الاكلة لا يتناولها النّاس إلا يوم العيد فقط وفي مدينة "صفاقس"خصوصا، وهي تطبخ لفترة أيام معدودات قبل العيد كلّ يوم ساعة تقريبا حتّى يُصبح لونها عسلي، وقد أصبحتْ من التّراث الثّقافي والحضاري للمدينة و ذاع صيتها واشتهرت لتميزها عن كل أنواع الأكلات الأخرى ،ويقولُ المؤرخون أنّها رُبما تعود الى عهد الرّومان الذين استوطنوا تونس واشتهروا بحبهم للسّمك المملح المطبوخ.