الفنان طلال الزيد: أعمالي في قطارات إيطاليا ومتاحف سويسرا

لوحة من أعمال التشكيلي طلال الزيد

تميَّز الفنان التشكيلي، طلال الزيد، بمسيرة فنية لامعة حققت أصداءها محلياً وعالمياً؛ إذ رسمت أنامله جداريات المطاعم الإيطالية ومحطات القطار، إلى جانب مشاركته في عدد من معارض الفن التشكيلي الشهيرة في فرنسا وسويسرا وأبوظبي والسعودية وعدد من الدول الأخرى، بلوحاته المميزة التي توحي بأسلوبه الفريد في الرسم منذ الوهلة الأولى، وترى خلالها الوجوه الملهمة التي التقاها مؤخراً بلوحات غير محدودة القرائية.


سيدتي نت التقت به عبر الحوار التالي :


كيف اكتشفتَ شغفك بالرسم وما أولى الخطوات للاحتراف؟


منذ صغري، وفي المرحلة الابتدائية تحديداً، كنت أحب الرسم كثيراً، وأرسم الكرتون أكثر من غيره، واستمرت تلك الحقبة إلى منتصف التسعينيات، وعندما أصبحت في المرحلة الثانوية انتقلت إلى الجرافيتي، واستمر معي حتى تخرجي في الجامعة، وكنت أستلم مشروعات في نهاية التسعينيات في مطاعم ايطاليا، حيث كنت هناك وقتئذٍ، وكنت أرسم على الجدران، إضافة إلى مشروعات خاصة كالبيوت، ومنها ما هو مع البلدية في روما لافتتاح محطة قطار جديدة عام 2000، ثم توجَّه اهتمامي للفن المعاصر إلى جانب البورتريه، وبدأت أرسم لوحات وأعرضها خارج السعودية وداخلها في صالات فنية، وهذا في 2009، بعد مشاركتي في "أرت فير" .
ما أكثر ما تستمتع برسمه؟
أحب البورتريه والوجوه، وكذلك الفن التجريدي التعبيري، إحدى مدارس الفن التي تركِّز في طريقة الرسم على الفرشاة وضرباتها واستخدام الأدوات بطرق معينة، فتركِّز على الألوان وأسلوب العمل أكثر من النتيجة، وأنا أدمج الاثنين وأستمتع بهما.

 

كيف تختار ما تجسِّده والألوان التي ترسم بها في لوحاتك؟

 


يأتي إلهامي مما هو حولي دائماً؛ فأنا أقضي وقتاً طويلاً في الخارج، وأقابل الأشخاص باستمرار في الشارع وأثناء خروجي للتنزه والمطاعم، والوجوه حولي دون تخطيط تخرج في أعمالي، وكذلك الطبيعة؛ إذ أوظفها في أعمالي كثيراً، كالعلاقة بين الألوان، ويؤثر ذلك في البورتريه وغيره من أنواع الرسم.

 

الفنان التشكيلي طلال الزيد
الفنان التشكيلي طلال الزيد


حدِّثنا عن مشاركاتك التي لا تُنسى؟


كثيرة بصراحة، ولكل منها قصته، فمنها ما هو مع مسك في باريس؛ إذ كانت تجربة جميلة، وهناك معرض متنقل نظمته في فرنسا، وكانت التجربة جميلة ولا تُنسى، وكذلك أول مرة شاركتُ في "أرت فير" في 2010 في أبو ظبي، فكان شعوراً جميلاً جداً لأول مشاركة في هذا المعرض، وكذلك سَعِدْتُ أثناء عرض أعمالي بمتحف في سويسرا قبل خمس سنوات، كانت تجربة العرض في المتاحف جميلة خلال برنامج متكامل وإقامة فنية في سويسرا لمدة شهرين، وهذه بعض التجارب المميزة التي لها قصص خاصة بها.
 

 

من أعمال الفنان طلال الزيد
بريشة طلال الزيد

 


كيف تحافظ على أعمالك بنمط يوحي ببصمتك دوماً؟


الفنان وبعد ممارسة وعدة تجارب يستطيع التفرد، وفي مرحلة طويلة مررت خلالها بعدد من مدارس الرسم، وكان لكل منها أسلوب وأدوات خاصة وجمهور من المهتمين، استطعت أن أعرف ما أريده وما أرغب في التركيز عليه، وخدمني ذلك كفنان بانعكاس نتيجة رسمي اليوم.


ما الانطباعات والآراء التي بقيت بذاكرتك عن أعمالك؟


الحمد لله أكثر من شخص أخبرني بأن أعمالي مميزة، بغضّ النظر عن تعريف التميز؛ سواء كان في الألوان أو البورتريهات أو الأسلوب أو طريقة الرسم، ولكن الجمهور حينما يرى أعمالي يعرف أنني مَنْ رسمها وينسبها لي، وهذا شيء جميل، كما أتذكر دائماً حديثَ ناقدٍ عن أعمالي، فقد أخبرني بأنه استطاع ربطها بفنانين كمارك روثكو الذي تأثرت به في أعمالي حقيقةً، رغم أن أعماله لا تشبه أعمالي كثيراً، لكنه استطاع أن يعرف ذلك، ووصفها بأنها ليس لها حدود؛ فتُقرأ من أعلى لأسفل أو من اليمين لليسار أو بالعكس، وهو يستطيع أن يعبِّر عنها ويقرأها كناقد، ورأى الناقد أنها دعوة للشخص أمام اللوحة ليراها عبر أكثر من زاوية؛ فاللوحة تستقبله بالتعمق والاطلاع، وأن يجربها بأكثر من جانب، والمقصود بالتجربة أن أي عمل فني يقف أمامه شخص يستطيع أن يقرأه، وهذا دائماً اتذكره، واستمرّ معي.