طفلي يسألني عن الله

2 صور

هناك بعض الأسئلة التي يسألها الطفل وهو يتوقع أن الأم أو الأب يعرفان كل شيء، فهو يرى ايضاً أن الكبار يعرفون كل شيء، وأن الكون من حوله يحتوي على اسرار لم يكتشفها بعد، ولذلك فأنت أمام سؤال طفلك الصعب: ما هو شكل الله، واين يعيش الله ومن أمه مثلاً؟

هذه الأسئلة تحتاج لتصرف سليم في الرد عليها  يقدمه إختصاصي الطب النفسي الدكتور منذر عطا الله من خلال الأشارة إلى النقاط الآتية.

  • هذه الأسئلة أمر طبيعي وإيجابي، فهي محاولة تلقائية من الطفل لفهم الكون من حوله، والطفل يحاول أن يسأل دوماً ليكشف الستار عما هو جديد وغامض بالنسبة إليه، ومعرفته تفرحه كثيراً وتزيد ثقته بنفسه،
  • كما تختلف طبيعة ونوع وكمية هذه الأسئلة من طفل لآخر، وذلك حسب ذكاء الطفل ومستوى إدراكه وليس حسب سنه، فالذكاء وجو الأسرة هما العاملان الأساسيان،
  • وكلما كان هناك نوع من الحوار الأسري والاطلاع على وسائل الإعلام، زاد ذلك من إدراك الطفل وتطلعه، وبالتالي زادت هذه الأسئلة،
  • فلو كان أحد الوالدين مثلاً يعقد الندوات الدينية في البيت، ويحضرها الطفل أو يواظب على مشاهدة وسماع البرامج والندوات الدينية والفكرية، فإن هذا سيشجعه على التفكير والسؤال في مثل هذه الأمور.


المحاذير الثلاثة:
هناك ثلاثة محاذير قد تدمر نفسية الطفل، وتحجم حب الاستطلاع لديه وهي


• التهرب:
تتهرب الأمهات أحياناً من أسئلة أطفالهن، كأن تقول له: "سأجيبك لاحقاً"، أو "جاء موعد برنامجك المفضل"، ظناً منهن أن الطفل سينسى الأمر، والواقع أنه لا يمكن أن ينسى مثل هذه الأسئلة، فالتهرب ليس حلاً؛ وإن لم تجاوبيه بحث عن الجواب عند غيرك، وقد يحصل على إجابات خاطئة أو مضللة تشوش مفاهيمه، فلا تجعلي الأمر يخرج من بين يديك لنتائج غير مضمونة.

• تجاهل الإجابة:
إن عدم الإجابة على طفلك يجعله قلقاً حائراً، كما يحد ذلك من رغبته في الاستطلاع والتفكير الضروري لنمو ذكائه وتوسيع مداركه العقلية.

• توبيخ الطفل:
قد تواجه بعض الأمهات أسئلة طفلها بأن تقول له: "عيب يا ولد أو اسكت"، ففي الواقع أن هذه الإجابات تثير فضوله أكثر وتجعله يتساءل: لماذا هذا السؤال عيب؟ ولماذا حرام؟ ولماذا يخفون علي الأمر؟ مما يصيب الطفل بالإحباط ويشعره بالكبت.
 

للتعامل مع هذه الأسئلة عن الله وغيرها من الأسئلة المحرجة حول الأمور الدينية عليك إتباع الآتي


1. هناك بعض الأسئلة حتى الكبار لا يعرفون لها جواباً، مثل: "ما هو شكل الله؟ كيف خلق الله؟" فعلى الأم أن تخبره وقتها أن الله عظيم وقادر على كل شيء، وهو العليم بكل الأمور، أما نحن فعقلنا محدود لا نعرف إلا ما علمنا الله إياه، وأراد لنا أن نعرفه، والله تعالى لم يخبرنا عن هذه الأمور، لكنه أخبرنا عن أمور أخرى، مثل: خلق الإنسان، وخلق المطر.

2. أما الأسئلة الأخرى فتجيبه الأم على قدر عقل الطفل، لا أكثر ولا أقل. وتضرب له الأمثلة البسيطة على ذلك بما يتناسب مع عقله.

3. إن كانت الأم لا تعرف طريقة الإجابة المناسبة على طفلها، فليس عيباً أن تخبره بذلك قائلة: "سؤالك جيد تصور أني لم أفكر فيه من قبل، أو أني لا أعرف جوابه تحديداً، ما رأيك بأن نسأل فلان أو الشيخ فلان".

4.  يجب عدم التهاون في مثل هذه الأسئلة، حتى تحافظي على ذكاء طفلك وتنميه، وتجعليه يساعد نفسه في البحث عن المعلومات، وتوسيع مداركه العقلية.