دراسة حديثة: العاملون ليلًا معرضون لخطر الإصابة باضطراب نظم القلب

دراسة حديثة: العاملون ليلًا معرضون لخطر الإصابة باضطراب نظم القلب
دراسة حديثة: العاملون ليلًا معرضون لخطر الإصابة باضطراب نظم القلب

بعض الوظائف تتطلب من القائمين بها العمل ليلًا، ورغم محاولتهم تعويض ساعات النوم الطبيعية التي سيفقدونها أثناء عملهم قبل البدء به إلا أنّ الخطر على صحتهم لا يزال قائمًا، وهو ما كشفت عنه دراسة حديثة؛ حيث بينت أنّ الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة باضطراب نظم القلب، الأمر الذي يؤدي لخفقان القلب على نحو سريع جدًا، أو بطيء جدًا أو غير منتظم، وهو ما يسمى الرجفان الأذيني.

وبحسب سكاي نيوز فإنّ الدراسة والتي نشرت حديثًا في مجلة القلب الأوروبية هي الأولى من نوعها التي تبحث في الروابط بين العمل الليلي والرجفان الأذيني، باستخدام معلومات من قرابة 300 ألف شخص في قاعدة بيانات البنك الحيوي في بريطانيا.

ووجد الباحثون أنه كلما عمل الناس في نوبات ليلية أطول وأكثر تكرارًا على مدار حياتهم زاد خطر إصابتهم بالرجفان الأذيني، كما تم ربط العمل في النوبات الليلية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن ليس بالسكتة الدماغية أو قصور القلب.

وأيضًا بحث العلماء احتمال ما إذا كان الاستعداد الوراثي للرجفان الأذيني يمكن أن يلعب دورًا في زيادة المخاطر، حيث قاموا بتقييم المخاطر الجينية الشاملة على أساس 166 اختلافًا جينيًّا معروفًا بأنها مرتبطة بهذه الحالة إلا أنهم وجدوا في المقابل أنّ مستويات المخاطر الجينية لم تؤثر على الارتباط بين نوبات العمل الليلية ومخاطر الرجفان الأذيني، بغض النظر عمّا إذا كان المشاركون لديهم انخفاض أو متوسط أو مخاطر وراثية عالية.

بدوره قال البروفيسور "ينجلي لو" قائد الدراسة:" على الرغم من أنّ دراسة مثل هذه لا يمكن أن تظهر علاقة سببية بين النوبات الليلية والرجفان الأذيني وأمراض القلب فإنّ نتائجنا تشير إلى أنّ العمل في النوبات الليلية الحالية ومدى الحياة قد يزيد من مخاطر هذه الحالات، والنتائج التي توصلنا إليها ترشدنا إلى اتباع بعض الإجراءات للوقاية من الرجفان الأذيني، إذ إنّ تقليل وتيرة ومدة العمل الليلي قد يكون مفيداً لصحة القلب والأوعية الدموية".

يذكر أنّ الباحثين وجدوا أيضًا بأنّ الأشخاص الذين يعملون حاليًّا في نوبات ليلية على أساس عادي أو دائم لديهم خطر متزايد بنسبة 12 بالمئة للإصابة بالرجفان الأذيني مقارنة بالأشخاص الذين عملوا خلال النهار فقط، بينما زاد الخطر إلى 18 بالمئة بعد عشر سنوات أو أكثر بالنسبة لأولئك الذين لديهم نوبات ليلية مستمرة مدى الحياة.


كما أنّ خطر الإصابة بالرجفان الأذيني زاد إلى 22 بالمئة بين الأشخاص الذين عملوا في المتوسط من ثلاث إلى 8 نوبات ليلية في الشهر لمدة عشر سنوات أو أكثر، مقارنة بالعاملين في النهار.


ومن بين المشاركين الذين يعملون حاليًّا في نوبات ليلية، أو يعملون في نوبات ليلية لمدة عشر سنوات أو أكثر، أو يعملون مدى الحياة من ثلاث إلى ثماني نوبات ليلية شهريًّا زاد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 22 بالمئة و37 بالمئة و35 بالمئة على التوالي مقارنة بالعاملين نهارًا.

 البروفيسور تشي تحدث عن هذه الدراسة قائلًا:" كانت هناك نتيجتان أكثر إثارة للاهتمام، حيث وجدنا أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني من الرجال عند العمل في نوبات ليلية لأكثر من عشر سنوات، حيث زادت مخاطر الإصابة بشكل ملحوظ، حين وصلت إلى نسبة 64 بالمئة مقارنة بالعاملين في الفترة الصباحية، أما الأشخاص الذين يمارسون قدرًا مثاليًّا من النشاط البدني يبلغ 150 دقيقة أسبوعيًّا أو أكثر من الشدة المعتدلة، كان لديهم خطر أقل للإصابة بالرجفان الأذيني من أولئك الذين يمارسون نشاطًا بدنيًّا غير مثالي عند التعرض لنوبات عمل ليلية مدى الحياة.

تجدر الإشارة إلى أنّ العلماء ينصحون النساء خاصة والأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًّا بتقليل العمل في النوبات الليلية.