ما هو القلق الاجتماعي؟ وما أعراضه والعلاجات الفاعلة؟

القلق الاجتماعي يستدعي العلاج
القلق الاجتماعي يستدعي العلاج

القلق الاجتماعي الذي يشار إليه أحيانًا بالرهاب الاجتماعي، هو نوع من اضطرابات القلق التي تسبب الخوف الشديد أثناء التواجد ضمن الأوساط الاجتماعية.
ويعاني الأشخاص المصابون بالقلق الاجتماعي من صعوبة في التحدث أمام وإلى الناس، ومقابلة أشخاص جدد، وحضور التجمعات الاجتماعية، إذ يخشون أن يحكم عليهم الآخرون، أو يفهمون أن مخاوفهم غير منطقية أو غير معقولة، لكنهم يشعرون بالعجز عن التغلب عليها.

والإنسان كائن اجتماعي وقدرته على الارتباط بسهولة بالمواقف الاجتماعية المختلفة تؤثر على العديد من الجوانب المهمة في حياته، بما في ذلك الأسرة والتعليم والعمل والترفيه والمواعدة والعلاقات العاطفية..
لكن عندما يعاني الفرد من اضطراب القلق الاجتماعي، فسوف يكون قلقاً من بعض المواقف أو الأشياء والأشخاص مما يدفعه إلى تجنبها. علماً أن هذا الخوف أو القلق لا يتناسب مع التهديد الفعل على الإطلاق.
 

والقلق الاجتماعي يختلف عن الخجل، فعادة ما يكون الخجل قصير الأمد ولا يعطل الحياة، ولكن القلق الاجتماعي مستمر ومنهك. إكتشفي المزيد حول القلق الاجتماعي في الآتي:

إعداد: ريما لمع بزيع - سارة نبيل
 

أعراض القلق الاجتماعي


قد يتسبب القلق الاجتماعي في ظهور الأعراض الجسدية التالية:

  1. احمرار الوجه خجلاً.
  2. الغثيان.
  3. التعرق المفرط.
  4. الارتجاف.
  5. صعوبة الكلام.
  6. الشعور بالدوار.
  7. تسارع دقات القلب.


قد تشمل الأعراض النفسية، الآتي:

  1. القلق الشديد بشأن المواقف الاجتماعية.
  2. القلق لأيام أو أسابيع قبل الحدث.
  3. تجنّب المواقف الاجتماعية أو محاولة البقاء في الخلف، إذا كان عليك الحضور.
  4. القلق من أن يلاحظ الآخرون أنك متوترة أو عصبية.


تابعي المزيد: أعراض وعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

القلق الاجتماعي يؤثر على حياة الفرد


رغم أنه من الطبيعي إظهار بعض القلق في المواقف الاجتماعية، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يكونون قلقين على نحو كبير جداً لدرجة أنهم يتجنبون هذه المواقف أو يتحملونها مع مشاعر قوية من عدم الإرتياح. 
يعاني نحو 13% من الأشخاص من اضطراب القلق الاجتماعي في مرحلة ما من حياتهم. ويصيب هذا الاضطراب حوالي 9% من النساء و7% من الرجال كل عام.
وتشير بعض الدراسات والأبحاث السريرية إلى أن بعض البالغين الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، كانوا خجولين في فترة الطفولة، بينما لم تظهر على آخرين أية أعراض قلق ملحوظة إلا بعد البلوغ.

أسباب اضطراب القلق الاجتماعي

يصاب الأطفال أيضًا باضطرابات القلق نتيجة تربيتهم في بيئات مسيطرة أو مفرطة في الحماية


السبب الدقيق للقلق الاجتماعي غير معروف، ومع ذلك، يدعم البحث الحالي فكرة أنه ناتج عن مجموعة من العوامل البيئية وعلم الوراثة. وقد تساهم التجارب السلبية أيضًا في هذا الاضطراب، بما في ذلك:
-التنمر.
-الصراع الأسري.
-العنف الجسدي.
-وقد تساهم التشوهات الجسدية مثل عدم توازن السيروتونين في حدوث هذه الحالة. والسيروتونين مادة كيميائية في الدماغ تساعد على تنظيم المزاج، وقد يسبب فرط نشاط اللوزة الدماغية (هيكل في الدماغ يتحكم في استجابة الخوف والمشاعر أو أفكار القلق) هذه الاضطرابات.
-يمكن أن تكون اضطرابات القلق وراثية في العائلات، ومع ذلك، فإنَّ الباحثين غير متأكدين مما إذا كان هذا القلق الاجتماعي مرتبطاً بالعوامل الوراثية.
على سبيل المثال، قد يصاب الطفل باضطراب القلق من خلال تعلم سلوك أحد والديهم المصاب باضطراب القلق. يمكن أن يصاب الأطفال أيضًا باضطرابات القلق نتيجة تربيتهم في بيئات مسيطرة أو مفرطة في الحماية.

تابعي المزيد: عنصر غذائي يحمي كبار السن من شيخوخة الدماغ

المواقف التي تثير القلق الاجتماعي


يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي بالقلق من أن أفعالهم قد تبدو غير مناسبة. غالباً ما يخشون أن يصبح قلقهم واضحاً، خوفاً من أن يتعرقوا، أو يحمروا خجلاً، أو يتقيأوا، أو يرتعشوا، أو أن يكون صوتهم مرتجفاً. 
كما أنهم يخشون فقدان تواصل أفكارهم أو عدم القدرة على العثور على الكلمات للتعبير عن أنفسهم.
ترتبط بعض حالات القلق الاجتماعي بمواقف معينة، ولا تنتج القلق إلا عندما يضطر الشخص إلى أداء نشاط معين في الأماكن العامة.
علماً أن نفس النشاط الذي يتم إجراؤه في العزلة لا يسبب القلق لديهم. 
وتشمل المواقف التي غالباً ما تثير القلق لدى الشخص المصاب باضطراب القلق الاجتماعي، الآتي: 
-    التحدث في الأماكن العامة؛
-    تأدية أمر ما مكان عام، مثل قراءة كلمة أو خطاب أو العزف على آلة موسيقية..؛
-    تناول الطعام برفقة الآخرين؛
-    التعرف على أشخاص جدد؛
-    إجراء محادثة؛
-     التوقيع على وثيقة معينة أمام الشهود؛
-    الذهاب إلى مرحاض عام. 

يعاني بعض الأشخاص من أعراض القلق الاجتماعي في موقف واحد أو أكثر، بينما يعاني آخرون منها في نطاق أوسع. في كلا النوعين من القلق الاجتماعي، يخشى الشخص أنه إذا فشل في تلبية توقعات الآخرين أو إذا تم التدقيق فيه في تفاعلاته الاجتماعية، فسوف يشعر بالحرج أو الإذلال أو الرفض، أو سيسيء إلى الآخرين.
قد يدرك هؤلاء المرضى أو لا يدركون أن مخاوفهم مفرطة.
 

تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي

لا يوجد اختبار طبي للتحقق من اضطراب القلق الاجتماعي، إذ يشخص مقدم الرعاية الصحية الخاص بك القلق الاجتماعي من وصف الأعراض الخاصة بك، ويمكنه أيضًا تشخيص القلق الاجتماعي بعد فحص أنماط سلوكية معينة.
وتشمل معايير اضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:
-خوف دائم من المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الإذلال أو الإحراج.
-الشعور بالقلق أو الذعر قبل التفاعل الاجتماعي.
-إدراك أن مخاوفك غير معقولة.
-القلق الذي يعطل الحياة اليومية.

علاج اضطراب القلق الاجتماعي

تتوفر عدة أنواع من العلاج لاضطراب القلق الاجتماعي، فيما تختلف نتائج العلاج من شخص لآخر. ويحتاج بعض الأشخاص إلى نوع واحد فقط من العلاج.،ومع ذلك، قد يحتاج البعض الآخر إلى أكثر من علاج. وتشمل خيارات علاج اضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:
-العلاج السلوكي المعرفي: يساعدك هذا العلاج على تعلم كيفية التحكم في القلق من خلال الاسترخاء والتنفس، وكيفية استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
-العلاج بالمواجهة: يساعدك هذا النوع من العلاج على مواجهة المواقف الاجتماعية تدريجيًا، بدلاً من تجنبها.
-العلاج الجماعي: يساعدك هذا العلاج على تعلم المهارات والتقنيات الاجتماعية للتفاعل مع الأشخاص في البيئات الاجتماعية. قد تجعلك المشاركة في العلاج الجماعي مع الآخرين الذين لديهم نفس المخاوف تشعرين أنك أقل واحدة، وستمنحك فرصة لممارسة مهاراتك الجديدة من خلال لعب الأدوار.
-علاجات منزلية: وتشمل تجنّب الكافيين، حيث تعتبر الأطعمة مثل القهوة والشوكولاتة والصودا منبهات وقد تزيد من القلق. كما الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، حيث يوصى بالحصول على ثماني ساعات من النوم على الأقل كل ليلة، لأنَّّ قلة النوم يمكن أن تزيد من القلق وتزيد من سوء أعراض القلق الاجتماعي.

*ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.

*المصادر: 

- Healthline
- Le Manuel MSD
 

تابعي المزيد خطوات للتغلب على القلق الإجتماعى من خلال لغة الجسد