mena-gmtdmp

تأثير الصحة النفسية والعقلية في صحة الجسم لا يُصدَّق.. اختصاصية تشرح

حافظي على صحتك النفسية لتنعمي بحياة صحية
حافظي على صحتك النفسية لتنعمي بحياة صحية

لا يمكننا أن نفصل بين النفس والجسد؛ فهما وجهان لعملة واحدة. الصحة النفسية أوالعقلية لا تؤثر فقط في طريقة تفكيرنا ومشاعرنا، بل تنعكس بشكل مباشر على صحة أجسامنا، وأحياناً تكون السبب الأساسي في نشوء أو استمرار بعض الأمراض الجسدية.
في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي حول الترابط العميق بين الصحة النفسية والجسدية، وبدأت الأبحاث الطبية تُثبت أن التوتر المزمن، القلق، الاكتئاب، والصدمات النفسية، حالات يمكن أن تؤثر سلباً في الجهاز المناعي، العصبي، الهضمي، والقلبي.
"سيِّدتي" التقت الاختصاصية في علم النفس أزنيف بولاطيان؛ للتحدث عن المزيد حول تأثير الصحة النفسية والعقلية في صحة الجسم.

اختصاصية علم النفس أزنيف بولاطيان

الجسد مرآة المشاعر

الجسم لا يكذب؛ فهو يُعبِّر بصدق عما يعانيه العقل. كثيراً ما نشهد حالات من آلام المعدة، صداع مزمن، تعب عام، أو حتى أمراض جلدية، يكون السبب الحقيقي خلفها ضغوطات نفسية متراكمة. الجسد "يُترجم" مشاعرنا المكبوتة إلى أعراض جسدية في محاولة للفت انتباهنا إلى ما لم نُعبِّر عنه بالكلام أو البكاء.

التوتر والضغط العصبي: سمٌّ صامت

يُعتبر التوتر المزمن من أكثر الحالات النفسية ضرراً على صحة الجسم؛ فعندما نعيش في حالة دائمة من القلق أو الإجهاد، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين بشكل مستمر؛ ما يؤدي إلى:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ضعف المناعة.
  • مشاكل في القلب.
  • الأرق واضطرابات في النوم والهضم.
  • مشاكل في البشرة مثل حب الشباب أو الإكزيما.

الاكتئاب وتأثيره في الجهاز المناعي

ابحثي عن الوسائل التي تُبقيك في حالة نفسية جيدة


الاكتئاب لا يؤثر فقط في المزاج أو القدرة على التركيز، بل يرتبط أيضاً بضعف الجهاز المناعي؛ ما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض والالتهابات. كما أن المصابين بالاكتئاب قد يهملون تناول الطعام الصحي أو ممارسة الرياضة؛ ما يزيد من تدهور حالتهم الجسدية.

الصدمات النفسية والعلاقات المتأزمة

الصدمات النفسية غير المُعَالجة، وخاصة تلك التي تعود إلى الطفولة أو العلاقات السامَّة، قد تظل مُخزَّنة في الجسد. وهذا ما نراه في العلاج النفسي الجسدي حيث ترتبط أمراض مزمنة مثل القولون العصبي، الصداع النصفي، وحتى بعض أنواع الألم العضلي، بتجارب صادمة لم يتم التعامل معها عاطفياً.

العلاج النفسي بوصفه وسيلة للشفاء الجسدي

الكثير من الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تحسين الصحة النفسية يساعد بشكل مباشر على تحسُّن صحة الجسم عموماً. عند معالجة الجروح العاطفية، وتحرير التوترات المكبوتة، وتعزيز السلام الداخلي، يبدأ الجسد بالاستجابة بطريقة إيجابية، حيث:

  1. تخف حدة الأعراض.
  2. يرتفع مستوى الطاقة.
  3. تتحسن نوعية النوم.
  4. يعود الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة.

نصائح لتعزيز الصحة النفسية من أجل جسد سليم

  1. ممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق لخفض التوتر.
  2. الحديث مع مختص نفسي للتفريغ العاطفي والمعالجة.
  3. الحفاظ على نمط حياة صحي، من خلال الحرص على النوم الكافي، التغذية متوازنة والحركة اليومية.
  4. تجنُّب العلاقات السامَّة ورسم حدود صحية.
  5. الكتابة أو الرسم كوسيلة للتعبير عن المشاعر الدفينة.

أثر الصحة النفسية في الجسم عموماً: خاتمة

تختم الاختصاصية في علم النفس أزنيف بولاطيان حديثها لـ"سيِّدتي" قائلة: "الصحة النفسية ليست ترفاً، بل هي أساس الصحة الجسدية. عندما نبدأ بالاهتمام بأفكارنا، ومشاعرنا، وعلاقاتنا، نمنح أجسادنا فرصة حقيقية للشفاء والنمو. الجسد يسمع كل ما يقوله العقل؛ فلنجعل حواراتنا الداخلية مليئة بالرحمة، الفهم، والدعم الذاتي".


* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.