عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي: أكثر ما يسعدني الإسهام في بناء مستقبل طفل

سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
عضوة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي سميّة حارب السويدي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي
4 صور

من أكبر ملامح الشّخصيّة التي يتم صقلها خلال المسيرة التعليمية، هي خلق التجديد والتحديث المستمر في قدرتها، فهذا التجديد بات متطلّباً أساسيّاً في قطاع التعليم؛ ما أعطاني القدرة على مواجهة التحديات، فأنا امرأة أمتلك الكثير من الصبر الذي مكنني من التعامل مع شرائح مختلفة، كما أعطاني هذا ثقةً أكبر بالنفس. هكذا تصف سميّة حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي، عن هذه الإمارة. التقتها «سيدتي» في حوار، لتحكي لنا أروع اللحظات التي تقضيها في مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، التي ترأس مجلس أمنائها.
 


دعينا نبدأ من الحاضر، ما تقييمك للوضع التّعليميّ هذه الأيام؟


في دولة الإمارت، يمشي التعليم نحو تطويرٍ سريع، ضمن فلسفةٍ تربويةٍ حديثةٍ، وهو يواكب كل المجالات، الصحية والنفسية والاقتصادية، كما أنّ أزمة كورونا التي مررنا بها، أثبتت مدى قوة النظام التعليمي لدينا في التعليم عن بعد، مع العلم أنّ الأنظمة التعليمية في الكثير من بلدان العالم توقّفت. لقد نجحنا من خلال التعليم الذكي، الذي بُنِيت أسسه في جميع المراحل، وهذا بفضل التحديث والتطوير، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، هذا يُحتَسب لنا.


هو خيار واحد


إلى أي مدى ساعد التحديث الطلاب؟


بالتأكيد، التعليم المباشر أفضل من التعليم عن بعد، لكننا وضعنا في ظرف لم يكن فيه إلا خيار واحد، وما جعله قوياً هو المتابعة المستمرة من المسؤولين التربويين في الوزارة، وتحديث الأنظمة، ومتابعة مستويات الطلبة والمعلمين، كما أنه واكب التجديد في السوق العالمي، وما فرضه من وظائف جديدة.


هل تعتقدين أن المتابعة موجودة في كل المدارس؟


هناك ممارسات سلبية من بعض المعلمين، ليست مرتبطة بالنظام التعليمي؛ لأن النظام التعليمي، بآلياته وإجراءاته، يبشر بالخير لمواكبته التطوير. من عوامل نجاح أي بيئة تعليمية المعلم، فالمعلم الجيد بقدراته العالية، ينشئ طلبة جيدين. هنا، تأتي مسؤولية كل ولي أمر، فلا أتوقع أي إدارة مدرسية إلا ولديها الاستعداد لمناقشة كل ثغرة أو مشكلة يقولها ولي أمر. إذا كان لديه أدلة وثوابت. وولي الأمر في السنوات الأخيرة صار لديه القدرة على التمييز بين أنظمة المدارس التعليمية، التي تبقي على المعلم المتميز فقط.

تابعي المزيد: أول سيدة منذ 30 عاما.. إليزابيث بورن رئيسة لحكومة فرنسا


نحن في الحد الصحيح


ما رأيك في التعليم الذي ينتهي مع انتهاء الدوام المدرسي؟


نحن، اليوم، نجهز لطالب متعدد المهارات، وتجاوزنا مرحلة الواجبات. فالتعليم الحديث يهدف إلى أن الطالب يستمتع بوقته، ويطور مهارات اتصاله، باللعب، وليس بالحفظ، تهمنا الواجبات المنزلية التي تجعل الطالب يبحث ليحل المشكلات.


ماذا عن العطلات المدرسية التي تكون على حساب المرحلة التعليمية للطالب؟


وزارة التربية والتعليم الإماراتية حريصة جداً في هذا الجانب؛ لأنها تعمل ضمن المؤشرات التنافسية العالمية، وفي أجندتها، منافسات ومفاضلات، في أيام التمدرس.

وفي العام 2023 ستكون هناك 188 ساعة، سنوياً، وهو الحد المطلوب عالمياً، فنحن في الحد الصحيح. وهنا، أكرر، أن هذا يعتمد على ولي الأمر في تعزيز اللغة العربية، مثلاً، للطالب عن طريق اللعب، حتى القراءة، وهو لن يُقْبل عليها إذا لم يكن الأبوان قدوته في البيت.


قدراتها تشعبت

 

 

ما رفع من عزيمتنا هي الحرقة التي كان يتكلم بها أولياء الأمور عن مشاكلهم مع أبنائهم المصابين بالتوحد

 



ما دور المرأة الإماراتية في قطاع التعليم؟ ولماذا قلّ عدد المعلمات في السنوات الأخيرة؟


من أول القطاعات التي أسست المرأة الإماراتية دورها في عملية التطوير، هو قطاع التعليم، منذ خمسين سنة، وأثبتت فيها جدارتها، في رأس الخيمة، مثلًا، 88 % من المعلمات مواطنات. واليوم، قطعت مرحلة تمكين المرأة أشواطاً كبيرة، من خلال الاستراتيجية الوطنية، ووصلت قدراتها إلى أن تكون رائدة فضاء. لقد أصبحت قدراتها ودورها متشعبين أكثر من الأول. وأصبحت مثالاً يُحتذى به.


ما رأيك في مستقبل التعليم الذي من المخطط أن يعتمد على «الروبوتات» والذكاء الاصطناعي؟


هي حاجة ملحّة لمواكبة التطورات الحديثة، والإمارات واكبت هذا الواقع الذي لا مفر منه، وسيكون لها أثر إيجابي في تطوّر التعليم، وتسهيله. قديماً، كان المعلمُ محورَ العملية التعليمية، الذي يشكّل 90 %، بينما دور الطالب لا يتجاوز الـ 10 %. أما اليوم فالمحور هو الطالب الذي واكب التكنولوجيا، والذي سيكون في صالح العملية التعليمية بالنسبة إلى اختصار المسافات.


كيف توازنين بين مهمّاتك؟


أنا أدير مؤسسة سعود بن صقر التعليمية الخيرية، ونادي أصحاب الهمم، ونادي رأس الخيمة، وعضوة في المجلس الاتحادي، وعضوة لجنة الشؤون الصحية والبيئية، ورئيسة لجنة الشكاوى. وقد أسست أكاديمية رأس الخيمة للموهوبين، ومديرة مركز رأس الخيمة للتوحد. وفي المحصلة، أتولّى ست مهمّات، ولأكون صادقة، التوازن ليس مهمّةً سهلةً، لكن إعطاء كل مجال حقه يُحدث هذا التوازن.

كما أن ظروفي الأسرية ساعدتني بصورة كبيرة، عندي ثلاثة أبناء كبروا، وهذا ساعدني. كما أنّ زوجي، أيضاً، شخصٌ مسؤول، ولديه مهمّات صعبة. أجواء البيت عملية جداً، لكن تبقى لنا فترات الإجازات.


أهم شكوى تربوية تمّ حلّها في المجلس الوطني الاتحادي؟


أنا رئيسة لجنة الشكاوى؛ حيث تصلني قضايا متخصصة في التعليم، وتتم معالجتها أولاً بأول، مثل حالة طالبة من أصحاب الهمم.

تابعي المزيد: خولة ميهوبي أفضل طالبة دولية في كلية السلاح الجوي الملكي البريطاني


مواصفات عالية وأجور رمزية

 

 

 

من أول القطاعات التي أسست المرأة الإماراتية دورها في عملية التطوير هو قطاع التعليم

 

وجود الأبناء في البيت أكثر خطورة من خروجهم منه بسبب سهولة استخدام التقنيات

 





بما أنك مديرة مركز رأس الخيمة للتوحد، ألا توجد حلول لغلاء مدارس هذه الفئة، التي يفوق تصورها، فيما أطفال التوحّد في ازدياد مستمر؟


هذا مهم جداً، ونحن في مؤسسة الشيخ سعود، افتتحنا مركزاً لأطفال التوحد، عالجنا من خلاله هذه الثغرات. أشعر بسعادة كبيرة في قلبي، لأنني أرى عظمة المجهود الذي قمنا به؛ حيث وضعنا أحدث التجهيزات التي تناسب هذه الفئة، حتى المعلمين هم من كفاءات عالية، وما رفع من عزيمتنا، هي الحُرْقة التي كان يتكلم بها أولياء الأمور عن مشاكلهم مع أبنائهم من هذه الفئة، فأسهمت في بناء مركز توحد بمعايير ومواصفات حديثة، بأجر رمزي. صار الأهالي ينتقلون إلى رأس الخيمة، لوضع طفلهم في المركز. كما أن الطلبة الذين تحسنت حالتهم ندمجهم في المدارس.


بالتأكيد، أنت تسافرين كثيراً، ما الدول التي تتمنين نقل برامجها التعليمية، وأساليبها إلى بلادنا؟ ولماذا؟


كل دولة عندها نظام تعليمي مختلف عن الأخرى، وقد يتفوق في مجال عن الآخر، وأنا معجبة بالنظام السنغافوري، وكذلك الفنلندي، الذي يعتمد جداً على مهارات الطالب.


هلّا حدثتنا عن أكاديمية رأس الخيمة للموهوبين؟ وما نتائج استثمارها في طلابنا؟


هي رافدٌ من روافد مؤسسة الشيخ سعود بن صقر لاحتضان الموهوبين، من خلال توفير بنية تحتية متكاملة؛ حيث اشترينا لهم الأجهزة، وافتتحنا مختبرات في سبع مدارس، بينما المختبر الأساسي كان عندنا، لتنمية مهارات الابتكار لديهم، وقبل ذلك درّبنا المعلمات ليشكلن النواة الأولية لهذه الطريقة من التعليم، وقد شارك طلابنا في مسابقات دولية مختلفة، وأحرزوا مراكز متقدمة.


علّمِي أبناءك التعبير عن النفس


ما الأمور التي تجدين تقصير الأمهات واضحاً فيها، وبماذا تنصحيهن؟


نحن في تغيّر مستمر، ونظام الانفتاح مليء بالجوانب السلبية، فالأمهات مطالبات بالتركيز على تعزيز القيم، التي بدأت بعض الأسر بفقدانها. نحتاج إلى الأم الواعية، التي تتبع طريقة الحوار، وزرع الثقة في نفوس الأبناء، وتعليمهم التعبير عن أنفسهم. هي بحاجة إلى استيعاب أن وجودهم في البيت أكثر خطورة من خروجهم منه، بسبب سهولة استخدام التقنيات، كما أن سبب تهاونهن أحياناً يكون ربما لأسباب مالية.


ما خياراتك من الكتب لاستقاء المعلومات التي تغذّي روحك؟


أحب أن أقرأ في كل المجالات لأستقي معارفي منها، لكن ربما في هذه الفترة تأخذني انشغالاتي والتزاماتي عن هذا الجانب، فعادة ما تكون قراءاتي مرجعية وانتقائية.


ما أسعد يوم في حياتك؟


هو ذلك اليوم الذي أتمكن فيه من إدخال الفرح والسرور إلى قلب ولي أمر بتيسير تعليم أبنائه. فقد ساعدناهم في إتمام الأوراق والدفعات المالية، أسأل نفسي دائماً: لماذا أنا فرحانة رغم أنني متعبة، لأكتشف أن فرحتي بسبب بناء مستقبل طفل.


ما اليوم الذي لا تحبينه؟


حتى الابتلاءات هي خير للإنسان.


ما أجمل ما في مؤسسة سعود بن صقر الخيرية؟


بناء الإنسان، وتأسيس مستقبله، والاستثمار في العنصر البشري، وهو أجمل ما في التعليم الخيري.

تابعي المزيد: القيادية العُمانية ماجدة المعمري: كرست عملي وتعليمي للدفاع عن حقوق المرأة