الفنانة البصريَّة منال الضويان:الفن مساحة تبحث في الأسئلة الصَّعبة 

الفنانة البصريَّة منال الضويان:الفن مساحة تبحث في الأسئلة الصَّعبة 
الفنانة البصريَّة منال الضويان:الفن مساحة تبحث في الأسئلة الصَّعبة 

رائدةٌ من رائدات الفنون المعاصرة في السعودية، تمحورت حياتها حول الفن، خاصة الفن البصري، درست منال الضويان علوم الحاسوب، وحصلت على شهادة الماجستير بتفوق، لتعمل بعد ذلك في أرامكو، إلا أن شغفها وعشقها للفن جعلها تتفرغ بشكل كامل له، وتشارك في معارض محلية وعالمية مميزة. مؤخراً، اختارتها DIOR لتتعاون معها، وبالفعل كانت أول امرأة عربية تصمم حقائب لدار ديور العالمية. «سيدتي» التقتها في الحوار الآتي:


حوار | زهراء الخالدي Zahraa Alkhaldi
تنسيق | عواطف الثنيانAwatif Althunayan
تصوير | علي الرفاعي Ali Alrafaei
منسقة المظهر | وفاء الدخيل Wafa Aldekhail
مساعدة منسقة المظهر | ريما الطيار Reema Altayar
مكياج | فاطمة الدوسري Fatima Aldossary
تصفيف الشعر | حنان اليحيى Hanan Alyahya
موقع التصوير | مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء


 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2161 من مجلة سيدتي

 

 

 

الأزياء من نخلة تصميم نوره الهديب
Nakhlah by Nora Alhudaib
الحذاء من أكوازورا Aquazzura
المجوهرات من مجموعة عتيقة Vintage collection

 

 

 

 

المرأة هي الداعم الأكبر بالنسبة إلي، وتجربتي مع DIOR كانت رائعة جداً
حياتي تتمحور حول الفن أثناء قيامي بمهماتي الأخرى
لدينا مسؤولية لتعليم الجيل الجديد كيفية الاهتمام بهذه الأرض

 


عرفينا بنفسك، من هي منال الضويان؟
منال الضويان فنانةٌ بصريةٌ سعوديةٌ.
ماذا يعني لك الفن بشكل عام، والفن البصري بشكل خاص؟
الفن جزءٌ من حياتي، وأسلوب حياة بالنسبة إلي، وكل تفكيري يدور حوله، أقدر الفنون، وأعشق متابعة الأعمال الفنية، والتعرف إلى كل من في هذا المجال، وعلى كل ما هو جديد في هذا العالم. الفنُ مساحةُ فكرٍ متنورة تبحث في الأسئلة الصعبة والمستحيلة؛ ما يخلق عالم جذب قوي بالنسبة إلي، يشاركنا في هذه المساحة المختصون بالعلوم والباحثين في العلم، دائماً ما أنجذب للحديث معهم ومع الفنانين.

الداعم الأول
دور العائلة والأسرة في تنمية موهبتك، ومن الداعم لك؟

الأسرة هي الداعم الأول على الرغم من عدم فهمهم لي حينها، ومع ذلك كانوا أكبر داعم في أي قرار أتخذه، أما مجتمعي، عائلتي الكبيرة، فهن النساء الداعمات لي في كل أنحاء العالم، سواءً المشاركات في تركيب أعمالي، مثل عملي الفني «اسمي»، أو «شجرة الذاكرة»، أو حتى الصور الفوتوغرافية التي أخذتها منذ قرابة 16 سنة، كان وقوف السيدات والسماح لي بتصويرهن بمنزلة دعم كبير لي من قبلهن، وهناك أيضاً الأشخاص الذين يحضرون معارضي ويقتنون أعمالي. واليوم الذي يمثلني عالمياً غاليريان اثنان، تترأسهما سيدات دعمنني في الجانب التسويقي لأعمالي، لذلك كانت المرأة هي الداعم لي خلال مسيرتي، وهذا الدعم مهم، إلى جانب دعم المجتمع للفنان، ومن ثم يأتي الدعم الحكومي والمؤسسي والحركة الفنية والمحلية، وبرأيي فإن وجود الفنان في المجتمع يعطي جانباً من السعادة.
تخصصك الجامعي «علوم الحاسوب» بعيد تماماً عن التصوير والفن!
عندما قررت الالتحاق بالجامعة، لم أستطع دراسة الفن؛ لأنه لا يوجد حينها سوق فني، ومتاحف، ومعارض، ومنسقون، وكتّاب، وباحثون، في الفن وحركة الفن المحلية، فاتخذ والدي القرار بضرورة حصولي على شهادة أدعم بها نفسي، لذا دخلت مجال التكنولوجيا، التي هي علوم الحاسوب، وحصلت على شهادة الماجستير فيه بتفوق. ولكن طوال هذه الفترة كنت أبحث بشغف عن الفن، كنت أعتقد أنها هواية، إلا أن تخطيطي لدراستي كان يدور حول المدن التي يوجد فيها متاحف لأدرس بها، أو تخطيطي لقضاء عطلة صيفية في أي مكان ومدينة يوجد بها معرض أو ما يتعلق بالفن. بالفعل، كانت حياتي تتمحور حول الفن أثناء قيامي بمهماتي الأخرى، مثل دراسة الحاسوب، وخلال عملي في أرامكو، وأشياء أخرى؛ جميعها كانت موجودة لتدعم شغفي بالفن.

دروسٌ فنيةٌ
كيف تمكنت من صقل موهبتك وتطويرها؟

صقلت موهبتي بحضور المعارض والتعرف إلى الفنانين، وحين تُتاح لي الفرصة في ساعات الفراغ أحرص على أخذ دروس فنية، وبشكل مستمر يكون لدي عمل فني. في البداية، كانت أعمالي الفنية شخصية، حتى تجرأت وبدأت بعرض تلك الأعمال، وهذا كان في رمضان عام 2005؛ حيث كان أول معرض لي في الظهران بالمنطقة الشرقية، وكان الحضور كل مجتمعي القريب مني، سواءً الأهل والأصدقاء والجيران والمقربين مني، واقتنوا أعمالي، وكان هذا المعرض هو نقطة التحول في حياتي لأكون فنانة، وبعد خمس سنوات تقريباً، في عام 2010، استقلت من وظيفتي، وكرست وقتي للفن.
ما الأشياء التي تستهوي منال الضويان وتثير لديها الرغبة لتجسيد ما تشعر به إلى فن؟
الفكرة هي أساس كل عمل، ودائماً ما تكون الفكرة شبه مكررة في كل عمل أصنعه، ولكن الخامات التي أستخدمها هي المختلفة، مثل «التصوير، النيون، القماش، النحت، الحباكة، الحديد، الخشب»؛ وكل ما يمكن أن أجعل منه عملاً فنياً، ولكن الفكرة دائماً مستقرة على خط واحد. فالفنان دائماً ما يكون لدية سؤال واحد يطرحه في مهنته، وأنا الأسئلة التي أطرحها في مهنتي الفنية دائماً ما تكون حول فكرة الظهور والاختفاء والتغيب والإظهار، ومكونات القوة والضعف في هذه الحالة الاختفاء والظهور، والمكونات السياسية والفكرية؛ حيث أدرسها دائماً من خلال أعمالي الفنية، وما يستهويني أن الاقتراب من تجربة المرأة؛ لأن أعمالي ليست ناتجة من تأثير خارجي، وإنما ناتجة من تأثير نفسي وشخصي، فالتجربة التي أعيشها بوصفي امرأة أو امرأة عاملة تنعكس بشكل واضح في أعمالي.
تتغير أعمالي حسب المرحلة العمرية، فكلما كبرنا تتجه أفكارنا لنحو تجاه مختلف، على سبيل المثال، اليوم بدأت أنظر إلى البيئة وأفكر كيف يدمر الإنسان الكوكب، وإننا بوصفنا نساء لدينا مسؤولية تعليم الجيل الجديد كيفية الاهتمام بهذه الأرض.

تابعي المزيد:مديرة الحوكمة للعلاقات الحكوميّة في شركة Meta سمر بنت عبد المحسن السّلطان: الهوية الأصيلة لا تتأثر بالمتغيرات 

 

 

الأزياء من نخلة تصميم نوره الهديب
Nakhlah by Nora Alhudaib
الحذاء من أكوازورا Aquazzura
المجوهرات من مجموعة عتيقة
Vintage collection
sayidaty.net

 

الأزياء من نخلة تصميم نوره الهديب
Nakhlah by Nora Alhudaib
الحذاء من أكوازورا Aquazzura
حقيبة Lady Dior بالتعاون بين ديور
ومنال الضويان ضمن مبادرة Lady Dior Art
المجوهرات من مجموعة عتيقة
Vintage collection
الأزياء من نخلة تصميم نوره الهديب
Nakhlah by Nora Alhudaib
المجوهرات من مجموعة عتيقة
Vintage collection

 

 

مهنةُ الفن مهنةٌ صعبةٌ ترتبط بقوة العزيمة والجَلد، فلا بد أن يكون لدى الفنان إيمان قوي بنفسه وبتعبيره الشخصي، وكيف ينفذ هذا التعبير



أولُ مجموعةٍ
ما أولى مجموعاتك التي أطلقتها، وكيف كانت ردود الأفعال حولها؟

أول مجموعة أطلقتها عبارة عن تصوير فوتوغرافي جهزته في الأستوديو الصغير الذي أعطتني إياه والدتي في إحدى صالات بيتها، وطلبت من أخواتي وصديقاتي أن يكن العارضات في التصوير، وأنا طوال مهنتي الفنية أعمالي دائماً تجذب نوعاً من التعاون، سواءً مع المرأة الموجودة حولي، أو حرفيات أو شخصيات معينة، أنا أحب مشاركة الأشخاص في أعمالي.
كانت أول مجموعة أطلقتها عبارة عن 3 مجموعات صورتها خلال المدة 2002-2003، وأطلقتها بعد ذلك عام 2005؛ بسبب خوفي، ولم أكن أعرف كيف أعرض أعمالي وأبرزها وأسعرها، كنت خائفة لدرجة أنني في المعرض جهزت الضيافة والقهوة والتمر، وكنت أقوم بتنظيف المكان وتجهيز البروشورات الخاصة بالتعريف بأعمالي المعروضة، وتلك الأعمال هي «مجموعة أنا، ومجموعة الاختيار، ومجموعة التأشير إلى المستقبل»، عرضتهم في منزل والدتي، وطبعتهم في الغرفة المظلمة التي وفرتها لي أرامكو، وهي غرفة كانوا يوفرونها للجيولوجيين. كنت أجد نفسي في هذه الغرفة.
وعندما قمت بعرض أعمالي في غاليري جمعية الفنون بأرامكو، وبحضور من أهل الشرقية والدمام والخبر، كسرت ردود أفعالهم بالنسبة إلى المبيعات الرقم القياسي. وأثبت هذا الكسر حضور المرأة التي أطلقت صوتها بالريال بشراء واقتناء أعمالي. وكانت، حينها، التغطية الصحفية رائعة، فقد كنت محظوظة بالدعم من جميع النواحي، وتأكدت حينها أنه يمكن أن أتخذ الفن بوصفه مهنة.
كم مجموعة أطلقت حتى اليوم، وما الذي يميز كل منها؟
13 معرضاً لأعمال فنية متعددة لها علاقة ببعض، وتقريباً 10 أعمال منفصلة بطلب من مؤسسة فنية، وما يميز أعمالي فهذه قصة طويلة، فأنا لي 16 سنة أشتغل فيها. والمعارض التي شاركت فيها خلال مسيرتي بالمئات، واقْتَنت العديد من المتاحف حول العالم أعمالي.


تجربة رائعة
حدثينا عن تجربتك مؤخراً مع «ديور»، صفي لنا هذه التجربة، وماذا قدمتِ لهم؟

وردني اتصال من «ديور»، وكانت لديهم الرغبة في اختيار فنان من المنطقة العربية، ووقع اختيارهم علي لأتعاون معهم، وانطلق العمل معهم في سبتمبر عام 2020، وأطلقنا الشنطة بعدها بسنة، وطلب مني ديور إعادة تصميم شنطة «LADY DIOR» المشهورة لديهم بوصفها جزءاً من مشروع LADY DIOR» ART»، وهي الدفعة السادسة التي تعمل بهذا المشروع، وقمت بتصميم اختيارين، وقدمت تصميماً ثالثاً بعيداً عن مشروع ليدي ديور، وهو عبارة عن تحفة فنية إبداعية، وفاجأوني بأنهم وافقوا على جميع مقترحاتي، التي من بينها تغيير حروف ديور من الإنجليزي إلى العربي. وبالفعل، قمت بكتابة الحروف بخط يدي.
أسماء الحقائب الخاصة بمشروع ليدي ديور هي: «The Boy»، و«Landscapes Mind»، و«وردة الصحراء». وبالفعل، كانت تجربة رائعة جداً كون العمل كان مع فريق محترف جداً وذي خبرة كبيرة، وكان التعاون مع فريق للتصميم في باريس، وفريق لصناعة الجلود في ميلانو، وهو فريق محترف ينفذ حتى أدق التفاصيل، وأنا فخورة بالنتيجة الأخيرة.
معارضُ محليةٌ وعالميةٌ شاركت فيها، وهل هناك معارض تتمنى أن تشارك فيها منال الضويان؟
منذ سنوات وأنا أشارك في معارض عالمية، أقربها كان معرض في اليابان وكوريا، وكذلك معارض في دبي، والسعودية، ولندن، وأميركا. دائماً ما أشارك في المعارض الفنية العالمية. ولكن المعرض الذي كان حلماً بالنسبة إلي وتحقق هو معرض مؤسسي فني في عاصمة بلدي، وهو الذي حصل عندما افتتحنا معرض بينالي الدرعية 2021، وهو نقطة تحول تاريخية في الحركة الفنية السعودية؛ لأن المعرض شارك فيه أغلب الفنانين السعوديين، وكان هناك حوار منطلق ومفتوح مع فناني العالم... لقد كانت تجربة رائعة جداً، والآن لا بد من أن نحلم بأحلام أكبر من ذلك.


حركةٌ فنيّةٌ سعوديّةٌ نشطةٌ
كيف تصفين الحركة الفنية السعودية اليوم من حيث الاهتمام، والدعم، والجيل الجديد، واهتمامه بالحركة الفنية البصرية؟

أعد الحركة الفنية البصرية بالسعودية نشطة منذ زمن، والدليل على ذلك أن تجربتي بدأت مع أجب آريبيا، وهو معرض فني كان يحدث خارج السعودية، ثم حدث في جدة قبل 10-15 سنة تقريباً، فالحركة الفنية موجودة بدعم نفسي شخصي مجتمعي. هناك حركة فنية موجودة تعمل بدعم نفسي شخصي، وبلا شك للمجتمع دور مهم في دعم الفنان والحركة الفنية السعودية إلى انطلاقة عالمية مهمة، من خلال الرؤية الحكومية التي أعطت الفنان مكانة في المجتمع، بدليل تعيين 3 أكاديميات في مجلس الشورى جميعهن باحثات في تاريخ الفن، فهذه إشارة على اهتمام الدولة بالفن والفنان والتعبير الحرفي والتصميم، وهذا يدخل في إبداع العلوم، وهذه الرؤية أطلقتني إلى مرحلة مختلفة.
كيف يمكن أن يصبح الفن البصري مجالاً لعمل اليوم؟
مهنةُ الفن مهنةٌ صعبةٌ ترتبط بقوة العزيمة والجلد، فلا بد أن يكون لدى الفنان إيمان قوي بنفسه وبتعبيره الشخصي، وكيف ينفذ هذا التعبير، ويجب أن يعلم الفنان أن مهنة الفن ليس لديها دخل قوي، بل هناك وحدة، سواءً مع الأفكار وغيرها، فلا يدخل هذا المجال إلا أصحاب القلوب القوية.

تابعي المزيد:سيدة الأعمال الإماراتية منى عيسى القرق:أستقي الدروس من تجارب النساء الأخريات

 

 

 

 

الأزياء من نخلة تصميم نوره الهديب Nakhlah by Nora Alhudaib
الحذاء من أكوازورا Aquazzura
المجوهرات من مجموعة عتيقة
Vintage collection

 

 

الأزياء من عنان البريكان
Anan Albraikan
الحذاء من كريستيان لوبوتان Christian Louboutin
المجوهرات من مجموعة عتيقة
Vintage collection

 

تابعي المزيد:لاعبة التنس العالمية أُنس جابر: المرأة التونسية قوية ونحن العرب قادرون على تحقيق أحلامنا وحصد البطولات