في اليوم العالمي للعمل الإنساني نساء العطاء خارج الأوطان

في اليوم العالمي للعمل الإنساني نساء العطاء خارج الأوطان
في اليوم العالمي للعمل الإنساني نساء العطاء خارج الأوطان

برزتْ أسماءُ العديد من النساء في العمل التطوعي الإنساني خارج حدود وطنهن، منهنّ الطبيبات، وخريجات الدكتوراه، ومهتمات بالثقافة والبيئة؛ حيث قصدن في رحلاتهن الدول الفقيرة التي تعاني نقصاً في المعدات الصحية، أو تلك التي عانت من ويلات الحروب، وأخرى تعاني من سوء التعليم، هناك تطوّعن وقدّمن خدماتهن التي أتت أكلها، من جهة، في خدمة المحتاجين، ومن جهة أخرى، بنت هذه الأعمال الإنسانية جسور المحبة بين البلدان.
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2022، في التاسع عشر من شهر أغسطس، نسلط الضوء على عدد من هؤلاء النسوة، اللواتي قصدن أماكن بعيدة لتقديم خدماتهن.
 



دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | غيث طنجور Ghaith Tanjour
الرّياض | محمود الديب Mahmoud Aldeep
جدّة | أماني السّرّاج Amani Alsarraj
المنطقة الشّرقيّة | سمية آل خير Somia Alkhair
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفّت شهاب الدين Ifate Shehabdine
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach


 

 

من جدة
نورة الشعبان:

 

نورة الشعبان



العمل الإنساني يحدّ من الاكتئاب والقلق


منح الإنسان ما لديه عن طيب خاطر، دونما رد للجميل، لتخفيف معاناة شخص آخر، هو معيار واضح لوعي الفرد والمجتمع، كما ترى نورة الشعبان، العضو السابق لمجلس الشورى السعودي.

يتعدى العمل الإنساني دائرة الأديان السماوية إلى دائرة الإنسانية، برأي نورة، لتعمر الأرض بعد كل تلك الأزمات المتلاحقة التي عصفت وما زالت تعصف بالعالم، تتابع قائلة: «يُقلّل العمل الإنساني من فرصة الإصابة بالاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية، وذلك لأنّه يُشغل الفرد، ويعزّز لديه الثقة بالنفس، ويزيد من احترامه لنفسه؛ لأن مساعدة الآخرين تخلق نوعاً من تقدير الذات، وفرصاً للالتقاء بأشخاص جُدد يؤمنون بالأسباب نفسها التي دعت إلى عمل الخير».


شعرتُ بالفخر


في إحدى رحلات نورة إلى كيرلا في الهند، التقت عائلة هندية طيبة في إحدى القرى، فيما والدهم يعمل في إحدى الشركات السعودية، تتابع قائلة: «لا أنسى رحلتي إلى المركز السعودي للكفيفات في الأردن، يومها شعرت بالفخر لكل ما يقدمه وطني السعودية من جهود في معظم دول العالم، التي كان من ضمنها مساعدة الكفيفات على تعلم مهن ليكن منتجات ومشاركات لمجتمعاتهن بالعطاء». ترى نورة أن اختلاف الثقافات يسهم بشكل كبير في خلق التناغم بين الشعوب باختلاف أصولها، تعلّق قائلة: «الأمر الذي يُشكل نواةً أساسية لبناء المجتمعات تقوم على بنيان متين من التفاعل الذي يؤدي إلى التقدم والتطور العلمي والعملي والفكري والثقافي والاجتماعي».

تابعي المزيد: الهلال الأحمر الإماراتي ويونيليفر جلف يوقعان اتفاقية تعاون في المجال الإنساني

 

المنطقة الشرقية
أماني القحطاني:

 

 

أماني القحطاني



عكست جهود وطني من خلال عدستي


أماني القحطاني، أول مصورة متطوعة، موظفة في مركز الملك سلمان العالمي للإغاثة الإنسانية، حازت على جوائز عالمية ودولية عدة؛ تقديراً لجهودها التطوعية والإنسانية. بدأت أماني التصوير التطوعي دولياً عام 2020, وآخر رحلاتها كانت إلى مخيم الزعتري في الأردن قبل شهرين، أما رحلتها المقبلة، فستكون إلى السنغال في مجال تصوير تقديم الخدمات الطبية المتنوعة، تتابع القحطاني: «عايشت الكثير من القصص المؤلمة التي بوسعها تغيير حياة معظم الأشخاص، وصوّرت معاناة الناس في مختلف حالاتهم الإنسانية فرحاً أو حزناً».


مواقفُ نسائيّةٌ


ساعد العمل الإنساني أمل على الارتقاء بذاتها، وزادها صلابة كما صقل تجاربها، تتابع قائلة: «أشعر دائماً بفخر التواصل مع الناس المحتاجين، وأستمع إلى قصصهم، وهذا أحدث تغييراً كبيراً في حياتي، وازدادت ثقتي بنفسي، وأحسست بقيمة العطاء، كما منحني شعوراً بالرضا اكتسبته من محبة ودعاء الآخرين لي ولطاقم العمل. لقد رأينا تأثير عملنا التطوعي في عيون الآخرين، ممتنة لوطننا، الذي تسبقه سمعة تقديم الخير الوفير والعظيم، ومد يد العون للقريب والبعيد، وللمسلم ولغير المسلم، وهذا ما عكسته في عدستي على الشاشات المختلفة لتأريخ الجهود المبذولة». تشكر القحطاني القيادة السعودية، التي أبرزت المرأة في العمل الإنساني، تعلّق قائلة: «مواقف النساء العظيمة لم تتوقف يوماً في العمل الإنساني حول العالم».

تابعي المزيد: محمد بن راشد يطلق حملة "المليار وجبة"

 

من الإمارات
فرح البستكي:

 

 

فرح البستكي

 

فرح البستكي: دربنا 420 طالباً ومعلّماً في القيادة والإبداع والخطابة وغيرها من المهارات



في جزر القمر.. عملٌ يستحق العناء


بدأت فرح البستكي، بالتطوع في جمعية دبي الخيرية، ومن ثم في الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وجائزة دبي الدولية للقرآن، ومهرجان دبي للتسوق، وبعد 20 عاماً خبرة وجدت نفسها عن طريق الصدفة في جزر القمر. بدأت فرح مشروعاً فنياً ثقافياً في جزر القمر، تتابع قائلة: «في زيارتي الأولى وجدت ترحيباً كبيراً من سفارتنا هناك، شيء ما شدني للتعرف إلى عادات الناس وثقافتهم، وجدت الراحة النفسية في المكان، على الرغم من عدم توفر الكثير من الأساسيات التي يبحث عنها أي مسافر أو أي مغامر».


الثقافةُ تدعمُ السّلام


سافرت فرح إلى جزر القمر برفقة مجموعة من شباب وبنات الإمارات المتطوعين، لمشاركتها هذه التجربة الإنسانية، توضح: «دربنا إلى الآن 420 طالباً ومعلّماً في مجالات مختلفة، مثل القيادة والإبداع والخطابة... وغيرها من المهارات». تعمل فرح جنباً إلى جنب، مع أبناء زايد الخير، الذين تربّوا على حب العطاء والخير، تستدرك قائلة: «غالباً ما تكون المسؤولية الاجتماعية قوةً دافعةً عندما يتعلق الأمر بالعمل التطوعي، تدرك حينها أن وقتك يستحق كل هذا العناء، وتشعر بأنك قادر على التغيير، ولديك الأمل في إحراز تقدم بطريقة ما، ببساطة أنت تتطوع لأنك تشعر بأنك قادر على فعل الخير».

تابعي المزيد: توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تطوير بوابة الدرعية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

 

من الكويت
إيمان الشرّاح:

 

 

إيمان الشرّاح

 

إيمان الشرّاح: آلمني حقاً منظر طفلٍ وحيد يبحث عن أمٍ وأبٍ ووطن



أتمنى أن أعيد البسمة إلى وجوههم


إيمان الشرّاح، ناشطةٌ في مجال العمل الإنساني، ومؤسِّسة فريق الطيبين، ومدربة معتمدة بغرس قيم حب الوطن والعطاء، وحاصلة على جوائز عدة في الأعمال الإنسانية والتطوعية، ومساعدة المحتاجين في كل مكانٍ. ركّزت إيمان على أن الأكثر تضرراً في الكوارث، وتعرُّضاً للإهانة والاعتداء، هم من النساء والأطفال، تتابع قائلة: «هم بحاجة إلى إعادة بناءٍ وتأهيلٍ، وعلاجٍ نفسي أكثر من تقديم المساعدات العينية له». خلال مسيرتها التطوعية، مدت الشرّاح يد العون للاجئين السوريين، تتابع قائلة: «كانوا يعيشون في بيوتٍ لا تمتلك أدنى أساسيات الإنسانية، وقد آلمني حقاً منظر طفلٍ، لا يتجاوز عمره خمسة أعوام، يعيش وحيداً بعد مقتل والديه، وصدمني حجم الألم الذي يشعر به. هو يحتاج إلى وطنٍ وأمٍّ وأبٍ، يحتاج إلى ملعبٍ يلهو فيه لا إلى خيمةٍ، كما تأثرت كثيراً عند زيارتي مستشفى يضمُّ جرحى الحرب؛ إذ قابلت فيه شاباً، لا يتجاوز عمره العشرين، يجلس على سريرٍ، وينظر إليَّ والحزن على محيَّاه، وكم تمنَّيت تخفيف الألم الذي يعيشه، وإعادة البسمة إلى وجهه مجدداً». واختتمت حديثها بكلمات فحواها أن العطاء قيمةٌ أساسية، تربَّينا عليها في وطنٍ يُعرف أهله بالكرم والإيثار.

تابعي المزيد: عن فئة التطوع.. قائمة العشرة الأفضل لشهر نوفمبر 2019

 

من المغرب
مجيدة نرايس:

 

 

مجيدة نرايس

 

مجيدة نرايس: دعمت العمل الإنساني في فرنسا من خلال المسرح



بالعمل الإنساني نمدّ جسور التواصل


تعيش المغربية مجيدة نرايس في فرنسا منذ 30 عاماً؛ حيث أسست جمعيتها «قناة فرنسا المغرب» منذ خمسة أعوام؛ للمساهمة في حركة العمل الاجتماعي والإنساني في فرنسا، وكذلك لربط الجسور في المجال بين البلدَيْن. سمحت الظروف لمجيدة بالاقتراب من العمل الإنساني أكثر؛ حيث عملت قرب عدد من المسنين، وفي مناسبات ثقافية كثيرة في عدد من المؤسسات الفرنسية ومؤسسات الهجرة، وأسهمت في مبادرات شخصية تطوعية، تتابع قائلة: «لي اهتمامات أيضاً بالجانب المسرحي والفني، الذي علمني أيضاً القدرة على التواصل والاقتراب من الناس، من هنا انطلقت بالتعبير عن العمل الإنساني من خلال المسرح؛ حيث قمت بعدد من المبادرات الإنسانية مع الأطفال والتلاميذ والأسر المعوزة، ونظمت باسم الجمعية حملات للتوعية بعدد من الأمراض والأوبئة». تؤكد مجيدة أنه لو اعتنى كل منا بمحيطه الخاص لحلّت الكثير من المشاكل، ولحققنا بذلك التضامن بين الشعوب على أوسع نطاق. لمجيدة تجارب تعتز بها في دعم الطلبة في الخارج وفق إمكاناتها الخاصة، تعلّق قائلة: «قمت بتحفيز الشباب من خلال الجمعية على المشاركة في العمل الإنساني لخلق جسور التواصل والمحبة، وتعزيز التنمية داخل مجتمعاتنا».

تابعي المزيد: برج القاهرة يضيء في اليوم العالمي للعمل الإنساني

 

من لبنان
د. لينا دادا:

 

 

د. لينا دادا



الصحة المدرسية من أولوياتنا


أسست د. لينا دادا جمعية (أجيالنا) منذ 27 عاماً، وبدأ الاهتمام منذ البداية بالوضع الصحي للأطفال والصحة المدرسية، والتأسيس كان منذ البداية مع 12 سيدة انخرطن في العمل الإنساني. د. لينا طبيبة أسنان، لم يقف عملها عائقاً أمام الجهد التطوعي، بسبب التنظيم، كما تقول، وتعلّق: «هنا يبرز دور المرأة الفعّال من خلال قدرتها على العطاء وعلى العمل الخيري والإنساني».لدى الجمعية 220 سيدة متطوّعة، كما تعمل على تمكين المرأة من خلال مشغل الأرتيزانا للتعاون الذي يساعد 18 سيدة، ويتم تصريف إنتاجهن في عدد من الدول العربية، تستدرك د. لينا: «أبرمنا اتفاقية مع مؤسسة في السعودية لتكون شريكةً في المعارض وتصريف الإنتاج».


معهدُ الكفاءات


بالنسبة إلى قسم تمكين المرأة، هناك المطبخ الذي تعمل من خلاله 22 سيدة يقدمن الخدمات الغذايئة بمستوى عالمي صحي، تتابع لينا: «دخلنا السوق القطري عبر تصدير المثلّجات، وحالياً نعمل من أجل دخول سوق دبي في هذا المجال». نظّمت الجمعية مؤتمراً عربياً حول الصحة المدرسية، وكان لها دور أساسي من خلال شبكة لتبادل المعلومات، تستدرك لينا: «شراكاتنا مع البلدان العربية أعطتنا دعماً كبيراً لمساعدة أكبر عدد من المحتاجين، وقد بدأنا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة».

تابعي المزيد: اليوم العالمي للعمل الإنساني.. تكريماً للأبطال المجهولين في مناطق النزاع

 

من مصر
د. آمال إبراهيم:

 

 

د. آمال إبراهيم

 

د. آمال إبراهيم: دعوتُ المدوّنين المشهورين في حلقات نقاشية لجذب متابعيهم



جذبنا المدوّنين للمشاركة في حملاتنا


شاركت د. آمال إبراهيم، رئيسة لجنة المرأة بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم بجامعة الأزهر بلبنان، تحت عنوان (أهمية التنمية المستدامة في إعمار المجتمعات من منظور قرآني وإنساني وأخلاقي). كانت ورقة العمل التي طرحت في المؤتمر عن أثر شبكات التواصل الاجتماعي، تتابع د. آمال: «اجتمعت مع الطلاب وهيئات التدريس بجامعة الأزهر في لقاء مفتوح للتحدث عن كيفية التدوير والاستغلال الأمثل لمعطيات الحياة لدى كل فرد في الأسرة، مثل عن كيفية الزراعة فوق الأسطح».


حلقاتٌ نقاشيّةٌ


استخدمت د. آمال في محاضراتها الفيديوهات التي توجّه الأسر، للتفاعل مع فعل الخير بأسلوب يتناسب مع أفراد المجتمع، تستدرك آمال: «وجدت إقبالاً غير عادي من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حيال هذه المدونات التعليمية؛ حيث قمت باستدعاء المدوّنين المشهورين في حلقات نقاشية معهم لجذبهم أولاً، وبالتالي جذب متابعيهم الذين يؤمنون بأفكارهم».

تؤكد د. آمال ضرورة طرح أفكار تنموية لرفع الوعي المجتمعي بالحفاظ على البيئة ومقاومة التلوث وزراعة المساحات الخضراء التي تحمي من التلوث.

تابعي المزيد: في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. حملةٌ ستوصل أصواتكم إلى القادة لإنقاذ العالم​​​​​​​

 

من تونس
د. ريم بوعروج:

 

 

د. ريم بوعروج

 

د. ريم بوعروج: صرت أكتفي بالقليل، وأعد نعم الحياة، خاصة الصحّة والأمن



كنت أستحمّ بماء المطر البارد


أصبحت د. ريم بوعروج طبيبة، فحقّقت بذلك نصف حلمها، ثمّ انخرطت في منظّمة «أطبّاء بلا حدود» (منظمة إنسانية عالمية) لتحقّق النّصف الثّاني منه. ريم هي أوّل امرأة عربيّة تنضمّ إلى «أطبّاء بلا حدود»، وتمّ اختيارها لتلتحق بقوارب المهاجرين غير الشّرعيين المجتازين للبحر الأبيض المتوسّط، روت لنا عن تجربتها الإنسانيّة في «الكونغو»، قائلة: «نقلتنا سيّارة لمدّة ساعتين، ثمّ ركبت درّاجة ناريّة لمدّة ساعة لأعبر وادياً في قارب لا يزيد على لوحة خشبيّة، ثمّ تسلّقت الجبل مستعينةً بعصا لأصل إلى قرية نائية انتشرت فيها الأوبئة من ملاريا وجدري وإسهال». عاشت ريم في هذه القرية في عزلة تامّة، لا اتصالات ولا حتى ماء للاستحمام، تعلق قائلة: «كنت أستحمّ بماء المطر البارد.. لكن ما خفّف عنّي قسوة هذه الظّروف، هو إحساسي بنبل مهمّتي».


عاداتٌ متقاربةٌ


علّمت هذه التجارب د. ريم عدم هدر الماء بسهولة، والتصرف بحكمة ومرونة، تستدرك قائلة: «صرت أكتفي بالقليل، وأعد نعم الحياة، خاصة الصحّة والأمن». لاحظت د. ريم أيضاً تقارباً في العادات بين البشر على الرغم من بعد المسافات؛ إذ تقول: «حدثتني زميلتي القادمة من كوريا الجنوبية عن استعداداتها للزّواج وشرائها لوازم البيت الزوجيّة، التي ستحملها معها مثلها مثل ما تفعل المرأة التونسيّة والعربيّة».

تابعي المزيد: اهمية العمل الانساني على المجتمع في اليوم العالمي للعمل الانساني