صحة الأمعاء وتأثيرها في جهاز المناعة

صحة الأمعاء وتأثيرها في جهاز المناعة
صحة الأمعاء وتأثيرها في جهاز المناعة

أمعاؤك موطنٌ لآلاف الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات المعروفة باسم الميكروبيوم. لذا، نجد أن أساس صحتك هو أن تتمتع الأمعاء بصحة جيدة عندما يكون لديك توازن بين البكتيريا الجيدة (المفيدة) والبكتيريا السيئة (التي قد تكون ضارة) في جهازك الهضمي. للتعرف أكثر إلى هذا الموضوع، التقت «سيدتي» سماح باحمدان، أخصائية التغذية العلاجية، حاصلة على ماجستير في التغذية البشرية التطبيقية.
 

الأخصائية سماح باحمدان


صحة الأمعاء (القناة الهضمية)


تشرح الأخصائية وظيفة الأمعاء بأنها تساعد في هضم الأطعمة التي نتناولها، وامتصاص العناصر الغذائية لتغذية الجسم والحفاظ عليه، هي أيضاً المكان الذي يتخلص فيه جسمك من الفضلات والسموم الأيضية. إذا كانت أمعاؤك غير متوازنة، فإن جسمك سيكافح للتخلص من تلك السموم. في الواقع، 70% من جهازك المناعي موجود في الأمعاء؛ ما يعني إذا كانت أمعاؤك غير صحية، فلن يعمل نظام المناعة والهرمونات لديك، وستمرض.


تأثير صحة القناة الهضمية في جهاز المناعة


حول تأثير القناة الهضمية على جهاز المناعة توضح باحمدان الآتي:

  • «عندما تتمتع القناة الهضمية بالبكتيريا السليمة والخلايا المناعية التي تعمل بشكل صحيح، يمكننا القضاء على البكتيريا والفيروسات والفطريات الضارة، التي يمكن أن تسهم في العديد من الأمراض المزمنة».
  • لا يقي الجهاز المناعي فقط من نزلات البرد والإنفلونزا× وإنما مسؤول عن الصحة العامة للجسم؛ حيث تؤثر حالة صحة القناة الهضمية تقريباً في كل العمليات الفسيولوجية في جسم الإنسان. بمعنى؛ الأمعاء غير الصحية قد تسبب اضطرابات هرمونية والتهابات مزمنة يمكن أن تؤدي إلى الأمراض المزمنة الخطيرة، مثل: السكري، والاكتئاب، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات المناعة الذاتية، والسرطان، وحتى مرض الزهايمر.
  • هناك روابط قوية بين صحة أمعائك وجهاز المناعة لديك وما تأكله؛ إذ أشارت نتائج دراسة حديثة تبحث في الروابط بين النظام الغذائي وأعراض كوفيد- 19 إلى أن الأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً صديقاً للأمعاء، بما في ذلك الكثير من النباتات، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 % للإصابة بأعراض كوفيد-19 الشديدة، أو احتاجوا إلى علاج في المستشفى، من الأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً غير صحي».


تابعي المزيد: مشروبات طبيعية تساعد في تهدئة أعراض جرثومة المعدة


العوامل التي تؤثر في صحة الأمعاء


ترى الأخصائية أن العوامل التي تؤثر في صحة الأمعاء تتمثل فيما يأتي:

  • التوتر المستمر والإجهاد والضغط النفسي، وهي تزيد من نفاذية وتسرب الأمعاء؛ ما يؤدي إلى اختلال التوازن في البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية.
  • اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والسكر مع مرور الوقت، وكثرة تناول الأنواع الخاطئة من الأطعمة لجسمك قد يضر بالبكتيريا المفيدة في أمعائك؛ حيث يؤديان إلى تعزيز الالتهاب المزمن عن طريق التسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ومستويات الدهون غير الصحية في الدم.
  • الإفراط في استخدام المضادات الحيوية ومضادات الحموضة؛ حيث إنها تقتل البكتيريا الجيدة التي تعيش في أمعائك. كما أنها تقلل من فيتامين ب 12 داخل القناة الهضمية، وهو ضروري في إنتاج الخلايا ووظائف المخ والطاقة.
  • قلة النوم؛ إذ تشير دراسة جديدة إلى أن قلة النوم يمكن أن يؤثر سلباً في ميكروبيوم أمعائك؛ ما قد يؤدي بدوره إلى مشاكل صحية إضافية.
  • التدخين؛ إذ تشمل آثار التدخين على الاضطرابات المعوية تغييرات في الري المعوي والميكروبيوم، وزيادة في نفاذية الغشاء المخاطي، وضعف الاستجابات المناعية المخاطية.

الأخصائية سماح باحمدان: التوتر المستمر والإجهاد، تزيد من نفاذية وتسرب الأمعاء، ما يؤدي إلى اختلال التوازن في البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية


علامات القناة الهضمية غير الصحية


تعدد باحمدان تلك العلامات بالآتي:

  • يمكن أن تظهر على شكل غازات وانتفاخ وإمساك وإسهال، ولكنها يمكن أن تظهر في أشكال أخرى عديدة.
  • اضطرابات المناعة الذاتية، مثل: مرض هاشيموتو، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض السكري من النوع الأول، والتصلب المتعدد (MS)؛ حيث يهاجم جهازك المناعي أجزاء مختلفة من الجسم، ويمكن أن تكون علامة على وجود قناة هضمية غير صحية.
  • أحياناً يعد ضباب الدماغ، والصداع، وضعف التركيز والذاكرة، والتعب، والألم المزمن، وصعوبة النوم، ومشاكل الرغبة الشديدة في تناول الطعام (النهم) أو الحالة المزاجية السيئة من الأعراض والمؤشرات الحرجة للميكروبيوم الضعيف.


تابعي المزيد: أعراض سرطان المعدة والأسباب


ماذا نأكل لدعم أمعاء صحية؟


الأطعمة التي نتناولها تؤثر في تنوع وتكوين البكتيريا في الأمعاء، التي بدورها تؤثر في الخلايا المناعية. يمكنك تحسين صحة ميكروبيوم أمعائك - وجهازك المناعي - عن طريق تناول أنواع معينة من الأطعمة بانتظام.

  • الأطعمة الغنية بالألياف

تناول الكثير من المصادر النباتية يعد مصدراً كبيراً للبريبايوتكس Prebiotics، التي تقوم بتعزيز نمو البكتيريا الجيدة للأمعاء. ويمكن العثور على البريبايوتكس في الخضروات والفواكه: البقوليات (مثل البازيلاء والفاصولياء الخضراء والحمص والعدس) والحبوب الكاملة (مثل الأرز البني، والأرز البري، والكينوا، والشوفان).

  • Probiotics - الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك

البروبيوتيك هي ميكروبات حية توجد في بعض الأطعمة المخمرة التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في صحتك. يمكن أن تساعد في تنظيم الاستجابات المناعية، بما في ذلك وظائف بطانة الأمعاء. قد يؤدي تناولها إلى زيادة تنوع ميكروبيوم أمعائك وكمية بكتيريا الأمعاء «الجيدة» التي تحتوي عليها، ولكن، لا بد من تناولها بانتظام إذا أردت تأثير ونتيجة واضحة. يمكن العثور على البروبيوتيك في الأطعمة المخمرة، بما في ذلك اللبن الزبادي، والكفير، وملفوف مخلل، وكمبوتشا (الشاي المخمر)، والكيمتشي؛ بمعنى، عند استهلاك الكثير من السكر والأطعمة المصنعة والدهون المشبعة، تنتج منه بكتيريا أمعاء أقل تنوعاً، ويعزز الالتهابات والاضطرابات المزمنة. من ناحية أخرى، فإن النظام الغذائي الغني بالألياف يدعم الميكروبيوم، ويقلل من الاستجابة الالتهابية.


الأمعاء الصحية


رداً على سؤالنا: ما الخطوات التي يمكن للشخص اتخاذها للحصول على أمعاء صحية أو تحسينها؟ أجابت سماح: «لحسن الحظ، أن التحكم في مستويات التوتر، وتناول الطعام الصحي، والحصول على 7–8 ساعات من النوم ليلاً، وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في موازنة الميكروبيوم وتحسين الأعراض.

تابعي المزيد: أعراض التهاب القولون التقرحي والمضاعفات