«الشيخوخة الرقمية» آثارها على صحة الجلد والجسم 

«الشيخوخة الرقمية» آثارها على صحة الجلد والجسم 
«الشيخوخة الرقمية» آثارها على صحة الجلد والجسم 

«الشيخوخة الرقمية»، مصطلح قليلة التفاصيل العلميّة عنه راهناً؛ هو يشير إلى آثار الضوء المرئي عالي الطاقة HEV، المعروف أيضاً باسم الضوء الأزرق البنفسجي المنبعث من الشمس وأجهزة الكمبيوتر الشخصي والهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي، في البشرة والعينين والمزاج ودورة اليقظة والنوم الطبيعية، كما نتائج كثرة الاعتماد على الأجهزة الحديثة التي نستخدمها في حياتنا على وضعية الجسم وتسببها بمشكلات تصيبه. قبل جائحة «كورونا»، كان المرء يقضي أقلّ من ساعتين ونصف الساعة في مقابل الهاتف الذكي، وأقل من 4 ساعات في مقابل شاشة التلفزيون و7 ساعات في مقابل شاشة الكمبيوتر. تصدر الأجهزة المذكورة ضوءاً أزرقاً، ما ينتج عنه إجمالي 12 ساعة من التعرض للضوء الأزرق، يوميّاً. لكن، ازداد الاعتماد على الشاشات وقضاء الوقت في مقابلها، «زمن كورونا»، الذي لم تنته فصوله، بشكل كبير.

 

 

 

د. منال صميلي

 


حسب الاختصاصيّة في طبّ العائلة، ومدرّبة الصحّة التكامليّة الدكتورة منال صميلي، فإن العلامات الدالّة إلى «الشيخوخة المبكرة»، هي: سرعة نموّ الشعيرات البيض أو زيادة التجاعيد على البشرة، إضافة إلى الكسل والخمول. لكن، هناك نوع آخر من الشيخوخة المبكرة يُسمّى بـ«الشيخوخة الرقميّة»؛ فقد أظهرت دراسات حديثة، ومنها دراسة «الضوء الأزرق والبشرة»، لمؤلفها رولف شوتز، في إطار التحقيق في تأثير التعرّض للضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونيّة على خلايا جلد الإنسان، أنه حتى الوقت القصير المنقضي في مقابل هذه الشاشات، يمكن أن يزيد من إنتاج أنواع «الأكسجين التفاعلي، وهذه الأخيرة مواد كيميائيّة عالية التفاعل تحتوي على جذور الأكسجين. تُنتج أنواع «الأكسجين التفاعلي» بشكل طبيعي من خلال مجموعة منوعة من التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل عضيات الخلية، كما تتشكل أنواع الأكسجين التفاعلي أيضاً كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي الطبيعي للأكسجين بسبب عوامل مختلفة مثل: المعادن الثقيلة والتبغ والدخان والمخدرات والمواد الغريبة الحيوية والملوثات والإشعاع. الجدير بالذكر أن الآثار البيولوجية للتعرض الطويل أو المتكرر للضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونيّة ليست معروفة بالكامل حتى اليوم.

تابعي المزيد: أسباب فقدان الذاكرة المؤقت

 

 

 


شيخوخة الجلد


هناك تقارير تشير إلى أن التعرّض المتكرّر للطيف المرئي (هو جزء من طيف الإشعاع الكهرومغناطيسي المرئي للعين البشريّة) المنبعث من الشاشات، يتسبّب بتلف الجلد وتسريع شيخوخته. حتى في حالة التعرض القصير للشاشات، يؤدي الأمر إلى زيادة توليد أنواع الأكسجين التفاعلي، فالجلد هو هدف رئيس للإجهاد التأكسدي، والصلة بين الشيخوخة والإجهاد التأكسدي موثقة جيّداً.

يتسبب الضوء الأزرق عالي الطاقة، حسب شروح الدكتورة منال صميلي لـ «سيدتي»، بنشوء ما يعرف بالجذور الحرة في الخلايا، التي تدمّر الحمض النووي، ما يؤدي إلى ظهور تجاعيد وبقع صبغية بالبشرة.


«متلازمة الأيض»


إلى ذلك، ربطت بحوث، ومنها واحد بعنوان «نمط الحياة الخاملة: نظرة عامة على الأدلة المحدثة الخاصة بالمخاطر الصحية المحتملة»، منشور في «المجلّة الكوريّة لطبّ الأسرة» بين الجلوس لفترات طويلة من الوقت والعديد من المشكلات الصحية، منها: السمنة ومجموعة حالات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكّر في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر وارتفاع مستويات «الكوليسترول» غير الصحّية؛ ويُطلق عليها متلازمة الأيض.

يمكن أن يكون أي نوع من الجلوس لفترات طويلة؛ مثل: الجلوس على المكتب أو عند القيادة أو أمام شاشة ضارّاً للغاية.

تابعي المزيد: انقطاع الطمث: 10 طرق تجنبك أمراض القلب


وضعيّة الجسم


كثرة الجلوس في مقابل الشاشة، مسؤول عن تحدّب الظهر وشدّ الكتفين وارتخاء الذقن، كما مشكلات الرقبة. حسب إرشادات «مايو كلينيك»، ولبيئة صحّية في مكتب العمل، حيث نبقى لساعات طوال، في مقابل شاشات الكمبيوتر، يصحّ التقيّد بالآتي:

  • اختيار كرسي يدعم منحنيات العمود الفقري، مع ضبط ارتفاع الكرسي بصورة تكون فيها قدما الجالس مستويتين على الأرض (أو على مسند للقدمين)، والفخذان موازيين للأرض، مع ضبط مسندي الذراعين حتى تستقرّ الذراعان عليهما بلطف، مع استرخاء الكتفين.
  • الاحتفاظ بالأشياء الرئيسة، مثل: الهاتف أو الدبّاسة أو المواد المطبوعة، بالقرب من الجسم لتسهيل الوصول إليها، مع الوقوف لتناول أي عنصر لا يمكن الوصول إليه، بشكل مريح أثناء الجلوس.
  • وضع «الماوس» في متناول اليد، وعلى سطح المكتب حيث لوحة المفاتيح. أثناء الكتابة أو استخدام «الماوس»، يجب الحفاظ على استقامة المعصمين، على أن يكون أعلى الذراعين بالقرب من الجسم، واليدان عند مستوى المرفقين أو أسفلهما قليلاً. يفيد أيضاً استخدام اختصارات لوحة المفاتيح للتقليل من الاعتماد على «الماوس»، مع ضبط الأخيرة، بحيث تكفي لمسة خفيفة لتشغيلها.
  • في حال استخدام الهاتف بشكل متكرّر، مع الكتابة في الوقت عينه، يُضبط الهاتف على خاصيّة مكبّر الصوت أو تُستخدم سمّاعة الرأس عوضاً عن حمل الهاتف بين الرأس والرقبة.
  • إذا كان المقعد مرتفعاً للغاية، بصورة لا يمكن إراحة القدمين بشكل مسطّح على الأرض، أو إذا كان ارتفاع المكتب يتطلب ضبط ارتفاع الكرسي، على المستوى الأعلى، يصحّ استخدام مسند للقدمين (أو كرسي صغير أو كومة من الكتب القوية).
  • تحت المكتب، لا مناصّ من حضور مساحة فارغة للركبتين والفخذين والقدمين. إذا كان المكتب منخفضاً للغاية، وغير قابل للتعديل، توضع ألواح أو كتل متينة أسفل قوائم المكتب، أمّا إذا كان المكتب مرتفعاً للغاية، وغير قابل للتعديل، يرفع المقعد، مع استخدام مسند للقدمين لدعمهما حسب الحاجة. إذا كان المكتب مزوّد بحافة صلبة، يستخدم مسند المعصم. كما يبعد عن تخزين الأشياء تحت المكتب.
  • توضع الشاشة أمام المستخدم، على بعد ذراع، على أن يكون الجزء العلوي من الشاشة عند مستوى العين أو أسفله بقليل. يجب أن تكون الشاشة خلف لوحة المفاتيح مباشرة. إذا كان المستخدم يرتدي نظّارة ثنائية البؤرة، يصحّ خفض الشاشة بمقدار 1 إلى 2 بوصة إضافية لمشاهدة أكثر راحة. توضع الشاشة، بصورة يكون مصدر الضوء الأكثر سطوعاً على الجانب.


تابعي المزيد: 5 توابل لوضعها على القائمة بعد سن الخمسين


نصائح لتفادي «الشيخوخة الرقمية»


لتفادي آثار «الشيخوخة الرقمية» على وضعية الجسم والبشرة، تدعو الاختصاصيّة في طبّ العائلة، ومدرّبة الصحّة التكامليّة الدكتورة منال صميلي إلى أخذ فترة استراحة من الجلوس كل 30 دقيقة، في مكتب العمل، كما الوقوف عند التحدث عبر الهاتف، وتعديل طريقة الجلوس من خلال الجلوس مقابل طاولة أو منضدة مرتفعة.

أضف إلى ذلك، يجب تغطية الهواتف وأجهزة الكمبيوتر بدرع أزرق فاتح، مع استخدام خاصّية تعطيل الضوء الأزرق لصالح الضوء الأصفر (الوضع الليلي) المتوافرة في بعض الهواتف الذكية.

من جهة ثانية، يصحّ تطبيق واقي الشمس حتى في الأمكنة المسقوفة (المكتب، مثلاً).

تابعي المزيد: استشاري أمراض عظام يحذر من أسباب خشونة الركبة