فلكية جدة: الكوكب الأحمر سيكون عند أقرب مسافة من الأرض يوم غد الخميس

كوكب المريخ. الصورة من موقع unsplash
كوكب المريخ. الصورة من موقع unsplash

صرح رئيس الجمعية الفلكية في جدة "المهندس ماجد أبو زاهرة" يوم أمس الثلاثاء الموافق 29 نوفمبر بأنّ كوكب المريخ سيصل يوم غد الخميس 1 ديسمبر 2022 إلى أقرب مسافة له من الأرض - نقطة الحضيض – حيث سيكون في حدود 80 مليون كيلومتر في ظاهرة تحدث كل عامين تقريبًا وليس لها أي تأثير على كوكبنا.

أفضل وقت لرصد المريخ

وبحسب بيان صدر من الجمعية قال "أبو زهرة":" نظرًا لأنّ حجم وإضاءة كوكب المريخ يزدادان في سماء الليل عندما يكون قريب من الأرض، فإنّ الأيام القريبة من أقرب مسافة له منا تمثل أفضل وقت لرصده، إضافة إلى أنّ لمعانه حاليًّا يفوق كل النجوم بل وحتى نجم الشعرى اليمانية ألمع نجم في سماء الليل".

وأضاف "أبو زهرة":" إنّ هذا التأثير واضح لأنّ المريخ قريب من الأرض في النظام الشمسي حيث يدور بعيدًا عن الشمس قليلاً منا على مسافة متوسطة تبلغ 227,388,763 كيلومتر، ونتيجة لذلك له أكبر تباين بين جميع الكواكب في المسافة التي تفصله عن الأرض اعتمادًا على ما إذا كان الكواكب على جانبي الشمس أو يمران بجانب بعضهما البعض".

نقطة الحضيض

يذكر أنّ المريخ يصل إلى نقطة الحضيض تقريبًا في الوقت الذي يمر فيه بجانب الأرض وفي هذا الوقت تنتظم الشمس والأرض والمريخ في خط مستقيم والأرض في المنتصف، ونتيجة لذلك يظهر المريخ يقابل الشمس تقريبًا في السماء – وهي ظاهرة تسمى التقابل، عندما يصل المريخ إلى أعلى نقطة له في السماء عند منتصف الليل ويكون مرئيًّا طوال الليل.

وبين "ماجد أبو زهرة" بأنّ وصول المريخ إلى أقرب مسافة من الأرض يرتبط بشكل شبه متزامن مع ظاهرة التقابل إلا أنّ الحدثين يحدثان عادة بفاصل زمني يصل بضعة أيام حاليًّا بسبب مداري الأرض والمريخ حول الشمس بشكل أهليجي وليست دائريًّا، وليسا على نفس المستوى بالضبط.

رصد المريخ بالأفق الشمالي

وأكد "أبو زهرة" على أنه سوف يتم رصد المريخ بالأفق الشمالي الشرقي بعد بداية الليل وسيبقى مشاهدًا إلى فجر اليوم التالي، وبالرغم من أنّ المريخ سيكون في أقرب مسافة من الأرض فإنه سيظهر للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة ولمعانه (-1) ومن خلال المناظير يمكن رؤيته كقرص ضوئي.

رؤية سطح المريخ من الأرض

تجدر الإشارة إلى أنّ المريخ يعتبر الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جداً، في حين أنّ الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئيًّا بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.

التلسكوب لرؤية أوضح

وأشار "أبو زهرة" أنه ولرؤية تفاصيل قرص المريخ يحتاج الراصد لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصة وأكبر، ويفضل استخدام مرشحات لونية مناسبة لتحسين الرصد، حيث سيعزز الفلتر الأخضر أو الأزرق القبة القطبية، ويعمل الفلتر الأحمر أو البرتقالي على تحسين التفاصيل الداكنة، إلى جانب استخدام عدسة تكبير (بارلو) التي تربط بالعدسة العينية للتلسكوب لتحسين الرؤية .

ويمكن رؤية مناطق مظلمة ومناطق فاتحة على قرص المريخ بسبب الاختلافات في عكس الضوء، حيث تمثل المناطق الفاتحة الصحاري في حين أنّ المناطق الأكثر قتامة تمثل الصخور، وتتألق القبة القطبية الشمالية للكوكب بشكل لامع وهناك غيوم زرقاء تنتشر فوقه يمكن رصدها، وسبب لونها الأزرق فلأنها تتكون من بلورات جليدية من الماء وثاني أكسيد الكربون التي تبعثر الأطوال الموجية القصيرة الزرقاء من ضوء الشمس، علمًا بأنّ الأمطار لا تتساقط على المريخ لأنّ غلافه الجوي رقيق ودرجات الحرارة المنخفضة والضغط تعني بأن الماء لا يمكن أن يوجد هناك إلا على شكل بخار أو جليد.

ولأنّ الأرض تدور حول محورها أسرع بحوالي 40 دقيقة مقارنة بالمريخ فمن الممكن على مدى أسابيع قليلة قادمة رؤية العديد من المعالم السطحية بواسطة التلسكوب فقط، وعند رصد المريخ من موقع مظلم وسماء صافية خالية من وجود القمر، فهناك فرصة لرؤية أقمار المريخ فوبوس وديموس من خلال التلسكوب إلا أنها غير مرئية للعين المجردة.






يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر