المصممة والفنّانة شروق رحيم: أهوى التعبير عن الترف بعيداً عن التكلّف

المصممة والفنّانة شروق رحيم: أهوى التعبير عن الترف بعيداً عن التكلّف
المصممة والفنّانة شروق رحيم: أهوى التعبير عن الترف بعيداً عن التكلّف

شروق رحيم، مصمّمة إكسسوارات ومجوهرات فرنسيّة، مولودة في ثمانينيّات القرن الماضي؛ كانت عرضت أخيراً، في فيينا، بالنمسا، معرضها الفنّي الأول، بعنوان «الحياة العادية»، والذي استوحت معروضاته من سنوات طفولتها، وتحديداً من الإعلانات والملصقات التي كانت رائجة سنتذاك، مع كلّ ما تنطوي عليه من إلهام ووعود بحياة سهلة وسعيدة ملؤها الحب والثراء. تناولت شروق عبوات المنظفات المنزلية ومنتجات المنظفات الشخصية وزجاجات المشروبات من هذه الحقبة، وأعادت تقديمها على طريقتها، مع جرعات من الألوان البراقة والأحجار الكريمة... «المعرض هو إشارة إلى سنوات الطفولة، في عينيّ ابنة المهاجر التونسي والمرأة المعروفة بجمالها الكبير، حينما ألزمت خيبات الأمل الطفلة على التمسك بصورة الحياة المثالية التي تغذيها الإعلانات، فكانت الأخيرة ملاذاً لها، في السنوات الصعبة» حسب البيان الصحفي. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المصمّمة والفنّانة شروق لـ «سيدتي» عن مصادر استلهاماتها، وأسلوبها...

 

 

المصممة والفنّانة شروق رحيم

 

 


قدّمي نفسك لقرّاء «سيدتي»...


مصمّمة وفنّانة فرنسية من أصل تونسي؛ يطلق البعض عليّ، لقب: «ملكة البهرجة».


هل من سبب محدّد دفع بك إلى العمل في عالم التصميم؟ هل للأمر صلة بأصولك التونسيّة؟


في سنوات طفولتي، أثناء مُشاهدة أمّي للمسلسلات التلفزيونيّة، مثل: «دالاس» Dallas و«ديناستي» Dynasty، كان يجذبني الطابع الباذخ فيها. أضيفي إلى ذلك، ترعرعت في مجتمع أنثوي، مع الإشارة إلى أنّه في تونس، تتألّق النساء بأزيائهن المميّزة بالألوان والتطريز بالترتر والكريستال وبزينتهن من الحلي والجواهر. كنت محاطة بالبريق. عرفت في هذه المرحلة من حياتي، أني سأدرس تصميم الأزياء.

تابعي المزيد: إكسسوارات أيقونية من وحي الثمانينيات 80s vibes


باريس «موطني»

 



كيف تلهمك مدينة باريس، في التصميم؟


باريس هي «موطني». لا يرجع هوى المدينة إلى أنها «الأكثر جمالاً مقارنة بمدن العالم» بل إلى الطابع «الكوزموبوليتي» فيها، وإلى ناسها المتأنقين من دون اكتراث. أمقت الناس «المعقّدين»، فهم يضجرونني! أمر آخر في باريس يلهمني، وهو الجانب العتيق في الناس. حتّى من لا يستطيع إنفاق المال على الملابس والإكسسوارات المدمغة بعلامات دور الأزياء المرموقة، يسهل عليه دمج سلعة مستعملة منها وسهلة التوافر في أسواق عدة بباريس بقطعة أخرى من زمن الثمانينيات.


ماذا عن تأثيرات المهراجا في تصاميمك؟


في سنوات طفولتي، كنت أمضي ساعات طويلة، في مشاهدة أفلام بوليوود... أثّر ذلك في تغذية الجانب «الكيتش» (مفردة ذات أصل ألماني تقيّم بصورة نقدية المنتوجات الثقافية، لا سيما الاستخدام اللا متجانس للسمات الفنية، أو تصف سمات العمل الشعبية)، كما الجانب الفخم، في شخصيتي الفنّية. في هذا الإطار، يعبّر الاقتباس الآتي من من ديانا فريلاند (خبيرة موضة وكاتبة فرنسية - أميركية) عنّي: «المبالغة هي حقيقتي الوحيدة!».


إليزابيث تايلور في محلّ البقالة!


هل صحيح الاستنتاج بعد الاطلاع على تصاميمك ذات الألوان النابضة بالحياة والطابع المبهج أنّك شخصيّة مرحة؟ هل تؤمنين بقدرة الضحك على علاج العالم؟


لا آخذ نفسي على محمل الجدّ؛ عندما أعمل على أي مجموعة، أتخيّل إليزابيث تايلور (ممثّلة بريطانية (1932 -2011) كانت ارتدت مجوهرات رائعة، أثناء أدوارها التمثيليّة، بصورة تتجاوز أي ممثّلة أخرى)، فيما هي تتسوّق من محلّ البقالة، مرتدية المجوهرات الألماس! أهوى التعبير عن الترف، بصورة بعيدة عن التكلّف. من جهة أخرى، أؤمن بأن الضحك قادر على شفاء المواجع! وأردّد لذاتي الآتي، على الدوام: «حافظي على بريقك في كل الظروف، ولا تنفعلي.. فكري في بريق الأحجار».

تابعي المزيد: اللؤلؤ بأسلوب عصري Chunky Pearls


الفضول

 



درستِ تصميم الأزياء، ثمّ عملت لصالح مصمّمين مشهورين ودور شهيرة، مثل: روبيرتو كافالي و«كلوي» وفيليب ستارك... ماذا تتذكرين من هذه الفترة من حياتك؟


علّمتني التجارب، في هذه الفترة في حياتي، الفضول، ومدتني بالثقافة وبالكلاسيكيات، وحثّتني على الحفاظ على الاحتراف والتواضع.


ما هي مشاريعك للعام 2023؟


أجهّز لمعرضي الثاني، في باريس، وتحديداً في «غاليري بيكسي» Galerie Pixi، بالإضافة إلى معرض في بانكوك. وأتوق إلى تقديم نتاجي الفنّي، في الدول العربيّة.


في سطور...


شروق رحيّم، مصمّمة مجوهرات فرنسيّة؛ كانت تخرجت في Studio Berçot، معهد تصميم الأزياء، الذي تأسس عام 1954، ومقرّه باريس، وعملت مع كبريات دور الأزياء، مثل: «كلوي» و«جاليانو» و«كافالي»، قبل أن تنشئ علامتها التجارية التي تحمل اسمها (شروق)، وتركّز على تصميم الإكسسوارات، مع شريكها بيير لاسكيي، مستلهمة التصاميم من الرحلات وموسيقى «البوب» وثقافة الثمانينيات وأفلام هوليوود... كما وقعت على خط للمكياج لعلامة «سيفورا»، وعلى مجموعة لمسرح الـ«ليدو» بباريس، وعملت مع المصمّم العالمي فيليب ستارك على النسخة الجديدة من كرسي Joa Sekoya، كما تعاونت مع جان بول غوتييه على مجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2009 حول موضوع السينما، ومع «سواروفسكي» على مجموعات من المجوهرات والساعات، ومع سيرجيو روسي...

في العام الجاري، هي قدّمت معرضها الفنّي الأول، في فيينا، بعنوان «الحياة العادية»، لـ «سواروفسكي».

تابعي المزيد: المصممان فؤاد النقاش وحسن ماليه:حقائبنا تعزز مستقبل الموضة المستدامة