أنواع الخطوط العربية

تُعد اللغة العربية واحدة من أهم اللغات في العالم، حيث تُعتبر اللغة الخامسة عالمياً من حيث الانتشار، وتحتوي اللغة العربية على العديد من المفاهيم والمُفردات والمترادفات والمتضادات، مما يجعلها أكثر لغات العالم ثراءً من حيث عدد الكلمات. ومما يميز اللغة العربية أيضاً طريقة كتابة حروفها، حيث تُرسم هذه الحروف بأكثر من طريقة؛ فيما يُسمى بالخطوط العربية، وتتعدد الخطوط العربية على اختلاف أنماطها وتباين أشكالها، حتى أصبح لكلّ خط قواعده التي تحكمه، وقوانينه التي تصيغه.
يقول د. سعيد عبد القادر، من رواد فن الخط العربي، لـ"سيدتي": الخط العربي فناً رائداً أصيلاً تميزت به أمة العرب، وأهم ما يجعله مميزاً هو تشابك الحروف؛ ليعطي الكلمات مرونة حتى في تشكيلها والتعامل معها، وتفرعت أنواع الخطوط العربية كثيراً، لكن الأنواع الرئيسية هى خط النسخ وخط الرقعة وخط الثلث والخط الفارسي والخط الديواني والخط الكوفي، بالإضافة للخط الحر.

• الخط الكوفي

  

من أقدم الخطوط العربية وأعرقها في بلاد العرب، وأجودها شكلاً ومنظراً وتنسيقاً وتنظيماً، فأشكال الحروف فيه متشابهة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الكوفة، ويوجد لهذا الخط تصنيفات عديدة، وكل منها له طريقة في الكتابة، فمنه: (الكوفي البسيط، الكوفي المروس، الكوفي المورق، الكوفي المزخرف، الكوفي المضفر، الكوفي المربع، الكوفي القيرواني، الكوفي النيسابوري، الكوفي الموصلي، الكوفي المعماري)،
وقد استخدم في الكتابة وفي كتابة القرآن الكريم في المصاحف بشكل خاص.

• خط النسخ

أطلق عليه خط النسخ؛ لأنه يستخدم في نسخ الكتب، ويتميز بالبساطة ووضوح الحروف وإظهار جمالها، وقد كتبت به المصاحف منذ العصور الإسلامية الأولى، وهو أحد أوضح الخطوط العربية على الإطلاق، ويتميز بوضوح صور حروفه واكتمال تشكيله، مما يسهل عملية القراءة ويضمن سلامة النطق.

• خط الثلث

  

خط الثلث هو نوع من أروع الخطوط العربية منظراً وجمالاً، وأصعبها كتابة وإتقاناً، سواء من حيث الحرف أو من حيث التركيب، وهو خط معقد، على الرغم من أن مظهره روعة للغاية، فهو مرن؛ وهذا لأن كل حرف له عدة طرق في الكتابة، وقد استعمله الخطاطون في تزيين المساجد، والقباب، وبدايات المصاحف، وقد استعمله أيضاً الأدباء والعلماء في خط عناوين الكتب.

تابعي المزيد: قيم جمالية وثقافية معرض "إعجاز" لفن الخط العربي بالرياض

• الخط الأندلسي - المغربي

يعود هذا الخط بشكل أساسي إلى بلاد المغرب والأندلس، وهو مشهور باسم الخط المغربي الكوفي، وهو نوع من خطوط الأبجدية العربية. ينتشر استخدامه في بلدان شمال إفريقيا، ويتميز بحروفه المستديرة، وقد نسب للمغرب؛ لأنه خط المغاربة الأساسي، وحاول الكثيرون تفسيره، ولكن صعب عليهم.

• الخط الديواني

  

هو من أجمل الخطوط العربية، وهو خط حر منطلق، وكان يستخدم في كتابة الدواوين وكتب الشعر، وسمي بالخط السلطاني؛ لأنه كان سراً من أسرار القصور السلطانية في الخلافة العثمانية، وكان يستخدم في المراسلات السلطانية، وتوجد في كتابته مذاهب كثيرة، ويمتاز بأنه يكتب على سطر واحد، وله مرونة في كتابة جميع حروفه، وكانوا يقولون عليه إنه يتميز بالحيوية والطواعية، وكأن حروفه تتراقص على الورق.

• الخط الفارسي

نشأ في القرن السابع الهجري في بلاد فارس، وتتميز حروفه بالدقة والامتداد والانحدار في اتجاه واحد، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الفرس، وهو من الخطوط الأساسية في إيران وباكستان وأفغانستان، ويعتبر
من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص؛ يتميز به عن غيره؛ إذ يتميز بالرشاقة في حروفه، فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة.

• خط الرقعة

سمي بذلك نسبة إلى الرقاع، وهو جلد الغزال، وهو من الخطوط المعتادة التي يكتب بها في معظم الوطن العربي. وهو خط يجمع في حروفه بين القوة والجمال، ويمتاز هذا النوع بأنه يكتب بسرعة وسهولة، والملاحظ فيه أن جميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية، وقد ابتكر هذا الخط العثمانيون منذ عام 850م، وكان الخط الرسمي في جميع التعاملات داخل الدولة، وقد تمكن الخطاطون من الحفاظ على شكله وهيئته دون أن يتم تطويره أو تغييره.

• خط الطغراء

هو مزيج بين خطي الثلث والخط الديواني، وهو عبارة عن علامة سلطانية، حيثُ تكتب بها الأوامر السلطانية، وهو أحد أنواع الخطوط العربية، وقيل إن أصل كلمة "طغراء" كلمة "تترية" تحتوي على اسم السلطان الحاكم ولقبه، وأن أول من استعملها السلطان الثالث في الدولة العثمانية مراد الأول، خصوصاً عند كتابة التوقيع، وكان يتم الاعتماد عليه أيضاً في صك العملات داخل الدولة الإسلامية، وهو يُعد واحداً من أبرز وأهم الخطوط ذات الشكل الجمالي الجذاب والراقي.

تابعي المزيد: المدرسة الحروفية السعودية ريادة عربية ومسار فني متميز