يُصاب الأطفال بالحساسية بأنواعها حول العالم؛ ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يعاني نحو 2 مليون طفل أمريكي أو 8٪ من الأطفال من الحساسية الغذائية، والحساسية عموماً التي شاع الحديث عنها في الآونة الأخيرة هي حالة طبية تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي في الجسم بمواجهة بعض المواد غير الضارة التي يتعرض لها الجسم، سواء كانت مركبات نشمها أو أشياء نأكلها أو أشياء تحتك بالجلد، ومقابل ذلك يقوم الجسم بإفراز مواد كيميائية مختلفة تؤدي إلى الالتهابات وتضييق ممرات الهواء وإفراز الكثير من المخاط، أو ظهور الطفح الجلدي أو أكزيما الأطفال، وكلها تؤدي إلى الحالة الخاصة والمؤلمة التي يعاني منها مريض الحساسية سواء كان طفلاً أو بالغاً، ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» في حديث خاص بها الدكتورة لمى بركات استشارية التغذية العلاجية؛ لكي تشرح للأمهات طرق التعامل مع حساسية الأطفال المختلفة والأسباب.
أنواع الحساسية عند الأطفال
حساسية الحليب عند الرضع
- يمكن أن يُصاب الرضع في الأشهر الأولى من عمرهم بما يُعرف بحساسية الحليب.
- يُصاب الرضع بنسبة 2% بحساسية الحليب؛ حيث يُصاب الرضيع بعدم تحمل اللاكتوز، لأن سكر الحليب الذي تتناوله الأم يتسرب منها إلى الرضيع مثله مثل الحليب؛ ما يؤدي لعدم وجود رد مناعي منه، فالطفل لا يستطيع أن ينتج إنزيم اللاكتوز اللازم لهضم الحليب.
- في بعض الأحيان قد يضيف الطبيب إنزيم اللاكتوز إلى حليب الأم؛ لكي يعالجه من أعراض حساسية اللاكتوز.
حساسية فول الصويا
- غالباً ما تبدأ الحساسية من فول الصويا في سن الرضاعة، وذلك عن طريق حدوث رد فعل تجاه التركيبات الغذائية للرضع التي تعتمد على الصويا.
- من أعراضها الشَّرى، وحكة في الفم، أو حوله. وفي حالات نادرة يحدث لدى الأطفال رد فعل تحسسي مهدد للحياة.
- حساسية الصويا أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار أكثر من الأطفال الأكبر سناً.
- الملاحظ أن الكثير من الأطفال الذين لديهم حساسية من حليب البقر لديهم أيضاً حساسية من البروتين في الصويا.
- غالباً ما تكون بروتينات الصويا مكوناً مخفياً في الأطعمة الجاهزة، ولذلك يجب على الأم أن تكون حذرة وحريصة وتقرأ مكونات أي صنف غذائي تقدمه لطفلها.
حساسية البيض
- حساسية البيض تشكل تحدياً للآباء والأمهات؛ كونه يدخل في كل الوجبات، وبخاصة الإفطار؛ ولأنه يتم استخدام البيض في العديد من الأطعمة التي يتناولها الأطفال.
- كثير من الأصناف الغذائية يتم تصنيفها على أن بها مكونات مخفية للبيض. ولكن الأطفال يتعافون من حساسية البيض مع تقدمهم في السن.
أعراض حساسية البيض عند الرضع
حساسية القمح
- توجد بروتينات القمح في العديد من الأطعمة، وبعضها أكثر وضوحاً من غيرها.
- رغم أن الحساسية للقمح غالباً ما يتم الخلط بينها وبين مرض الاضطرابات الهضمية؛ فإن هناك فرقاً.
- فمرض الاضطرابات الهضمية هو مرض مناعي ذاتي؛ حيث يُرى رد فعل من الغلوتين الموجود في الطعام الذي يحتوي على القمح.
- و مرض الاضطرابات الهضمية من حساسية الغلوتين «الموجود في القمح والشَّيْلَم والشعير».
حساسية الفول السوداني
- تظهر حساسية الفول السوداني في العام الأول من عمر الطفل.
- يمكن أن تختفي ويمكن أن تستمر، كما تكون أعراضها بسيطة، وفي بعض الأحيان تكون الأعراض شديدة وظاهرة.
- يتعافى 20% من الأطفال من حساسية الفول السوداني بعد مرحلة الطفولة.
- ينتج رد فعل الجسم التحسسي نحو الفول السوداني بسبب الأجسام المضادة للبروتينات المكونة له.
- لم يُعرف بعد إذا كان حصول الأم الحامل أو المرضع عليه يسبب حساسية الطفل.
- يقوم الطبيب بإجراء فحوصات؛ ليتأكد من تخلص الطفل من حساسية الفول السوداني.
أعراض الحساسية الغذائية عند الأطفال
- يعاني الطفل من القيء والمغص، وكذلك الانتفاخ والغازات، وقد يعاني من إسهال أو إمساك.
- كما قد يعاني من حالة اختناق وصعوبه تنفس. قد يظهر الطفح الجلدي الذي يُعتبر أهم أعراض التحسس وأكثرها ظهوراً.
الحساسية التنفسية
- لم تُعرف الأسباب الفعلية لحساسية الصدر لدى المواليد ما لم يكن نمط الحياة الحديثة هو أحد أسبابها.
- من المعروف أن الأم تقضي وقتاً طويلاً في المنزل، ويتعرض المولود والأطفال الأكبر للهواء الملوَّث بالغبار والكيماويات كل على حدة؛ ما يصيبهم بالحساسية بسبب أي من هذه المؤثرات.
- يكبر الأطفال وهم يعانون من الحساسية التنفسية التي قد يدخلون بسببها المشفى، ويُضطر الطبيب لتعريضهم لأجهزة توسيع الممرات التنفسية «تبخيرة الصدر».
الحساسية الجلدية
- يعاني بعض الأطفال من حساسية الجلد حيث يتعرضون للكثير من الأشياء التي يمكن أن تسبب بعض البثور المتورمة والمثيرة للحكة مثل العدوى أو الشمس أو المرض لدى الرضيع.
- تتنوع نتوءات الطفح الجلدي بسبب الحساسية ، ويمكن أن تندمج لتشكل نتوءات أكبر وغالباً ما يتلاشى الطفح الجلدي في غضون يوم واحد.
- يمكن أن تظهر خلايا جديدة مع اختفاء الخلايا القديمة، وفي هذه الحالة قد تستمر نوبة الطفح الجلدي لأيام أو أسابيع.
علامات تؤكد أن طفلك لديه حساسية للقطط
نصائح لتفادي الحساسية عند الأطفال
- لكي تتفادى الأم الحساسية عند الطفل يجب أن تبدأ الأم بمرحلة دخول الطعام الخارجي على شكل «تلحيس» في عمر أربعة أشهر للطفل، وليس بكميات كبيرة ومفاجئة.
- أي طعام جديد يتم تقديمه للطفل بكميات صغيرة جداً وعلى مدار ثلاثة أيام ومراقبة أي أعراض تظهر عليه.
- في حال تحسس الرضيع من أي نوع من أنواع الطعام، يجب أن تقومي بالتوقف عن تقديمه للطفل لمدة شهر، وبعد ذلك قومي بتقديمه للطفل، وفي حال ظهرت أعراض التحسس فلا تقدميه له قبل أن يتم عمر السنة.
- لا تخلطي صنفين من الطعام الصلب للرضيع ما لم تتأكدي من أنه لا يعاني من حساسية من أحدهما حسب الطريقة السابقة.
- يجب تجربة كل صنف من الطعام الخارجي لمدة ثلاثة أيام على حدة؛ حتى تتأكدي من عدم تحسس الطفل.
- ويمكن أن تعرف الأم ما الذي يسبب الطفح الجلدي لطفلها فتتجنبه.
- ويمكن لقطعة قماش باردة أو دش أن يهدئ الحكة في الحالات الخفيفة من هذا الطفح.
- يجب عدم استخدام الكريمات التي تحتوي على مضادات الهستامين والسترويدات مع جلد الطفل على الإطلاق.
- ويجب إبعاد الطفل عن الروائح النفاذة مثل الكيماويات والعطور ومعطرات الجو.
- إبعاد الطفل عن الغبار والدخان ومثيرات الحساسية المنزلية، وعدم التدخين في البيت أو في غرف مغلقة.
- البحث عن أسباب الحساسية وتلاشيها أو التقليل منها.
- تقديم أدوية الحساسية للطفل حسب إرشادات الطبيب.
- تدريب الأم على طريقة تقديم أدوية الحساسية عن طريق أقماع التنفس، وكذلك تدريب أي شخص في البيت على طريقة التعامل معها.
- الحرص على الرضاعة الطبيعية للمولود؛ لأنها تقوي مناعته وتقلل من الحساسية التنفسية لديه حين يكبر.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
