لوحة فنية مطورة بالذكاء الاصطناعي تثير الجدل في هولندا

لوحة
انتقاد إعادة إنشاء لوحات الذكاء الاصطناعي- laura-adai-unsplash

بحث الإنسان على مر التاريخ عن اختراع يمكنه أن يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره. وعلى مر الزمن، كان الذكاء الاصطناعي حاضراً فقط في الخيال العلمي، حتى عام 2018، حيث أصبح الذكاء الاصناعي حقيقة لا خيال، فقد نمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع، حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات، متأصلة من أجل الصالح العام للمجتمع.
ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استناداً إلى المعلومات التي تجمعها.
وعلى الرغم من فوائد الذكاء الإصطناعي على كافة الأصعدة، إلا أن الاستعانة به لم تلق الترحيب والإبهار، عند إنشاء لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" The Girl with a Pearl Earring الشهيرة للفنان فيرمر، وفقاً لموقع News in France.

دعوة متحف موريتشيس لعمل اللوحة باستخدام الذكاء الاصطناعي


أعار متحف موريتشيس لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" إلى متحف ريجكس في أمستردام من أجل معرض يجمع عدداً كبيراً من اللوحات التي رسمها السيد الهولندي. للتعويض عن غيابها، أطلق المتحف دعوة لمشاريع أصلية لتزيين الغرفة التي عادةً ما تحتل فيها لوحات فيرمير مكان الصدارة، حيث عرضت مؤسسة لاهاي على أي شخص يريد إنشاء لوحة الفتاة الخاصة به المستوحاة من تحفة فيرمير، على أن يُتاح للفنانين المختارين فرصة للعرض في إطار رقمي في المكان المعتاد للرسم. وقد اجتذبت المبادرة العديد من الفنانين الناشئين. واختار المتحف العمل وعُلِّق على جدران المتحف.

رد فعل على عكس التوقعات


عمل الفنان جوليان فان ديكن- الذي قام بإصدار اللوحة الجديدة- لم ينل الإعجاب كما كان متوقعاً. فلم يقدّر عشاق لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي النسخة التي أُعيد النظر فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
لإنشاء عمله الواقعي، استخدم الفنان برنامجي Midjourney وPhotoshop. كلا البرنامجين يستخدمان الذكاء الاصطناعي. نشر جوليان فان ديكن الصورة على حسابه الخاص على إنستغرام. بموجب المنشور، أوضح أنه استخدام Midjourney وPhotoshop.
تم انتقاد هذا الاختيار بشدة لأنه، وفقاً للبعض، لا يمكن اعتبار الإنتاج المصنوع باستخدام الذكاء الاصطناعي عملاً فنياً. وما صدم الجمهور هو أنه للمرة الأولى، يجد العمل المصمم بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي نفسه مقدراً داخل مؤسسة قوية مثل المتحف.

رفض تدخل الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية


كانت هناك سابقة في عام 2022، عندما فاز جيسون ألين بمسابقة فنية رقمية في الولايات المتحدة بعمل تم إنشاؤه أيضاً بواسطة الذكاء الاصطناعي. لكن هيئة المحلفين لم تعرف مصدر العمل الفائز، فقد تم خداعها. ما تغير مع حالة متحف موريتشو هو أن المتحف اختار بوعي عرض العمل الرقمي، كما لو كان عملاً أنشأه فنان حقيقي.
بطريقة ما، تُقدر جميع المتاحف الأعمال التي تعرضها، مما يمنحها هالة. هذه الهالة غير المستحقة للبعض هي التي تسبب النقض. بالنسبة لأي فنان، فهو يستخدم جميع الأدوات التي يوفرها لهم وقتهم. لكن الذكاء الاصطناعي ليس أداة مثل أي أداة أخرى، لأنه يجعل من الممكن إنشاء أعمال دون طلب موهبة الفنان (أو معرفته) بشكل مباشر. هذا بالإضافة إلى قضايا حقوق النشر المعقدة، حيث يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي المنتجة من أعمال ليست دائماً خالية من حقوق الطبع والنشر.علاوة على ذلك، يتعين على جميع الفنانين تقليد الفنانين الذين يحبونهم قبل أن يجدوا أسلوبهم الخاص.