"محفل".. العرض الافتتاحي لمهرجان قرطاج الدولي يثير جدلاً لهذا السبب

الأفيش الرسمي للدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي- الصورة من موقع المهرجان علىى الفيسبوك
الأفيش الرسمي للدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي- الصورة من موقع المهرجان علىى الفيسبوك

عند الساعة العاشرة بتوقيت تونس من ليلة أمس، انطلق الحفل الافتتاحي للدورة57 لمهرجان قرطاج الدولي بعرض فرجوي عنوانه "ّمحفل" الذي قال عنه مخرجه فاضل الجزيري إنه عرض يعيد بناء أجواء حفلات الأعراس البدوية في مناطق مختلفة من البلاد التونسية ويُثمّن هذا التراث اللامادي برؤية معاصرة، وفيه مراوحة بين آلات تقليدية وأخرى حديثة ـ حسب وصفه ـ ،وقد جرت العادة أن يكون حفل الافتتاح لمهرجان "قرطاج" الدولي حفلاً تونسياً تتكفل وزارة الثقافة بكامل ميزانيته.

 

10آلاف متفرج

وشارك في هذا العرض قرابة 120 عنصر بين عازفين ومنشدين وراقصين ومغنّين من بينهم فنانون مشهورون. وأقبل الجمهور بأعداد غفيرة ملأت مدارج المسرح الروماني بقرطاج التي تتسع لعشرة آلاف متفرج.

بين الأصالة والابتكار

ولأنّ فكرة العرض تقوم حول حفل العرس التونسي البدوي فقد حضرت فيه الآلات الموسيقية التونسية التقليدية الإيقاعية كالطبل و"البندير"(دف كبير الحجم) والدربوكة، إلى جانب الآلات النفخية وهي القصبة(يشبه الناي) والزكرة والمزود ،وهي آلات شعبية محببة للناس.
والمخرج فاضل الجزيري ومن باب الابتكار والتجديد، قام في العرض بإدخال آلات موسيقية غربية على غرار الغيثارة ، ولم يكتف بإدخال هذه الآلات الغربية فحسب، بل أضاف للعرض إيقاعات موسيقية غربية كموسيقى "الروك" لتتداخل مع الموسيقى البدوية التونسية الأصيلة ومع الأغاني والأهازيج الشّعبيّة.

آراء وتعليقات

وهذا المزج بين الآلات والإيقاعات قبله جانب من الجمهور ولم يستسغه جانب آخر منه، وجاءت ردود الفعل رافضة في أكثرها لفكرة المخرج فاضل الجزيري ،ورأى البعض من الجمهور والنقاد أن الآلات الموسيقية "الصاخبة أفقدت العرض هويته التونسية التي ألِفها الجمهور وأفرغت عرض "المحفل" من طابعه الأصيل، بعد أن غلبت إيقاعات الموسيقى الغربية على بعض المقاطع الغنائية".

من هو مخرج العرض؟

والفاضل الجزيري مخرج العرض، وقد جاوز السبعين من العمر ، فنّان شهير في تونس وله تجارب كثيرة متنوعة بين المسرح والسينما ، كما أنّ له رصيداً وافراً في مجال العروض الفرجوية على غرار "النوبة" و"الحضرة" وقد شكل ظهور عرض "الحضْرة" لأول مرة على المسرح الأثري بقرطاج سنة 1991 حدثاً ثقافياً وفنياً هاماً باعتباره جمع العشرات من العازفين والمنشدين والراقصين في مشهدية فنية مفعمة بالجمالية البصرية والحسية وثرية بمضامينها الموسيقية.
ويسعى الفاضل الجزيري كصانع لعروض فرجوية مثل "الحضرة " أو "محفل" إلى استحضار الموروث الموسيقي التونسي ، وملامسة الذاكرة الجماعية الشعبية في محاولة لإحيائها والتعريف بها ، وهو المسكون بتاريخ تونس وأعلامها وقد تجلى ذلك بوضوح في أعماله الفنية سواء بالتمثيل أو الإخراج لعل أبرزها فيلم "ثلاثون" وأيضا عمله السينمائي "خسوف"، ولكن اجتهاداته الفنيّة في مختلف عروضه تكون دائما محل جدل ونقاش، وهو ما حصل في عرضه ليلة أمس في افتتاح الدورة57 لمهرجان قرطاج الدولي والتي تستمر الى يوم 19 أغسطس2023 ليكون حفل الاختتام مع الفنان المصري محمد حماقي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»