التسمم السجقي هو حالة مَرضية تهاجم الجهاز العصبي للجسم وتسبب الشلل بسبب دخول السموم إلى الأعصاب، التي تنتجها بكتيريا كلوستريديوم بوتيولينوم، وفي حال لم تتمّ معالجتها من البداية، تؤدي إلى الموت. تتواجد هذه البكتيريا في الطعام غير المحفوظ وغير المعقّم، وقد يحدث التسمم بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على السُم، أو بسبب تطوّر الجراثيم داخل الأمعاء. .
يجب عدم إهمال العلاج حال الإصابة بهذا النوع من التسمّم، ومن الأفضل الذهاب إلى قسم الطوارئ على الفور لتلقي العلاج المناسب قبل تدهور الحالة الصحية.
هذا وقد حدثت العديد من حالات تفشي المرض بسبب الأطعمة المحفوظة في المنزل. في حين قد يحدث التسمم عند الأطفال عادةً بعد ابتلاع أبواغ البوتيولينوم، أحياناً من الطعام، والتي تنتج بعد ذلك سموماً في الأمعاء. عادة ما يحدث التسمم السجقي نتيجة تلقيح أبواغ البوتيولينوم التي تنمو بعد ذلك في جرح التلقيح وتنتج السموم.
تعرّفي إلى كيفية الإصابة بالتسمم السجقي، الذي ينتج من البكتيريا يسمى المِطثية الوشيقية، وطرق العلاج وكل التفاصيل التي تحتاجين إلى معرفتها، في الآتي:
طرق الإصابة بالتسمم السجقي
تنتشر أبواغ التسمم السجقي على نطاق واسع في البيئة، ويمكن العثور عليها في الغبار والتربة والمياه غير المعالَجة، والجهاز الهضمي للحيوانات والأسماك. تشمل الأطعمة التي تؤدي إلى تفشي التسمم السجقي، ما يلي:
- منتجات اللحوم، مثل النقانق.
- منتجات الأسماك المعلّبة أو المعبّأة مفرغة الهواء أو المدخنة أو المخمرة.
- الخضروات المحفوظة بالتعليب أو المخزّنة بالزيت.
- البطاطا المخبوزة.
- العسل والجبن.
طرق العلاج من التسمم السجقي
يعتمد علاج التسمم السجقي على مضادات السموم، ودخول المستشفى، والمراقبة الدقيقة، ودعم الجهاز التنفسي حسب الحاجة، والإنضار (هو إزالة المواد الغريبة والأنسجة الميتة أو الأنسجة المصابة بالعدوى لتحسين احتمال شفاء الجزء المتبقي من الأنسجة غير المصابة). بالإضافة إلى المضادات الحيوية في حالة التسمم الغذائي للجرح. يجب إدخال أيّ مريض يعاني من عارض سريري يتعلق بالتسمم السجقي إلى المستشفى على الفور، من أجل المراقبة الدقيقة.
ويجب أن تشمل المراقبة الدقيقة تقييماً سريرياً متكرراً، للتهوية والتروية وسلامة مجرى الهواء العلوي، وقياس التأكسج المستمر، وقياس التنفس، وقياس غازات الدم الشرياني.
بالنسبة لتسمم الجروح، يوصَى بالإنضار والعلاج بالمضادات الحيوية بعد تناول مضادات السموم.
قد يعجبكِ أيضاً مدّة حفظ الأطعمة لتجنّب التسمم الغذائي وِفق اختصاصية تغذية
تدابير أخرى للعلاج من التسمم السجقي
- الرعاية الداعمة العدوانية في بيئة وحدة العناية المركزة.
- مراقبة مجرى الهواء؛ لأن فشل الجهاز التنفسي شائع.
- مراقبة الأعضاء الحيوية والأكسجين وغازات الدم الشرياني.
- التنبيب إذا كان هناك أدنى إشارة إلى ضيق التنفس.
- يحتاج بعض المرضى إلى ثقب القصبة الهوائية للتحكم في الإفرازات.
- لا تُستخدم أملاح المغنيسيوم لأنها يمكن أن تحفز الكتلة العصبية العضلية.
طرق إسعاف حالات التسمم الغذائي في المنزل
في معظم الحالات، يتحسن المصاب بالتسمم الغذائي العادي من تلقاء نفسه من دون علاج طبي. يمكنك علاج التسمم الغذائي عن طريق تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة لمنع الجفاف. في بعض الحالات، قد تساعد الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية، في تخفيف الأعراض.
عند الإصابة بالتسمم الغذائي، قد يتعرّض المريض للقيء بعد تناول الطعام، أو فقدان الشهية لفترة قصيرة. عندما تعود الشهية، يمكن في أغلب الأحيان العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي، رغم المعاناة من الإسهال.
إذا كان طفلكِ يعاني من أعراض التسمم الغذائي، مثل: القيء أو الإسهال؛ فلا تترددي في الاتصال بالطبيب للحصول على الاستشارة.
وعند الإصابة بالتسمم الغذائي، سوف تكون الحاجة إلى تعويض السوائل المفقودة ضرورية؛ لمنع الجفاف أو علاج الجفاف الخفيف. يجب شرب الكثير من السوائل. إذا كان القيء يمثل مشكلة؛ فيمكن احتساء كميات صغيرة من السوائل الصافية. يُعتبر تعويض السوائل المفقودة من أهم علاجات التسمم الغذائي.
يمكن لمعظم البالغين المصابين بالتسمم الغذائي أن يستبدلوا بالسوائل والإلكتروليتات، سوائل مثل:
- الماء.
- عصائر الفاكهة مع إضافة الماء لتخفيف العصير.
- المشروبات الرياضية.
أعراض التسمم الغذائي وِفق اختصاصية تغذية
هبة أبو لطيف اختصاصية تغذية ومدربة عافية، تشرح لـ«سيدتي» حول التسمم السجقي، وتقول: إنّه "عبارة عن بكتيريا تهاجم الجهاز العصبي للجسم، وفي حال لم تتمّ معالجتها من البداية، تؤدي إلى الموت". وعن مصدر هذه البكتيريا، تؤكد أبولطيف: " إنها تتواجد في الطعام غير المحفوظ وغير المعقّم". مشدّدة على: "ضرورة إقفال مرطبانات الطعام جيّداً وخصوصاً علب المونة، وعدم ترك الطعام خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين".
وعن الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة، تشير أبولطيف إلى أن هذه "البكتيريا تصيب الأطفال دون عمر السنة، الذين يأكلون العسل، التراب أو الغبار الملوّث". وتشدد على ضرورة: "عدم السماح للأطفال دون عمر السنة بتناول العسل، باعتبار أن الجهاز العصبي عندهم لا يستطيع محاربة مكوّنات العسل". وتضيف: إنّ "هذه البكتيريا تصيب أيضاً الجروح التي تسببها إبر البوتوكس، وتحتاج إلى التعقيم الفوري".
ومن بين أعراض الإصابة، تذكر أبولطيف عند الصغار:
- هبوط الجفون.
- اختفاء تعابير الوجه.
- سيلان اللعاب.
- ضيق في التنفس.
وعند الكبار:
- هبوط الجفون.
- تشوُّش البصر.
- جفاف الفم.
- عسر البلع.
- الشلل.
- الغثيان والقيء.
وتشدد أبولطيف على ضرورة: "إجراء فحص دم وتحليل البراز بعد الشعور بالأعراض؛ حيث سيتم العلاج من خلال دواء خاص لمحاربة هذا النوع من البكتيريا. وفي حال وجود مشكلة في التنفس، تتم مساعدة المريض بآلة التنفس الاصطناعي، في حين يتم تعقيم الجرح، وأخذ مضادات الالتهاب في حال الإصابة بالبكتيريا من خلال الجروح".
المصدر: (National Institutes of Health (NIH
*ملاحظة من "سيدتي " : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
اقرأي أيضاً الفرق بين النزلة المعوية والتسمم: أعراض وعلاجات كل حالة