مهددة بالقتل تحلم أن تكون رائدة فضاء

6 صور

فيلم وثائقي مميز وجديد بطرحه، عرضته المحطة الألمانية الفرنسية arte، يحكي الفيلم قصة فتاة إيرانية لم تتجاوز الثامنة عشر، تدعى زبيدة السعدات، تتعلق بالنجوم، مراقبتها، شكلها، وألوانها، تحلم بالفضاء، وتعد الدراسات وتجمع وتطرح الارقام وتدرس التقويم، لتختص في النهاية في دراسة الفيزياء.

تهديد بالقتل
تقطن زبيدة في مكان بعيد عن طهران، تتخطى المشقات، وتقضي ليال طويلة وباردة في مراقبة النجوم وتموضعها ودراسة حركتها، تعشق الفضاء وكأنها نجمة تنتمي اليه، ترعاها أمها وحيدة بعد وفاة والداها، مما يجعل المسؤولية مضاعفة على كاهل هذه الفتاة، فعمها يهددها بالقتل اذا اخطأت، بعد أن يعرف بخروجها ليلا لمراقبة النجوم، ضمن البيئة المحافظة التي تنتمي اليها وبين طموح الذي يصل حدود السماء.

رصد النجوم
يرصد لنا الفيلم، حركاتها وحزنها وخيباتها، وحفلات الليل الجميل مع زملائها وزميلاتها، وهم يترصدون النجوم التي تقع، ومن خلال قصتها الفريدة، ينقل الفيلم صورة جديدة لايران كبلد، فيه شباب طموح ومتعلم ويبغي الأفضل. ويدخل الفيلم الصميم العقلي والعاطفي للفتاة، وتطور شخصيتها وحبها لأحد شباب المجموعة الذي يتقدم لخطبتها بشكل رسمي، وكتابتها الى إينشاتين في يومياتها البريئة، حلمها بأن تكون السائحة الأولى على الفضاء، أو رائدة الفضاء الأولى. ويكون التلسكوب صديقها الوفي، الذي تحمله طوال رحلتها الاستكشافية، بالرغم من ثقله، تتجاوز به الهضاب، لتنصبه في مكان مناسب وتبدأ بكشف غياهب الفلك.

تجربة مثيرة
يقول الدنماركي بيريت مادسن مخرج الفيلم الوثائقي، أنه من اللافت شجاعتها وقوة الارادة التي تتحلى بها، وقدرتها على مجابهة مجتمعها ومحيطها. وقد كان الفيلم الذي مدته 90 دقيقة، من ضمن الأفلام الـ12 المرشحة للجوائز في مسابقة مهرجان صنداس للأفلام الوثائقية، تحت عنوان زبيدة: سماء مليئة بالنجوم.

والفيلم مليئ بالمشاهد الحقيقية، ذات التأثير العميق، أما الأم فترقب أبنتها بعيونها الحائرة، تشجعها من جهة، وتمسك بأقدامها لتبقيها ملتصقة بالأرض من جهة أخرى، والعم التقليدي لا يعرف إلا أسلوب الجزم والمراقبة، والصديق المهندس يفكر مع زبيدة، دافعا أياها لمزيد من التماهي في الحلم والدرس والأمل، والصديقات يفهمن طموحها، ويقفن لجانبها. إنه فيلم حاول نقل تجربة مميزة لفتاة اسثنائية في محيط شديد المحافظة.