5 خطوات تجنبك الخسارة الذاتية

قال الصحفي والسياسي الأميركي، نورمان كوزينز مرةً: إن الموت ليس الخسارة الكبرى بالنسبة للإنسان؛ لأن أكبر الخسارات على الإطلاق، هي الأشياء التي تموت في داخلنا ونخسرها للأبد ونحن أحياء، هذ القول يعتبر عميقاً في معناه؛ فالموت يأتي مرة واحدة؛ لأنه أمر الله عز وجل، وربما يكون حلاً لمنغصات كثيرة في الحياة، لكن الخسارة الكبرى، هي خسارة القيم والمبادئ التي في داخلنا ونحن مازلنا على قيد الحياة، ويأتي على رأسها خسارة الشعور بالحب.
كل شيء نخسره، ربما يخيفنا؛ فقد كشفت دراسة برازيلية متخصصة بالشؤون الاجتماعية، أن مجرد التفكير في الخسارة، يعتبر أمراً مرعباً، ويكون نتيجة ذلك التعرض لنكسات نفسية عميقة؛ فأولئك الذين يخافون من السفر بواسطة الطيران، إنما يخافون من أن يخسروا حياتهم، أو خسارة الوظيفة، أو المال، تخيفنا إلى جانب خسارات ثقيلة مثل فقدان الأولاد أو الزوج أو الزوجة أو الأب أو الأم أو الأقارب، الناس إذن يخشون خسارة كل ماهو متعلق بالمادة، ولكن هذه الخسارات التي تخيفنا يمكن نسيانها؛ فماذا عن خسارات أخرى غير مادية لايمكن نسيانها.

أكبر خسارة بالنسبة للمرأة
أوضحت الدراسة حول موضوع الخوف من الخسارة، بأن استطلاعاً للرأي أجرته بين صفوف نحو عشرة آلاف امرأة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت، بأن نسبة 64% من النساء يعتبرن فقدان الحب من أكبر الخسارات التي تؤثر على المرأة، وهي الخسارة التي لاتستطيع نسيانها بسهولة.


خسارات ولا تقدر بثمن
هناك خسارات لاتعوض إذا فقدناها في داخلنا، ويكون لها تبعات سيئة على الصعيد الاجتماعي والإنساني بشكل عام. ومن أهمها هي خسارة الكرامة وخسارة القيم والمبادئ والشرف والأمانة والثقة، علقت الدراسة: «هناك نساء لايفكرن في بداية الأمر بفداحة هذه الخسارات، ولكنهن يعدن لرشدهن ويشعرن بالرعب عندما يجدن بأن المجتمع لايحترمهن، ولا أحد يثق بهن».
هناك أيضاً الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة؛ فعندما تُرفض الفرص الجيدة التي تتاح لنا في الحياة، كخطوبة رجل مثلاً؛ فإن ذلك يمثل خسارة لاتعوض؛ لأن الفرص الجيدة في الحياة ربما لا تتكرر أو تعود من جديد.

كيف تواجهين الخوف من الخسارة
الخوف نوعان، العادي والمرضي؛ فالعادي هو، كما ذكرت الدراسة، شيء طبيعي متأصل في الإنسان، ولكن الخوف المرضي ناجم عن الأفكار غير العقلانية عن الخوف، هناك خطوات للسيطرة على الخوف من الخسارة، أو على الأقل التقليل من شأنها، فما هي؟

أولاً: فكري أولاً ما هي الخسارات التي تخيفك
الإنسان، وعلى الأخص المرأة، يخاف من خسارات كثيرة، وهي يجب أن تعرفها لكي تتمكن من تجنبها؛ فالخوف من خسارة الشرف بالنسبة لها شيء مرعب، ولذلك يجب عليها أن تفكر بالعواقب والنتائج قبل أن ترتكب خطأ وتخسر الكثير من سمعتها أمام العائلة والمجتمع والإنسانية بشكل عام.

ثانياً: فقدان الحب في علاقة زوجية
ينبغي على المرأة أن تذهب إلى أبعد الحدود؛ لكيلا تسمح بحدوث هذه الخسارة المرعبة، فهي تتحمل الكثير من أعباء الزواج من أجل ألا تخسر حب زوجها لها أو حبها هي لزوجها، ومن أجل تفادي مثل هذه الخسارة، يجب أن تكون هناك مرونة في التعامل مع الآخر.
ثالثاً: الموت
إن مواجهة خسارة الموت، هو المعرفة الكاملة بأن كل إنسان سيموت، وبأن الموت هو بيد الله عز وجل؛ فهذه الخسارة لا تعوض أيضاً، ولكنها تنطبق على الجميع، وهذا يمثل أكبر العدالات.

رابعاً: خسارة مبادئنا الداخلية
برأي الدراسة أن أكثر ما يخيف المرأة أيضاً، هو الشعور بأنها خسرت كرامتها لتصرفات سخيفة قامت بها من دون تفكير، وفي هذا الصدد فإنه من الأهمية بمكان، التفكير قبل التصرف وليس العكس.
ومن هذه الخسارات التي تعتبر خسارات معنوية وليست مادية، فقدان الثقة بالزوج أو بالناس عموماً؛ فقد تخسر المرأة ثقتها بزوجها لأنه خانها، وهذه مرارة كبيرة، ولكن ذلك لا يعني فقدان الثقة ببقية الناس وبالحياة.

خامساً: تقييم النوايا والبواعث
من الطرق الناجحة لمواجهة الخوف من الخسارة، هو أن تقيّم المرأة ذاتها ونواياها، وتتجنب البواعث التي ربما تدفع الإنسان إلى ارتكاب حماقات تؤدي إلى خسارات كبيرة.