mena-gmtdmp

فن التواصل: كيف تبني جسوراً قوية مع الأصدقاء؟

بناء جسور تواصل مع الاصدقاء
بناء جسور تواصل مع الاصدقاء

كل علاقة ناجحة تبدأ بكلمة طيبة أو شعور صادق أو الانصات باحترام، وكل هذه الأدوات هي عناصر التواصل الناجح. لكن البعض منا رغم أنه يحمل مشاعر طيبة، لكنه لا يستطيع التعبير عنها. فكم مرة خذلتك كلماتك؟ أو أساء أحد فهم صمتك؟
التواصل ليس مهارة لغوية فقط، بل هو حوار عميق بين قلبين، وفن يبنيه الوعي، وتنضجه النوايا الصادقة. وفي زمن تتسارع سبل التواصل ما بين الرسائل والحوارات والنقاشات، التي لا تنتهي وفيه يصبح إتقان فن التواصل حاجة إنسانية عميقة وليست رفاهية.
وللحديث أكثر عن آليات فن التواصل، وكيفية تعميق العلاقات الشخصية من خلال تعزيز مهارة التواصل، التقت "سيدتي" مع الاختصاصية النفسية مها بنورة، استشارية في الصحة النفسية والجسدية؛ لتأخذنا في رحلة قصيرة نحو أدوات بسيطة، لكنها عميقة التأثير، لبناء علاقات أكثر دفئاً وصدقاً.

إعداد: إيمان محمد

كيف تُعزز علاقاتك الاجتماعية؟

تتساءل بنورة في البداية: هل سبق لك أن شعرت بأن الكلمات تخونك في اللحظة التي تحتاج فيها للتعبير؟، وأن صمتك فُسّر بشكل خاطئ، وانتهى الموقف بخلافٍ لم تكن تقصده؟
وتقول "التواصل ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو فن من أعظم الفنون التي نبني بها علاقاتنا ونسجّل بها أثرنا في حياة منْ نحب". إذا كنت ترغب في علاقات أكثر دفئاً، وأقل توتراً، فهناك بعض النصائح التي قد تكون بداية لجسر جديد نحو فهم أعمق وتواصل أكثر وعياً.

التواصل مع الاصدقاء
                                                  التواصل يعزز الشعور بالسعادة

الاستماع الفعّال

أن تسمع بقلبك قبل أذنك، ففي زحمة الحياة، نعتقد أننا نسمع، بينما نحن في الحقيقة ننتظر فقط دورنا للرد. الاستماع الحقيقي يعني أن تُنصت باهتمام، أن تتوقف عن إصدار الأحكام، وأن تحاول أن تشعر بما يشعر به الطرف الآخر. هذه هي اللبنة الأولى في بناء الثقة والاحترام.

التعبير عن المشاعر

لا تفترض أن الآخر يعرف ما تشعر به. "أنا بخير"... كم مرة قلناها بينما في داخلنا عاصفة من المشاعر؟!. التواصل الفعّال يبدأ من الصدق مع الذات، والقدرة على التعبير عن المشاعر بوضوح وهدوء. ليست الشدة أو الغضب هي ما توصل الرسالة، بل الصدق والرقي في التعبير.

الخلافات فرص

نعم، الخلافات طبيعية. بل أحياناً، هي ضرورية. لكن ما يصنع الفرق هو كيف نتعامل معها. هل نُصعد الأمور؟ أم نبحث عن جسر نلتقي عند منتصفه؟. حل الخلافات بطريقة واعية قد يحول لحظات التوتر إلى لحظات تقارب وفهم أعمق.

التسامح والتفاهم أساس العلاقات المتينة

في كل علاقة، لا بد أن يأتي يوم ويحدث خطأ. وهنا يظهر معدن العلاقة الحقيقي. التسامح لا يعني أن ننسى أو نُهمّش مشاعرنا، بل أن نختار أن نفهم ونتجاوز ونمنح فرصة جديدة. أن نضع أنفسنا مكان الآخر قبل أن نحكم عليه.
اقرأوا أيضاً كيف أتجاهل انتقاد الناس؟

الاحترام

يمكن القول إن الاحترام اللغة الصامتة التي تفعل الأعاجيب، لا يوجد تواصل ناجح بدون احترام. الاحترام يبدأ من نبرة الصوت، في اختيار الكلمات، في الإنصات، وفي تقبل الاختلاف. هو القاعدة الذهبية التي إن وُجدت، سهل كل شيء بعدها.
وتقول مها بنورة إن التواصل ليس مهارة تولد معنا، بل هو رحلة نتعلمها وننضج فيها مع الوقت والتجربة. لذلك استمع باهتمام، عبِّر بصدق، واجِه الخلافات بوعي، تسامَح، واحرص دائماً على الاحترام. وتضيف "ببساطة، تواصل كما تحب أن يتواصل الآخرون معك".

الاختصاصية النفسية مها بنورة، استشارية في الصحة النفسية

نصائح لتغيير طريقتك في التواصل

ومن خلال تجربتها، قدمت بنورة نصائح مختصرة لكل منْ يبحث عن طريقة للبدء في تغيير طريقة التواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وجاءت هذه النصائح كالتالي:

  • استخدم لغة راقية خالية من العنف اللفظي.
  • استمع بإنصات حقيقي، لا تقاطع ولا تجهّز الرد في ذهنك.
  • عبّر عن مشاعرك بوضوح وبدون لفّ أو مبالغة.
  • كن متسامحاً، فكلنا نخطئ ونحتاج إلى منْ يفهمنا.
  • احرص على أن يشعر الطرف الآخر بأنه مقدّر ومُحترم.

وتنهي مها بنورة حديثها قائلة: "إن التغيير يبدأ بخطوة صغيرة. لذلك اختر موقفاً واحداً اليوم تطبق فيه هذه المبادئ، وستُدهش من النتيجة. ابنِ جسوراً من الوعي والرحمة وستجد في الطرف الآخر منْ يعبر إليك بقلبه أيضاً".